* تركني صديقي, ترك العالم بكل شروره وآثامه, لكن الذكري تبقي, وذكري الصديق تدوم, مع القديسين يا رؤوف.. ذلك أفضل جدا.
مر أحد الشعانين.. وتذكرت سنوات بعيدة.. كنا صغارا وكنت أجلب لصديق العمر.. سعفا كنا ننطقها زعف نخل, كي يقوم بتشكيله ثم تعليقه علي باب الشقة, بعدها كان عيد القيامة, وكان شم النسيم والملانة وربما الفسيخ والبصل.. ياه… كانت كل أيامنا أعيادا.. أيام الزمن الجميل!! ويأتي العيد.. ولا أسمع صوت رؤوف.. لأول مرة.. لكن ربما إلي لقاء.
* قبل نحو ألفي عام وهربا من الظلم والظلام وفدت العائلة المقدسة إلي مصر حيث الأمن والسلام بعدما انصرفوا إذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا: قم وخذ الصبي واهرب إلي مصر وكن هناك حتي أقول لك لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه فقام وأخذ الصبي وأمه وانصرف إلي مصر وكان هناك إلي وفاة هيرودس لكي ما يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت ابني (إنجيل متي 13: 15 الأصحاح 2).
لم يقاوم المسيح الشر بالشر بل مستسلما لطالبي نفسه منتهرا تلميذه الذي حاول مواجهة العنف بالعنف مستلا سيفه قائلا له: رد سيفك إلي غمده لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون (متي 26: 52). من أجل ذلك كإنما بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلي العالم. وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلي جميع الناس إذا أخطأ الجميع (رو 5: 12).
وصف سليمان الحكيم الحياة علي الأرض بأنها بخار يظهر قليلا ثم يضحمل وبأنها باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس. وهناك ستكون القيامة ممجدة وقد تخلص فيها الإنسان من هموم ومتاعب العالم.