مستقبل الكنيسة أكثر ما يشغلني .. وبابي مفتوح للجميع
نسعي ليكون لكل نشاط في الكنيسة لائحة تنظيمية.. ونتذكر دائما الدسقولية
* أعطي التعليم اهتماما خاصا.. وأكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية بداية الطريق
* لا عودة لأسقفية التعليم والثقافة.. ونفكر في مجلس أعلي للتعليم.. ومراكز ثقافية في كل الإيبارشيات
* لن استغني عن الأنبا يوأنس أسقفا للخدمات.. وسأدرس أسيوط جغرافيا وكنائسيا قبل اتخاذ أي قرار
* بدأنا في تشطيب الكاتدرائية.. واستكمال الشرقية وصحن الكنيسة
** يسعدني: ابتسامة طفل.. افتقاد أولادنا.. علاقات المحبة مع كنائس العالم
** يحزنني: الأكاذيب والشائعات.. ألا يجد أحد مكانا للصلاة.. الانحراف عن التعليم الأرثوذكسي
* 2018 عام الاحتفالات في الكنيسة القبطية.. اليوبيل الذهبي لظهور العذراء.. وافتتاح الكاتدرائية.. والعيد المئوي لمدارس الأحد
* الكنيسة حريصة علي أن يؤدي الإعلام دوره مع الالتزام بالدقة والمصداقية
* نرفض الأكاذيب والتضليل والخداع.. ولن نخضع لابتزاز ولا استغلال
في الأسبوع الثالث علي التوالي نطل عليكم في صحبة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.. تأتي الإطلالة بعد عامين من جلوس قداسته علي الكرسي المرقسي.. بحساب الزمن أيام قصيرة من عمر الكنيسة القبطية.. ولكنها عند قداسة البابا تواضروس الثاني هي أيام طويلة بكثرة ما قدم وأعطي ونظم ودبر وسافر وكرز ودشن.. جاءت في وقت كانت فيه الكنيسة متعطشة, والبيت في حاجة إلي ترتيب, والوطن يجر في موجات التشدد وتعلو فيه صيحات التطرف.. لكن كانت يد الله معه.. أو -بالمعني الأصح- كان هو عطية الله.. وخلال حبريته جلسنا مع قداسته مرات ومرات.. تحاورنا في أمور كثيرة.. ووضعنا أمام قداسته أسئلة أكثر.. واستمعنا إلي ومضات فكره.. وعشنا معه تطورات الكنيسة وأحداثها خطوة بخطوة.. وفي كل مرة كانت إجاباته القاطعة تحمل رؤية واضحة لكل هذه الأمور, وقراءة متعمقة لكل المجريات, وصلابة في مواجهة الأحداث.. ولقاء بعد لقاء تزاحمت الأحداث.. وتعددت القضايا.. وكثرت الأسئلة.. وعندما جلسنا إلي قداسته في هذا الحوار كان الحصاد كثيرا.. ودون قصد خرجت الكلمات إلي السطور في ثلاثية.. كلنا نعرف أن البابا تواضروس حياته كلها ثلاثيات.. وفي مقدمة كتابه الحياة ثلاثيات حدثنا عن ثلاث ثلاثيات ترتبط معا بصورة مدهشة.. فالخليقة الحية خلقها الله علي ثلاثة أشكال.. وبعد الطوفان عمر الأرض أبناء نوح الثلاثة في ثلاث قارات.. وأخيرا تواصل تاريخ البشرية العلمي في مراحل ثلاث.. وهكذا كل شئ عند البابا تواضروس يتحول إلي ثلاثيات..
ولكن أبدا لم نقصد ونحن نعرض للحوار أن نقدمه في ثلاثية.. ولكن هكذا أراد الله.. أو هكذا صارت الأمور كما يحب البابا المعظم خليفة مارمرقس الرسول.. في الأولي تحدثنا مع قداسته عن القوانين الثلاثة -أيضا الثلاث- التي تنتظرها الكنيسة.. وفي الثانية تحدثنا عن سفريات قداسته إلي الخارج وفتحنا الملف الطبي لقداسته.. وفي نهاية الثلاثية -التي نعرضها هذا الأسبوع- نقف مع قداسته علي مشارف عام جديد في حبريته ونتطلع معه إلي مستقبل الكنيسة كما يراه قداسته.. وتعالوا معنا إلي كلمات الحوار.
* ماذا تعدون قداستكم لكنيسة المستقبل؟
** هذا هو اهتمامي فأنا أحلامي كثيرة.. أحلم بأشياء كثيرة للكنيسة وأطلب من الرب أن يساعدني لتحقيق أحلامي.. حقيقي إننا قطعنا خطوات طويلة علي الطريق.. وحققنا الكثير.. ولكن مازال أمامنا ما هو أكثر.. وعندما أقول قطعنا, وحققنا أقصد مجموعات العمل التي تعمل معي سواء في سكرتارية المجمع, أو السكرتارية الفنية, أو لجان المجمع المقدس, أو عمل الآباء الأساقفة, أو الهيئات.. ولولا هؤلاء ما كان تم شئ, فالعمل في الكنيسة عمل جماعي.
** مثلا قمنا بعمل الكثير من اللوائح المنظمة للعمل الكنسي, لائحة الكهنة, لائحة الرهبان, لائحة الأب الأسقف وتنظيم إدارة الإيبارشية, لائحة لجان الكنائس.. لكن مازلنا ندرس لوائح أخري لكل الأنشطة الخري, مثل التربية الكنسية, وخدامها, وبيوت الشباب, والتكريس البتولي.. الكنيسة لا تفرغ من الخدمة الروحية والتنموية وكلها تحتاج إلي تنظيم حتي يتكامل العمل, ونسعي ليكون لكل نشاط في الكنيسة لائحة تنظيمية وهذا ما عرفناه عن الكنيسة الأولي, فكان لها الدسقولية, وحتي اليوم نعيش عليها.. وسوف يشهد التاريخ بمقدار هذه الخطوة في عمل الكنيسة ونموها.
** وقمنا بسيامة اثنين وعشرين أسقفا, وبتجليس تسعة أساقفة, وإنشاء إيبارشيات جديدة في الداخل والخارج, وتقسيم إيبارشيات كالجيزة التي صارت 6 إيبارشيات.. وأقمنا في القاهرة وحدها 9 أساقفة.. لكن مازال أمامنا إيبارشيات جديدة نفكر فيها, وإيبارشيات تحتاج إلي آباء أساقفة.
* هل تقصدون قداستكم إيبارشية أسيوط؟
** هذه واحدة من الإيبارشيات التي تشغلني.. فأسيوط إيبارشية كبيرة متسعة, ومطرانية راسخة لها تاريخها.. وقد ترك أنبا ميخائيل برحيله فراغا كبيرا.. وعلي أن أبدأ بدراسة جغرافية أسيوط وتحديد أبعادها كمحافظة وكمجموعة إيبارشيات.. المهمة صعبة لكننا نثق أن الله عنده الكثير وسيرشدنا إلي خير الكنيسة.
* شعب أسيوط يحب نيافة الأنبا يوأنس.. وزادت محبتهم له عندما نجح في الحفاظ علي التراث الراسخ للمطرانية العتيقة, وأدار أمورها بحكمة.. ماذا لو تمسكوا به ليواصل رعايتهم؟
** الأنبا يوأنس محبوب أينما ذهب.. وأنا أعرف أن شعب أسيوط يحبه جدا.. ولكني أعرف أيضا أن شعب أسيوط يحب الكنيسة الأم.. ومصلحة الكنيسة هي الأبقي.. ولن أستغني عن الأنبا يوأنس أسقفا للخدمات.
** إن العمل الذي يعمله نيافة الأنبا يوأنس في أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية هو عمل كبير في كيان اجتماعي ضخم داخل الكنيسة.. وأنا أراها -بالأنبا يوأنس- جوهرة في منظومة كنيستنا القبطية.. ولن أنسي أبدا ذلك اليوم الذي زرت فيه أسقفية الخدمات في اليوم الأول الذي فيه تذكار السنة الـ51 لتأسيس الأسقفية.. يومها وجدت نظاما والتزاما محكما في الإدارة والإشراف والحسابات والعلاقات والبرامج.. يومها تلامست مع هذه الحقائق وغيرها.. وخرجت يومها فخورا بهذه الوجهة المفرحة للكنيسة.. الوجهة التي رسمها بجهده وإخلاصه ومحبته وتفانيه ومن يومها لا أتصور أسقفية الخدمات بدون الأنبا يوأنس.
* ما أهم الأمور التي شغلت قداستكم وأنتم تعيدون ترتيب البيت؟
** من أهم الأمور التي أعطيناها اهتماما خاصا مسألة التعليم.. فالكنيسة لا تتقدم إلا بالتعليم والتكريس.. وكان للتعليم عندي الأولوية ونحن نعيد ترتيب البيت.. وفكرت كثيرا في وضع وسيلة لتطوير العملية التعليمية في الكليات والمعاهد اللاهوتية.. ليس المهم عدد الكليات والمعاهد, وليس المهم الأعداد التي تدرس في كل كلية ومعهد.. المهم هو جودة العملية التعليمية, فنحن لدينا في مصر 11 كلية إكليريكية ومعهدا ولكن ليس كل خريجها علي مستوي واحد, ومادمنا نفكر في جودة العملية التعليمية فلابد أن تكون المناهج في كل الكليات والمعاهد علي نفس المستوي, وأن تكون هيئات التدريس في كل الكليات والمعاهد من حاملي درجة الدكتوراه, وأن يكون لكل كلية ومعهد مبني خاص معد ومجهز علي مستوي عال وحديث ومساير للعصر, وأن يكون لكل كلية ومعهد جهاز إداري.. وهكذا نستطيع أن نرقي بالعملية التعليمية في الكنيسة القبطية, لأنه لا يصح أن يكون التعليم في مدارس الأحد بمستوي أعلي من التعليم في بعض في بعض الكليات الإكليريكية, أو أن يكون التعليم في بعض الكليات علي غير المستوي المطلوب.
** وهكذا فكرت كثيرا في وضع وسيلة للارتقاء بالعملية التعليمية في الكليات والمعاهد اللاهوتية.. أيضا فكرت كثيرا وانتهيت مع سكرتارية المجمع المقدس لعمل الأكاديمية القبطية اللاهوتية, ووافق المجمع المقدس لعمل الأكاديمية القبطية اللاهوتية, ووافق المجمع المقدس في جلسته الأخيرة -نوفمبر 2014- علي اللائحة الأساسية للأكاديمية لتضم جميع الكليات والمعاهد اللاهوتية في مصر وخارج مصر.
* أين سيكون مقر الأكاديمية.. ومن سيعهد برئاستها؟
** فكرة الأكاديمية ليست مبني ولا جهازا, ولكنها مظلة تضع مبادئ وأسسا لكل الكليات والمعاهد, وتتابع كل ما يدور في كل كلية ومعهد.. هدف الأكاديمية الوحيد والأوحد هو الارتقاء بالعملية التعليمية.. من حيث المناهج ومستوي هيئات التدريس.. واستخدامهم للأجهزة التعليمية.. بحيث يكون في النهاية خريج الكلية الإكليريكية في المنوفية -مثلا- في مستوي خريج الكلية الإكليريكية في القاهرة, وأن يكون الخريج في إحداها أو في كلية علي مستوي تعليمي عالي نفخر به جميعا, وبه تنهض كنيستنا.. وقد أعطينا لكل كلية ومعهد لاهوتي فترة 7 سنوات للارتقاء بالمستوي التعليمي.
** وأكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية ككيان ستمارس دورها في هذه المرحلة من خلال الكلية الإكليريكية بالقاهرة ومعهد الدراسات القبطية, ومن خلال لجنة التعليم في المجمع المقدس, ونحن لدينا لجنة للبعثات بإشراف نيافة الأنبا رافائيل سكرتير عام المجمع المقدس توفد أولادنا للدراسة في الجامعات اللاهوتية في أثينا وفرنسا وإنجلترا, ومن بينهم رهبان وراهبات يدرسون الدكتوراه لأننا نعمل علي تنشيط العملية التعليمية.. ووضعنا أيضا معايير لنستطيع أن نتبادل مع الكليات الموجودة في العالم الفكر اللاهوتي السليم.
* الشئ بالشئ يذكر.. ومادمنا نتحدث عن التعليم.. فماذا عن الأسقفيات المتخصصة للتعليم.. والبحث العلمي.. والطفولة؟
** أسقفية للطفولة والتربية فكرة قائمة إلي أن نجد الشخص المناسب.. ولكن من غير المطروح عمل أسقفية للتعليم.. لأن التعليم أصبح عملية كبيرة جدا.. عندما سيم المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث أسقفا للتعليم كانت هناك كلية إكليريكية واحدة, الآن عندنا 18 كلية إكليريكية, منهم 11 في مصر, و7 في الخارج -أستراليا, أمريكا, ألمانيا, النمسا, وكندا- نحن نفكر في إنشاء مجلس أعلي للتعليم اللاهوتي, وقد بدأنا بأكاديمية العلوم اللاهوتية والدراسات القبطية لتكون هي الإدارة للمجلس الأعلي للتعليم.
** وما يقال عن الثقافة القبطية, فكنيستنا القبطية المصرية الأرثوذكسية لم تعد محصورة بحدود الوطن بل امتدت إلي خارج الحدود, وصار لنا كنائس وأديرة ومعاهد وشمامسة ورهبان وراهبات وكهنة وأساقفة وإيبارشيات في كل مكان.. وتواجد الأقباط في كل دول العالم إما للعمل أو للدراسة أو للسياحة أو للزيارة.. ومن هنا صار العامل الثقافي هو الأساس القوي لكل ما يحفظ للإنسان المسيحي المصري القبطي هويته.. وصارت مسئولية الكنيسة نحو الثقافة ليس في وجود أسقفية للثقافة, ولكن تمتد مسئوليتها إلي كل مكان وإلي كل شخص لحفظ التراث من الذوبان أو التغيير أو التفكيك.. وأتذكر هنا المتنيح القديس البابا الأنبا كيرلس البطريرك الـ116 عندما أنشأ أسقفية الدراسات اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي, وسام لها أسقفا جليلا هو المتنيح الأنبا غريغوريوس لم يكن هناك خلط بين الحضارات والثقافات.. وعندما اتسع مفهوم الثقافة جاء بعده المتنيح البابا الأنبا شنودة الثالث البطريرك الـ117 وأقام المركز الثقافي القبطي ليكون منارة ثقافية في خدمة الثقافة بمفهومها الواسع.. وهذا هو ما نسعي إليه الآن.. وهذا العام افتتحت المركز الثقافي القبطي بإيبارشية الفيوم, وهو مبني كبير يحوي متحفا ومكتبة إلكترونية وأخري سمعية وبصرية وثالثة ورقية بجوار قاعات للمحاضرات وفصول تعليمية.. وأري أن هناك مسئولية مهمة علي كل إيبارشية وهي إنشاء المركز الثقافي القبطي خاصة في الإيبارشيات خارج مصر لربط الأجيال المتتالية بالوطن وبالتراث وبالجذور الحية للمسيحية.
* نعود إلي أحلام قداستكم لكنيسة المستقبل.. ماذا أيضا؟
** أحلامي كثيرة وممتدة إلي سنوات قادمة.. أحلم بعام 2018 وأعد له ليكون عام الاحتفالات للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يدخل الفرحة إلي القلوب والعيون.. ففي أبريل 2018 قد مر خمسون عاما علي ظهور العذراء في الزيتون.. وفي يونية من نفس العام سيكون أيضا مرور خمسين عاما علي افتتاح الكاتدرائية.. وفي أغسطس سيكون تذكار رحيل القديس حبيب جرجس ومرور 100 سنة علي تأسيس مدارس الأحد. ثلاث مناسبات تتجمع في عام واحد, وسنحتفل بالمناسبات الثلاث في عام واحد.. سيكون لكل مناسبة أسبوع.. أسبوع في شهر 4, وأسبوع في شهر 6, وأسبوع في شهر 8..
** نحلم بهذا العام المفرح ونعد له بتشكيل لجان للإعداد لهذه الاحتفاليات.. ستضم مهندسين, رجال أعمال, خدام, أساقفة, كهنة, شمامسة, أراخنة, كل حسب تخصصه ووزناته, فالموضوع ليس إقامة حفل, وثان, وثالث.. مدارس الأحد ستصدر مجلدا عن تاريخ مدارس الأحد في مائة عام.. وخمسين عاما علي ظهور العذراء في الزيتون سيحتاج إلي توثيق لهذا الحدث ومرور خمسين عاما علي افتتاح الكاتدرائية في حبرية البابا القديس الأنبا كيرلس السادس سيحتاج تهيئة الكاتدرائية.. الأسبوع الماضي أعلنا عن مسابقة لاستكمال أيقونات الشرقية وصحن الكنسية.. مسابقة كبيرة دعونا لها كل فنانينا فحجم شرقية الكاتدرائية فقط 600 متر مربع, عمل ضخم بالإضافة إلي أيقونات صحن الكنيسة, وتجهيز وتشطيب كل مباني الكنيسة, وقد بدأنا بتغطية أنابيب التكييف بصورة هندسية فيها إبداع.. نحلم بكنيسة جميلة.
* ونحن نقترب من نهاية الحوار.. ماذا يفرح قداستكم؟
** يفرحني ابتسامة طفل أري فيها البراءة والطهر.. يفرحني مشروع جديد في الخدمة.. يفرحني ارتباط الشباب القوي بالكنيسة… يفرحني افتقاد أولادنا في كل مكان.. يفرحني علاقات المحبة مع كل كنائس العالم.. يفرحني العلاقة الطيبة ما بين الكنيسة المصرية وبين مؤسسات الدولة.
* وماذا يحزن قداستكم؟
** يحزنني الإنسان الذي ينشر أكاذيب وشائعات.. يحزنني أي عثرة يكون السبب فيها أحد رجال الإكليروس.. يحزنني إهانة الفقير.. يحزنني من يريد أن يعبد الله ولا يجد مكانا للصلاة.. يحزنني الكسل الذي يقع فيه بعض الخدام.. يحزنني الشخص الذي ينحرف عن التعليم الأرثوذكسي الذي تسلمناه من الآباء وعشنا من أجله.. يحزنني أي مظهر من مظاهر البذخ في الكنيسة.
* ما بين ما يفرحك وما يحزنك.. هل قداستكم مطمئن علي مستقبل الكنيسة؟
** مطمئن علي مستقبل الكنيسة لأنها في يد الله.. ونثق كل الثقة في الله الذي حافظ علي بلادنا في الماضي سيحفظها في المستقبل.. وسيحافظ علي كنيسته.. لقد تعرضت كنائسنا إلي الحرق والنهب والتدمير.. لكن الوطن والكنيسة كانا تحت عناية خاصة من الله الذي حباها بالبركة الصريحة مبارك شعبي مصر.. كنيستنا القبطية ليست مجرد مبان ومكان للصلاة.. وليست أنشطة وخدمات.. وليس إدارة ولوائح.. حقيقي أننا نهتم بكل هذا لتكون الصورة جميلة لبيت الله.. هي كنيسة صلاة.. ترفع صلوات يومية في خشوع وثقة الإيمان بالله القادر علي كل شئ.. لهذا أنا مطمئن.
* في النهاية أسمح لي قداستكم أن أسألكم كيف تتعاملون مع الانتقادات التي وصلت أحيانا إلي حد الهجوم؟
** لو أعطينا هذه الثرثرات اهتماما لضاعت الأيام في أخذ ورد, وما كان عمل ولا إنجاز.. وربما كانت هذه طبيعة المنصب.. ولا تنسي أنه في زمن السيد المسيح ما كان هناك صحافة ولا نت ولكن قيلت عنه أكاذيب كثيرة.. وأقول للذين ينشرون الأكاذيب في الميديا أنا بابي مفتوح للجميع.. أرحب بكل إنسان مهما كان وبأي صورة وبأي خلفية.. أرحب بكل أحد, وأتناقش مع أي أحد بشكل موضوعي.. لكن أنا ضد التشهير والأكاذيب والشائعات والتضليل والخداع.
** لا أتصور ألا يكون لموقع من مواقع النت أي عمل سوي نشر أخبار كلها كاذبة, فهل علينا أن نمشي وراء كل خبر لتعريته وكشف أكاذيبه.. ولا أتصور أن مجلة تنشر علي صفحاتها أخبار كاذبة وعلينا أن ندحض أكاذيبها أو نواجهها أمام المحاكم.. من يريد أن يستوضح شيئا فمرحبا به, ولكننا أبدا لن نخضع لابتزاز, ولا استغلال.. للكنيسة متحدث رسمي يعلن كل حقائق الكنيسة ولا نخفي شيئا, ومن يريد أن يستوضح شيئا فمرحبا به, فالكنيسة حريصة علي أن يؤدي الإعلام دوره مع الالتزام بالدقة والمصداقية والحرفية الإعلامية.