عالم متسع…لا حدود له…يجذبك الفضول أن تعرفه…وعندما تعرفه…يأخذك إلي عالم ملئ بالمحاذير…إنه عالمالشات أحد برامج النت الذي يعتمد علي الدردشة والحوار بحرية دون قيود في كافة الأمور مع أطراف قد لايعرفون بعضهم البعض يدخلون بأسماء وصفات غير حقيقية, وكل شئ مباح داخل الشات حتي إنه أصبح وسيلة لإقامة علاقات غير شرعية بين الجنسين وسببا لكثير من الفضائح والصراعات والترويج لأفكار واتجاهات غريبة عن مجتمعنا….ورغم أنه وسيلة للاتصال إلا أنه أصبح مصدر خطر علي أبنائنا منمن يتعاملون معه والذين قد يسيئون استخدامه فيعرضهم للانحراف….عن مدي وعي الأسر بخطورة تلك البرامج تقول السيدة ماجدة 33سنة مدرسة إن أنباءها الذين تراوح أعمارهم بين 10 إلي 14سنة يتعاملون مع النت من أجل الاستذكار والبحث عن المعلومات كما أنالشات وسيلتهم للاتصال بأصدقائهم, لكن يتم هذا في وجودها وتحت أعينها وغير هذا فهو ممنوع لتجنب دخول أبنائها في علاقات مع آخرين لا تعلمهم فيؤثروا عليهم بالسلب.
وتؤكد السيدة راندا 45سنة أنه لا خوف من تعامل الأبناء مع مثل هذه البرامج طالما يوجد تربية جيدة وتوجيه لهم منذ البداية تجعلهم يميزون بين النافع وغير النافع في تعاملهم مع النت.
وعن خطورة الشات علي الأبناء تحدثنا إلي الأستاذ الدكتور محمود إسماعيل رئيس قسم الإعلام بمعهد الطفولة الذي قال إن الشات من أهم استخدامات الأطفال والشباب والفتيات أكثر من أي برنامج آخر علي النت, ورغم أنه وسيلة للتعرف بآخرين والتواصل الاجتماعي معهم إلا أن خطورته تكمن في أن الطفل أو المراهق أو الشاب غير مؤهل للتعامل والتواصل مع الثقافات الأخري ولايكون لديهم مهارة اللغة لأن يرسل لغيره فيصبح مجرد مستقبل لبيانات ومعلومات من أفراد آخرين من خلال الشات فيصبح فريسة لما يستقبله تؤثر عليه في نواح عديدة دينية وثقافية واجتماعية.
ويضيف أنه يجب علي الأهل ملاحظة تعامل أطفالهم مع الكمبيوتر مع وجود رقابة غير مباشرة ممثلا لابد أن يوجد الكمبيوتر في مكان مفتوح وغير منغلق علي الأبناء, وتنشئة الأبناء علي قيم وأخلاق تحصنهم من الوقوع فريسة لأفكار واتجاهات متطرفة من آخرين وتعويدهم علي عدم إفشاء الأسرار للغير ومتي اجتمعت مثل هذه العوامل نضمن الحماية لأبنائنا من خطورة تلك البرامج.
ومن جانبها تؤكد الدكتورة مني عمران- أستاذ الإعلام علي أن سلبيات الشات فافت بكثير إيجابياته, فإذا كانت إيجابياته تنحصر في التواصل مع الأقارب والأصدقاء, وحلا لمشكلة العنوسة كما يري البعض, كما أن هناك علي الفيس بوك جروبا يتناول موضوعات سياسية واجتماعية جيدة, إلا أن سلبياته تعدت مستوي الشات من واقع دراسات وأبحاث قامت بها عن العلاقة بين التعرض للمواقع الإباحية علي النت والشات وبين الانحرافات الجنسية حيث توصلت إلي وجود عدد كبير من الانحرافات الجنسية الناتجة عن الشات.
وتضيف أن هناك عوامل عديدة تؤثر في تعامل الأبناء مع مثل هذه البرامج منها عدم الرقابة الوالدية وعدم القدرة علي الانتقاء وفقدان التعليم دوره في تكوين شخصية قادرة علي التفكير والنقد. فالعملية التعليمية يجب أن تكون عملية وجدانية وعلاقة ودية بين الطالب ومدرسه الذي يجب أن يحتويه ويستمع إلي مشاكله.
وتشير إلي أن مرحلة المراهقة من أخطر المراحل في التعامل مع الشات, فإذا افتقد المراهق للاهتمام والتقدير من جانب المحيطين به, فأنه يبحث عنه في مكان آخر ويكون الشات وسيلة في ذلك حيث يجد من يحتويه ويشعره بالاهتمام والتقدير ويتم تشكيله وفق فكر واتجاهات الآخرين الذين يتعامل معهم عبر الشات والتي تتناقض مع قيم وأخلاق المجتمع.
ومن الناحية الاجتماعية يقول الدكتور ثروت إسحق أستاذ علم الاجتماع أنالشات ينحصر التعامل معه علي الطبقات المتوسطة والعليا التي لديها كمبيوتر ونت وتتطلع إلي معرفة عوالم جديدة من خلال مثل هذه البرامج, أما الطبقات الفقيرة فهي مشغولة بلقمة العيش ولا تملك إمكانيات مادية للتعامل مع النت أو حتي شراء الكمبيوتر.
ويشير إلي أن خطورةالشات تكمن في تعرض الأبناء ممن يتعاملون معه إلي الاغتراب والهامشية وتكوين عالم مغلق خاص بهم بعيد عن الأهل, كما أنه يتضمن رغبات مكبوتة داخلهم مثل العلاقات الجنسية فيحاولون إخراجها عن طريق الشات, كما أن أي مشكلة يقع فيها الشاب أو الشابة, فأن يحيلها إلي الشات ليجد معينا له في حلها, وتصبح التوعية بذلك أمر ضروريا من جانب مؤسسات المجتمع المختلفة: الإعلام, الأسرة, المدرسة والمؤسسة الدينية.