في ظل المفاهيم السائدة عن المرأة وأسلوب التنشئة الخاطئ,تكون لدي المجتمع بعض المفاهيم المغلوطة عن المرأة ودورها في المجتمع,ومن ثم فإن المرأة تواجه تحديات مختلفة.ونظم مركز الإبراهيمية للإعلام بالإسكندرية ورشة عمل لمناقشة التحديات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية التي تواجه المرأة تحت عنوانالمرأة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية.
تحدثت فاطمة رشوان المحامية عن دور مكتب الشكاوي بالمجلس القومي بالإسكندرية في مساعدة المرأة في كل المشكلات التي تواجهها مثل الأحوال الشخصية والحصول علي المعاش,والعلاج,وأيضا طلب الجنسية,كما أوضحت أن المكتب يتحمل مصروفات الدعاوي القضائية بالكامل في هذه الأحوال,فضلا عن وجود مجموعة من المحاميين المتطوعين يعملون معنا في الكثير من القضايا مثل الحضانة,النفقة,حق الرؤية…وقالت إننا لا نترك أية قضية بل هناك متابعة شهرية ونقدم توعية قانونية للسيدات ليعرفين حقوقهن حتي لا يضيع لهن حق في الحياة.
وعن دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعديل الاتجاهات والسلوك نحو المرأة تحدث الدكتور ثروت إسحق أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس فقال: مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة تلعب دورا كبيرا جدا في شخصية الفرد,وبناء علي هذا الدور تتكون شخصية الإنسان وهويته وانتمائاته.
وأشار الدكتور ثروت إلي خطورة أن تلجأ الأسر إلي تحجيم المعلومات الجنسية بحجة المحافظة علي عفة أولادها وبناتها,لأنه إذا لم تعط المعلومة من البيت سيبحث عنها بطرق أخري.
أشار الدكتور رسمي عبد الملك رستم أستاذ الإدارة والتخطيط بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنموية إلي أن صورة المرأة في مناهج التعليم يجب أن تتغير,وأن السياسة التعليمية في مصر هي في الأساس قائمة علي بناء شخصية مصرية قادرة علي مواجهة تحديات المستقبل,ويجب علي المدارس كمؤسسات تنشئة أن تأخذ في الاعتبار أن التعليم مثلث له ثلاثة أضلاع: الأول معارف والثاني مهارات,والثالث اتجاهات,مؤكدا أن هناك مبادئ يجب أن تكون بالتعليم,مثل إزالة العراقيل التي تحول دون إلحاق الفتيات بالتعليم الأساسي وتحقيق الاستيعاب الكامل لهم,وتشجيع الفتيات وأسرهن علي الالتحاق بالمراحل التعليمية عن طريق توفير الحوافز الاقتصادية والاجتماعية.
وعن المناهج التعليمية قال الدكتور رسمي يجب تعزيز وضع صورة الفتاة والمرأة في المناهج وإبراز صورة المرأة الحقيقية في مشاركتها الواقعية في المجتمع.وهناك مجال الصحة الإنجابية وتؤثر فيه مؤسسات التنشئة الاجتماعية بشكل كبير وهو ما تحدثت عنه الدكتورة نادية حليم أستاذة علم الاجتماع والمستشارة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية فقالت:يجب علي مؤسسات التنشئة بمختلف أنواعها أن تتبني إعطاء معلومات عن الثقافة الصحية والجنسية لعدم لجوء أولادنا إلي مصادر خارجية,وأهمية أن تكون المرأة علي علم بكل نواحي الصحة الإنجابية كالسن المناسبة للحمل -من20إلي35سنة,خاصة أن هناك 76000ألف حالة وفاة كل عام بسبب عمليات الإجهاض بالدول النامية بسبب الجهل بهذه الأمور.
أشارت إلي أن مرحلة ما بعد الإنجاب وأهميتها وهي مرحلة يجتازها كل من المرأة والرجل ويسميها البعض خطأ سن اليأس,بينما هي مرحلة عمرية تتسم بالنضج,ويجب أن نتعلم كيف نستمتع بها,ولكن الخطورة دائما أننا نستسلم للتغيرات التي تحدث بنا.
وأكدت الدكتورة نادية في نهاية كلمتها علي أهمية الفحص الطبي-للمقبلين علي الزواج-باعتباره ضرورة للحد من الأمراض الوراثية والإعاقات والتشوهات,مشيرة إلي الدور الرائد للكنيسة بإلزام الأقباط بالفحص الطبي قبل الزواج لأنه لابد أن يكون الطرفين علي علم بحالة الآخر والموافقة علي ما هو عليه أو الرفض.