في روايةالفاعل للأديب حمدي أبو جليل والتي فازت مؤخرا بجائزة نجيب محفوظ (تنظمها الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنويا) يري فريق من النقاد أنها محاولة لكتابة محطات عن سيرة المؤلف الشخصية.وهنا يعلق أبو جليل قائلا:بطل الرواية هو حمدي أبو حامد عيسي صقر أبو جليل,كنت أتوقع أن يفكر من يقرأ الرواية أن هناك هدفا من وراء استخداماسميفقد كان من الممكن أن أسمي البطل جمعة محمد جمعة.كان الهدف أن أنظر إلي نفسي باعتباري شخصا آخر,لم أكن أرغب في كتابة السيرة الذاتية ,ولكن أبحث عن قانون يفسر لي ماحدث,وأنا مؤمن بأن قانون الكتابة مختلف عن قانون الحياة…
إن روايةالفاعلتعد بمثابة حياة البطل المتنقلة في ورق,ويبدو هذا واضحا في فصلقصة العائلةالتي يحكي فيها عن تاريخ العائلة منذ البداية حتي الآن,تلك العائلة التي يدلل علي أن اسمها علي سبع عزب قري صغيرةوهو إذ يعمل في الفاعل يحاول أن يكون أديبا,وهذا هو محور الرواية,فالبطلالكاتب حمدي أبو جليليقدم نفسه للقاريء علي أنه واحد من الذين عملوا في الفاعل-تلك المهنة المعروفة في مصر والأكثر تهميشا في المجتمع,فليس لمن يعمل فيها يوم إجازة مقدس كباقي المهن,حيث يخرجون للبحث عن عمل,فإن وجدوا اعتبروا اليوم عملا,وإن لم يجدوا اعتبروه جائزة,وذلك من خلال سوق الفاعل الذي له أماكن معروفة كالشمس فوق الكباري أو حول الميادين.
إننا في هذه الرواية نتعرف علي العالم الفقير والسحري لهؤلاء ونقف علي الأبعاد النفسية والاجتماعية,وأحلام كل العاملين في الفاعل,وأهم مايميزها أنها تمتليء صدقا مؤلما جدا,ولكنه يدفع إلي التمسك بالحياة وبكل مباهج الدنيا وإن بدت مؤلمة أو مستحيلة التحقق مع بساطتها …
يقول الكاتبالمولود في الفيوم عام 1967عن مسرح الأحداث أو وطن البطل:دائما أفكر في غربتنا من أول يوم باعتبارها وطني الأم المكان الوحيد الذي أتحرك فيه دون خوف باعتباري مواطنا لي حقوق وعلي واجبات.
كتب أبو جليل من قبل:روايةلصوص متقاعدونومجموعتين قصصتين هما:أسراب النمل,أشياء مطوية بعناية فائقةوقد اعتمدت روايته الفاعلمثل أعماله السابقة علي السخرية ,حيث خرج الراوي من السرد للتعليق علي ما حدث..وهنا يضيف أبو جليل عن طريقته في الكتابة فيقول:إن إمكانية الاستمرار في الكتابة ظلت دائما تعادل إمكانية التوقف عنها,فأن تكون كاتبا فقط في ذلك المجتمع شيء مؤذ وصعب,ومهما بلغ الاهتمام بالكتابة والولع بها يظل الكاتب مجرد هاو,وعلينا أن نقيس ذلك بعدد الساعات التي نوفرها للقراءة والكتابة,ولكن بعد الفاعلالتي اعتبرتها روايتي الأولي شعرت بأنني أستطيع المواصلة,هناك تجارب مررت بها وأريد كتابتها..الدافع الأبرز طرافتها وقدرتها علي إثارة الضحك مع أنها شديدة الجدية أيضا,أريد أن أفهم هذه التجارب ,وأجد قانونا يفسرها,أربع تجارب بالتحديد,لو أنني كتبتها أكون حققت كل ما أحلم به…