القارئ لأحداث المرحلة الآنية في تاريخ مصر يجد نفسه مدفوعا أمام تساؤلات عديدة:ماذا عن هوية مصر؟مصر إلي أين؟هل سيعبر الدستور الذي يجري إعداده حاليا-عن أطياف المجتمع المختلفة وهل يتوافق مع مطالب25يناير الأساسية
القارئ لأحداث المرحلة الآنية في تاريخ مصر يجد نفسه مدفوعا أمام تساؤلات عديدة:ماذا عن هوية مصر؟مصر إلي أين؟هل سيعبر الدستور الذي يجري إعداده حاليا-عن أطياف المجتمع المختلفة وهل يتوافق مع مطالب25يناير الأساسية عيش…حرية…عدالة اجتماعية؟..
إن الإجابة عن هذه التساؤلات بعضها أو مجتمعة قد يحيلنا إلي ماذكره عالم الحغرافيا الكبير الدكتور جمال حمدان في موسوعته الخالدةشخصية مصر هذا الكتاب الذي يجاوب علي سؤال:ماهي هوية مصر؟فيوضح أن شخصية مصر شخصية أصيلة يمكنها استيعاب ثقافات مختلفة وحضارات متعددة,لذلك فإنه إذا كان اتخذ اتجاهات متعددة في تحليله لشخصية مصر(الفرعونية,القبطية,الإسلامية…)إلا أنه نجح في إذابته تناقض هذه الاتجاهات…
هذا عن شخصية مصر التي ذكرها حمدان,والتي لاتتغير بفعل الزمان والحكام والساسة….نضف إلي هذا أن مصر بلد دستورية عرفت الدساتير والحياة النيابية منذ عهد محمد علي مؤسسة الدولة الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر,حيث صدر أول دستور مصري في السابع من فبراير عام1882 من سراي الإسماعيلية,ودستور1923 الذي أصدره الملك فؤاد الأول في أبريل عام1923 والذي يعد نتاجا لثورة 1919 وما أحدثته من تحول كبير في تاريخ مصر,وهذا الدستور انعقد وفق مبادئه أول برلمان للشعب المصري في مارس1924,وتوالت الدساتير بعد ذلك ليصدر الملك فؤاد الأول في أبريل عام1930 ليبطل العمل بدستور1923,ثم مشروع دستور 1954 بعد ثورة الجيش في 23يوليو 1952,ثم دساتير 1956, 1958, 1946, ودستور1971 ليكون مكملا لدستور1964,ويعد دستور 1971 دستور الحكم معبرا عن مصالح النظام السياسي القائم في ذلك الوقت غير عابئ بطبقات وأطياف المجتمع المختلفة,ثم التعديلات الدستورية التي أجريت عام2007 علي دستور1971 وإضافة فصل خاص بمكافحة الإرهاب وجعل الدولة أساسها ديموقراطي بدل اشتراكي…
إن مانريده في دستور مصر القادم:أن يشمل المصريين علي اختلافاتهم وأن يعبر بصدق عن مراحل التغيير في تاريخ الشعب المصري…