مشكلة الصرع تمثل واحدة من المشكلات المقلقة للأسرة, لما يصاحبها من أعراض مفاجئة وخارجة عن التحكم في البداية, لكن عندما تتفهم الأسرة أن هذه الحالة مثل أية حالة مرضية أخري قابلة للعلاج, ويمكن للطفل ممارسة حياته بصورة طبيعية تعود إليها الطمأنينة, لأن الأغلبية العظمي من الأطفال الذين كانوا يعانون من التشنجات في طفولتهم أصبحوا فيا بعد طبيعيين بفضل التقدم العلمي والأدوية الحديثة المضادة لهذا المرض.
فما أسباب الصرع وأنواعه ومضاعفاته وكيفية علاجه؟
أجابت د. كلير فهيم قائلة:
الشخص المصاب بالصرع غير مريض عقليا, ويمكنه أن يعيش حياة طبيعية.
الصرع حالة تتصف بحدوث نوبات مفاجئة متكررة مصحوبة بفقد أن الوعي والسقوط علي الأرض, مع تشنجات تصيب الجسم كله, وأحيانا يصاحب ذلك تبول لا إرادي أثناء النوبة مع رغاوي من الفم.
أسباب الصرع قد تكون نتيجة فقدان الأوكسجين أثناء الولادة مما يؤدي إلي تلف في المخ يسبب الصرع, أو إصابات بالرأس إذا كانت الولادة متعثرة, أو نتيجة خلل وراثي أو أمراض قبل الملاريا المخية والالتهاب السحائي… كما أن هناك صرعا غير معلوم الأسباب.
للصرع عدة أنواع أبرزها:
* النوبة الكبري: وهي تصيب المريض في أي أماكن وزمان يفقد بعدها الوعي, ويسقط علي الأرض وتستمر لدقائق يفيق بعدها أو ينام نوما عميقا.
* النوبة الصغري: لعدة ثوان, وقد تصيب المريض عدة مرات في اليوم, وهي شائعة بين أطفال المدارس الابتدائية.
* النوبة المستمرة: وهي أخطر النوبات, تصيب المريض بصفة مستمرة ولا تتوقف إلا بالعلاج السريع, وأحيانا تؤدي إلي الوفاة.
* النوبة النفسية الحركية: تزداد بين الأطفال, وتصيب الطفل عدة مرات في اليوم في صورة صياح شديد أو حركات لا إرادية عنيفة.
تأثير نوبات الصرع علي الأطفال قبل سن المدرسة قد تؤدي إلي التخلف الدراسي مستقبلا, وكلما زداد عدد مرات النوبات تدهورت نسبة التحصيل الدراسي, ويصاحب الصرع اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب والهياج والشعور بالنقص والتخلف الدراسي, وهناك مضاعفات للصرع نتيجة تعرض المريض للنوبات في أي زمان ومكان منها الكسور أو الحروق والهبوط الحاد في الدورة الدموية والاختناق نتيجة حدوث النوبة أثناء تناول الطعام, ومع ذلك يمكن تجنبها بالانتظام في تناول الأدوية والالتزام بالتعليمات الطبية النفسية.
علاج الصرع يحتاج إلي وقت طويل يكون فيه المريض علي اتصال مستمر بالطبيب الإخصائي, وأن يكون محل رعاية طبية دقيقة, مع تجنب الأعمال التي قد تعرضه للخطر مثل السباحة أو قيادة السيارات أو العمل في الأماكن المرتفعة… والعلاج إما دوائي الغرض منه تناول الأدوية المضادة للصرع تحت إشراف طبي دقيق… وعلاج غذائي يتلخص في الأغذية المناسبة التي تساعد علي تخفيف النوبات, بالإضافة إلي العلاج النفسي والإرشادي عن طريق مساعدة المريض علي حل مشاكله الناتجة عن تصرفاته وتوجيه الآباء والأمهات إلي فهم طبيعة الطفل وطبيعة المرض والأسلوب الأمثل لمعاملة المريض لتفادي المضاعفات النفسية التي قد تؤدي إليها الأساليب الخاطئة.
أما العلاج الجراحي فإنه يتجه إلي إجراء العمليات الجراحية لحالات الصرع الناتجة عن إصابات الرأس أو أورام المخ وغيرها.
دور الوالدين مهم جدا بحيث يجب أن يكون متصلا ومكثفا بصورة تفوق دورهما تجاه الطفل العادي, وهذا يتطلب منهما بعض الاحتياطات مثل ضرورة الانتظام في تناول المريض للدواء… وتفادي حرمانه من النشاط الجسمي والعقلي الطبيعي بشرط عدم الإجهاد, وتوفير الأمن في المنزل, ومساعدته علي تنمية مهاراته الاجتماعية ليكون طفلا محبوبا, والعناية بنظافته, ولا يترك ينام بمفرده مع إضاءة الممرات بين الحجرات ليلا.
وأخيرا إذا لاحظ الوالدان سرحان طفلهما وعدم تركيزه في الدراسة أو إصابته بنوبات السلوك غير الطبيعي كالهياج أو المشي أثناء النوم, أو فقدان الوعي فينبغي استشارة الطبيب الإخصائي فورا لعلاجه مبكرا.
أحمد حياتي