[email protected]
الكنيسة والأزهر
صدر قرار الكونجرس الأمريكي في شهر يوليو الماضي باستحداث منصب مبعوث الشرق الأوسط وآسيا لشئون الأقليات الدينية وذلك بموافقة (204) صوت من أعضائة… القرار أثار رفضا تاما علي كافة الأصعدة في مصر, فأصدر الأزهر بيانا استنكاريا رافضان إياه واعتبره صلفا وغطرسة ووصاية علي شعوب عريقة وصف الأزهر القرار بالقوة الغاشمة والهمجية التي تتنافي مع لغة الحضارة وحقوق الإنسان والمساواة بين الشعوب, معتبرا أنه نوع من الأرهاب والبطش وتنافي والأعراف والتقاليد والأخلاق الدولية.
ومن جانبهما رفضت الكنيستان الإرثوذكسية والإنجيلية, مبعوث شئون الأقليات وقال الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة: نرفض أي تدخل في شئون مصر الداخلية فمشاكل مصر تحل بفكر وأيدي أبنائها.
كما أعلن حزب الحضارة برئاسة المهندس حاتم عزام رفضه الشديد لموافقة مجلس النواب الأمريكي علي قرار تعيين هذا المبعوث لمتابعة شئون الأقليات في مصر, وشاركه في الرفض أيمن عقبل رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الذي قام بتقديم خطاب للمجلس العسكري لرفض المبعوث القادم من أمريكا لحماية الأقليات الدينية في مصر.
واعتبر عقيل القرار بمثابة التدخل السافر في شئون البلاد مفسرا ذلك بالتخوفات من الحكم الإسلامي وخاصة بعد مظاهرات جمعة الشمل التي قامت بها التيارات الإسلامية في مصر.
وأكد عقيل علي ضرورة المطالبة بالدولة المدنية التي تحمي حقوق المصريين جميعا, دولة تفرض المساواة والقانون بلا تمييز, وإذا حدث انتهاك لأي مصري سيدافع عنه المصريين جميعا وليس أحد من الخارج, وإذا كان هناك 12 قبطيا استشهدوا بالثورة المصرية فهناك 700 مسلم والإثنين لهم نفس الحقوق فجميعهم مصريون رافضا وصف الأقباط بالأقلية.
علق الدكتور إيهاب رمزي المحامي أحد مؤسسي هيئة الأقباط العامة أن قرار تعيين مبعوث لحقوق الأقليات في مصر والعراق وباكستان ليس وليد اليوم ولكن ناتجا عن تحول مصر من المرتبة الثالثة في الدولة المتهكة لحقوق الأقليات الدينية إلي المرتبة الأولي وهو انتهاك لمباديء الديمقراطية والمواثيق التي وقعت عليها مصر وتم التصديق عليها بمجلس الشعب وسبق أن تم تقليص نسبة المعونة الأمريكية في أنذار لمصر لمخالفة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وإرسال مبعوث لحقوق الأقليات الدينية هو مؤشر خطير علي مستقبل مصر الديمقراطي ويضعها في موقف محرج لخروجها من مصاف الدولة الديمقراطية وهو ما يؤثر عليها بالسلب اقتصاديا وسياسيا لاسيما بعد ارتفاع وتيرة التيارات الدينية التي دون شك مبادئها ستكون مخالفة للمواثيق الدولية وخروج أعداد من الإسلاميين المتطرفين من السجون وترويجهم لأفكار خاطئة في عقول البسطاء والتي يرفضها الأزهر الشريف والمسلمون المستنيرون ربما يكون له أثر نحو مستقبل مصر السياسي.