عندما وعد الرئيس حسني مبارك في حملته الانتخابية في أغسطس 2005 بأن تتسع دائرة التمثيل والمشاركة للمرأة في البرلمان عن طريق الانتخاب تفاءلت المرأة, وظلت تنتظر هذا الوعد وتتساءل عن الوسيلة التي تحقق هذا الوعد إلي أن وصلنا إلي عام .2009 والمرأة تنتظر.. وأذكر أنه في برلمان عام 1979 تم تخصيص 30مقعدا للنساء, ولكن هذا التخصيص ألغي عام 1986 بعد أن تعالت الأصوات بأن هذا التخصيص غير دستوري وعليه كان لابد من البحث عن وسيلة أخري تحقق للمرأة التمثيل الذي لا يخالف الدستور وكان الأمل أن يتم ذلك بدراسة أسلوب جديد للترشيح والانتخاب بالنظام الفردي أو بالقائمة أو بالجمع بينهما معا. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ولجأ الحزب الحاكم إلي تخصيص 64مقعدا للمرأة في 32 دائرة يتم ترشيح المرأة فقط في هذه الدوائر وذلك بعد تعديل المادة 62من الدستور ليكون للبرلمان سلطة واسعة في تنظيم حق الترشيح وفقا لأي نظام يحدده, وأن يتضمن حدا أدني لمشاركة المرأة في المجلس وأن يستمر هذا الدفع لمدة دورتين أو ثلاث. وسوف تقوم أمانة المرأة بالحزب الوطني بمساندة مرشحات الحزب في الانتخابات.
وعلت الأصوات بأن تخصيص مقاعد للمرأة غير دستوري وهو يصور عجز المرأة علي أن تخوض المعركة الانتخابية وتحقق النجاح, وبعض الأصوات أكدت أن هذا نوع من الديكور الوقتي الذي يعتبر صورة من صور الديموقراطية. ومن أين سوف يأتون بهوانم من النساء يصلحن لهذه المقاعد ويحققن شيئا من النجاح الفعلي داخل البرلمان.. وبعد انقضاء الدورتين البرلمانيتين ماذا سوف يحدث؟ هل يتم إلغاء التخصيص أم يعتمد؟ أو وقتها سوف نبحث عن أسلوب جديد ونبتكر وسيلة أكثر فعالية تتيح للمرأة القدرة علي تحقيق ذاتها.
لقد بدأت المرأة كفاحها علي مر السنين في العمل الوطني وتحمل المسئولية كانت في مقدمة المسيرات الشعبية التي ناهضت الاحتلال. حدث هذا في الحملة الفرنسية حيث استشهدت سيدة بطلق ناري أطلق علي نابليون. وفي ثورة المصريين التي قادها عمر مكرم طالبت بحقوق الإنسان. وشاركت في الدفاع عن مدينة دمنهور ضد الدولة العثمانية والمماليك. وفي الدفاع عن الإسكندرية ضد الأسطول البريطاني. وشاركت في الثورة العرابية وخاضت مظاهرات ثورة 19 التي اعتبرت البداية الحقيقية للحركة النسائية المصرية. وخرجت المظاهرات النسائية في 16مارس 1919 واعتبر هذا اليوم يوم المرأة المصرية والذي تحتفل به كل عام في هذا اليوم. وظل كفاح المرأة مستمرا إلي يومنا هذا. وقد استطاعت المرأة أن تحقق ذاتها ومكانتها. طبيبة. محامية. مهندسة. مدرسة. أستاذة جامعة. إعلامية. رئيسة للتليفزيون والإذاعة. ووزيرة. رئيسة جامعة. قاضية. وعضوة في البرلمان. وسفيرة. أما الذي عاق وآخر قدرتها علي النجاح عضوة في البرلمان فهو موقف المجتمع منها بسبب الجهل والأمية والموروث الثقافي والاجتماعي الذي يجعل المرشحة في الانتخابات تجد صعوبة شديدة في اجتياز المعركة الانتخابية ليس فقط بين الرجال بل بين النساء أنفسهن.
نحن نحتاج إلي أن ننتصر علي الأمية وأن تتمسك المرأة بضرورة التعليم وأن نرفض تماما الكلمات المأثورة ماذا تستفيد الفتاة من التعليم وهي مصيرها الزواج. نحن نحتاج إلي وعي جديد ومفاهيم جديدة ومواقف جديدة من المرأة. وسوف تجتاز المرأة هذه التجربة الجديدة التي نرجو لها النجاح كخطوة في طريق إثبات جدارة ومكانة ودور المرأة المصرية في بناء وقيادة المجتمع للأفضل.