##خللي بالك من شعرك## (بفتح الشين وكسر الراء) ليس فيلما سينمائيا علي طريقة ##خللي بالك من زوزو## أو ##خللي بالك من عقلك## أو ##خللي بالك من جيرانك##, وأيضا ليس نكتة كالنكات التي اعتاد عليها الشعب المصري..
##خللي بالك من شعرك## (بفتح الشين وكسر الراء) ليس فيلما سينمائيا علي طريقة ##خللي بالك من زوزو## أو ##خللي بالك من عقلك## أو ##خللي بالك من جيرانك##, وأيضا ليس نكتة كالنكات التي اعتاد عليها الشعب المصري..
ستسألني إذن: هل هذه فزورة؟ فأجيبك علي الفور: إنه مع الأسف تحذير لنساء مصر ذوات الشعر المنسدل علي أكتافهن.. تحذير لنساء مصر الطبيبات الساهرات بالمستشفيات,والمهندسات,والمحاميات المدافعات عن قضايا الحق والخير, والكاتبات المناهضات للتمييز والقبح والفساد, والمعلمات حاملات راية العلم وصانعات عقول شباب الغد والتلميذات وطالبات العلم بالمدارس والجامعات… تحذير لكل هؤلاء ألا يعلو شعورهن. السوداء , الصفراء, وربما البيضاء) موس… أوه معذرة.. تذكرت أن هذا قد ورد في الكتاب المقدس عن شمشون الجبار أحد قضاة إسرائيل في العهد القديم ألا يقرب شعره موس لأنه نذير الرب.. إذن: فماذا تقول؟ أجد نفسي مضطرة لاستخدام كلمة ##المقص## هذه الأداة المستخدمة حاليا للقضاء علي شعر المرأة الذي غدا يمثل عورة وفضيحة كبري لابد من تجنبها…! وبيد من؟ نساء مصر أيضا! ياللهول!!.. وأود أن أذكر هنا مالمسناه من العديد من النساء المنتقبات (في مترو الأنفاق أيضا) من محبة وتعضيد أثر الحوادث الطائفية السيئة التي تمر بها البلاد كثيرا في الآونة الأخيرة, أيضا المواقف الإنسانية التي تعبر عن الإشفاق علي امرأة متعبة أو مسنة وإن كانت امرأة قبطية..
للأسف.. استبدل بعض هؤلاء النساء آلة الحب بأداة أخري ##المقص## هذه الأداة المستخدمة حاليا في إعادة تربية وتكوين وتأهيل نساء مصر ليصبحن ##سبايا## في دولة من صنع خيال ##البعدا## بضم الياء وفتح العين.
هذا عن الإثم والعدوان.. فماذا عن مسرح الجريمة؟ مترو الأنفاق – مؤقتا- فهل البقية تأتي؟ والسؤال؟ لماذا ينظر هذا الفكر المريض إلي شعر المرأة هكذا؟ علما بأن حل الشعور في الأساطير القديمة كان يرمز إلي حالة الضياع التي تصيب المرأة فتهيم علي وجهها.. وفي العصر الحديث فإن المرأة في بيئات متعددة مازالت تلطم خديها وتحل شعرها تعبيرا عن الحزن الشديد لفراق الأحباء… عندما يقع عليها ظلم نجدها أيضا تكشف شعرها وتتوجه بالدعاء إلي السماء للانتقام من هذا الظلم..
إن هذا وذاك لم يلتفت إليه بل عادت النظرة القديمة للمرأة (في الأساطير أيضا) علي إنها عروس البحر التي تحل الشعور للإيقاع بالرجال…
إنه الفكر.. ثم الفكر.. ثم الفكر.. تلك هي المسألة.. كما يقول وليم شكسبير…