يناير وحكاياته..التحرير..ماسبيرو..الدستور..عيد الأم..بينما أفكر في هذا وذاك..تقابلت معه علي غير موعد وقد اتخذ من درج مترو الانفاق مكانا صغيرا جدا ليبتاع منه المارة أكياس المناديل الورقية..إلي هنا يبدو هذا المشهد عاديا فلطالما انتشر هؤلاء الباعة والشحاذون والمرضي وغيرهم ممن أفرزهم النظام البائد ليس بمنافذ الدخول والخروج في مترو الأنفاق-بل داخل العربات أيضا-أما أن يجلس التلميذ الصغير ممسكا بالقلم وكراسة الواجب وبجواره أكياس المناديل التي يقتات منها,فهذا أمر ملفت للانتباه والتأمل..
هنا لن أحدثك عن وجع القلب أو حيرة العقل..بل بالحري أحدث نفسي عن دروس عديدة يمكن الخروج بها من هذا المشهد النبيل لعل في مقدمتها وآخرتها:الإرادة وتأتي بينهما تساؤلات واستنتاجات.
أليس هذا المشهد إفرازا لنظام مبارك البائد؟أن يفترش طفل في المرحلة الابتدائية درج المترو للاستذكار وتحصيل القروش الضئيلة التي ربما لاتكفيه خبزا يابسا غير عابيء بالمطر وبالأقدام التي قد تصطدم به في الصعود والهبوط.
كيف يعيش أحفاد مبارك ورموز نظامه السابق ممن آل مصيرهم المحتوم إلي خلف الأسوار..
0 لننظر إلي الطعام المستورد والذهب والقصور والأموال المجمدةالتي يخشي عليها من الضياعواللسان الذي غدا معوجا بفعل الـإغوغير ذلك كله من مفردات تعظم المعيشة التي عليها هؤلاء والتي قد لانعلم عنها شيئا ولا تخطر علي عقولنا..
0 إن دستور البلاد الذي لازال يفرز هذه الأنماط من الفقر المدفع والطفولة البائسة..آن له أن يتغير في مجمله وليس في بعض مواد معدودة.
0 آه..أيها الطفل الكبير..الفقير الغني..التلميذ الأستاذ.. ليتك مررت بطريق كل من قال نعم لتعديل الدستور.. وليتني ما كنت ألهث للحاق بموعدي فأجلس إلي جوارك..أصغي أليك وأجري معك حوارا كما فعلت من قبل علي مدي سنوات عملي الصحفي ..فأنت جدير حقا بحوار من القلب والعقل.
فإلي أن ألقاك أيها التلميذ والأستاذ..
[email protected]