مصر والسودان في اجتماع وزراء دول حوض النيل
إنجي سامي
تقرر مشاركة مصر والسودان في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء دول حوض النيل المقرر انعقاده في نيروبي يوم 25يناير القادم لبحث التداعيات القانونية والمؤسسية الناجمة عن التوقيع المنفرد من قبل خمس دول من حوض النيل علي الاتفاقية الإطارية لمياه النيل.
صرح بذلك الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري وقال إن هذا القرار جاء عقب جلسة المباحثات التي تم عقدها مع الدكتور صلاح يوسف وزير الدولة السوداني للموارد المائية والري والموجود حاليا في زيارة للقاهرة علي رأس وفد رفيع المستوي.
وأكد الدكتور علام أنه تم الاتفاق بين الجانب المصري والسوداني علي توحيد الرؤية بين البلدين عند بحث نقاط الخلاف في الاتفاقية التي امتنعت مصر والسودان من التوقيع عليها, لافتا إلي أنه من المقرر أن يتم مشاركة الدول المانحة والممولة لمشروعات دول حوض النيل في الاجتماع الاستثنائي الذي يعقد في العاصمة الكينية نيروبي.
————-
تكريم السفير هشام خليل في بيرو
في احتفال أقيم داخل كونجرس بيرو تم تكريم السفير الدكتور هشام خليل سفير مصر لدي بيرو ومنحه وسام الصداقة من الدرجة الأولي تقديرا لجهده المتميز في الارتقاء بمستوي العلاقات الثنائية بين مصر وبيرو التي انعكست علي مختلف جوانب التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين.
وفي تصريحات صحفية عقب تكريمه أعرب السفير هشام خليل عن سعادته بهذا التكريم الذي يعد سابقة لأنها المرة الأولي التي يتم فيها منح وسام سفير أي دولة قبل انتهاء مدة عمله في البلد الموفد إليه بعامين كاملين…مشيرا إلي أن الفترة الماضية شهدت جهدا مكثفا واحداث نقله نوعية في مستوي العلاقات بين مصر وبيرو انطلاقا من التوجه العام للسياسة الخارجية المصرية واهتمامها الملحوظ بالبعد اللاتيني, والذي انعكس علي حركة التبادل التجاري بين مصر ودول أمريكا اللاتينية فضلا عن المشاورات السياسية.
الجدير بالذكر أن السفير هشام خليل يتمتع بخبرة دبلوماسية تمتد لنحو الثلاثين عاما. عمل خلالها في العديد من بعثات مصر بالخارج وتنقل بين إدارات متنوعة داخل ديوان عام الخارجية كان آخرها نائبا لمساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية ومديرا لوحدة إرشادات السفر.
————-
مصر تحتوي تصريحات رئيس وزراء أثيوبيا وترفض التصعيد
أثارت تصريحات ميليس زيناوي رئيس الوزراء الأثيوبي التي أطلقها ضد مصر, وقال فيها إن مصر لا يمكنها أن تكسب حربا مع أثيوبيا علي مياه نهر النيل, وأنها تدعم جماعات متمردة لزعزعة البلد, انتقاد الخبراء المصريين الذين أكدوا أن الهدف هو استثارة مصر, ومحاولة توريطها في تصريحات غير مسئولة وإعادة ملف الخلاف إلي السطح مجددا بعد النجاح الذي حققته مصر في احتواء أزمة حوض النيل. وانتقدت الخارجية أيضا تصريحات زيناوي حيث أكد المتحدث باسم الخارجية السفير حسام زكي إلي أن موقف مصر في هذه المسألة معروف ومعلن, ومصر لا تعتبر أن خيارها هو الحرب من أجل المياه, وأن الخيارات التي تبني مصر سياستها عليها هي جميعا خيارات تستند إلي الحوار والتفاوض والتشاور واللجوء للقانون الدولي.
وأكد المتحدث باسم الخارجية أن الاتهامات التي تضمنتها تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي بشأن استغلال مصر لمجموعات متمردة ضد النظام الحاكم في أثيوبيا هي اتهامات عارية عن الصحة.
وعن رأي الخبراء في هذه التصريحات أكد الدكتور ضياء الدين القوصي الخبير الدولي في الموارد المائية أن ميليس زيناوي يواجه معارضة داخلية شديدة بسبب ضعف دور القبيلة التي ينتمي إليها, مقارنة بالقبائل الأربع الأخري التي تشكل أغلبية الشعب الأثيوبي وهو ما يعني أن موقفه الداخلي ضعيف ويحاول أن يحصل علي أرضية شعبية عبر تلك التصريحات الغريبة ويظهر بدور رجل الدولة القوي.
أضاف القوصي أن ما يردده زيناوي عن ضغوط مصرية علي المنظمات الدولية والبنك الدولي لإعاقة تمويل مشروعات مائية بأثيوبيا غير صحيح لأن البنك الدولي وكيل للدول المانحة وهناك قواعد دولية تحول دون الموافقة علي تمويل مشروعات مائية في حوض النهر المشترك قبل موافقة جميع الدول لأن هذه الأعراف ضمن منظومة العمل الدولي ولا توجد بها استثناءات.
أشار الدكتور سيد فليفل خبير الشئون الأفريقية وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية سابقا إلي أنه ليس من سياسة مصر دعم أي حركات متمردة ضد السلطة في أي بلد, وأن هذا الخطأ لا يمكن أن تقع فيه السياسة المصرية في عهد الرئيس مبارك الذي يرفض التدخل في الشئون الداخلية, ويعتبر ذلك ركيزة من ركائز السياسة الخارجية المصرية, وبالتالي فإن تصريحات زيناوي لا أساس لها من الصحة.
أضاف فليفل: مصر لم تتدخل حتي من الناحية الإنسانية لمساعدة الأقليات في أثيوبيا, وإنما تقدم مساعداتها للحكومة الأثيوبية ويري أن علي مصر الآن المبادرة لدعوة زيناوي لزيارة القاهرة أو زيارة مسئول مصري كبير لأديس أبابا لحل الخلافات حول المياه ووقف هذا التصعيد غير المبرر المضر بالطرفين, وإقامة علاقات مباشرة مع النظام الأثيوبي لإدارة المصالح المشتركة, وعلي زيناوي أن يكف عن تصريحاته المعادية غير السليمة.
أوضح هاني رسلان الخبير في الشئون السودانية ودول حوض النيل أن هذه التصريحات تعكس طبيعته الشخصية, ومحاولته تقديم نفسه كقائد قوي لأثيوبيا بالإضافة لمحاولة تعبئة الداخل الأثيوبي ضد عدو متوهم, خاصة أنه لم يثبت صدور أي تصريحات رسمية من أي جهة في مصر تتحدث عن غزو أثيوبيا أو محاربتها, وأن كل التصريحات تؤكد سعي مصر إلي التعاون مع كل الأطراف وعدم الانزلاق للصراع وعضد ذلك زيارة رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف إلي أثيوبيا نهاية العام الماضي وبصحبته عدد من الوزراء ورجال الأعمال وما ترتب علي ذلك من ضخ استثمارات مصرية هناك.
أضاف رسلان: ليس من الحقيقي أن مصر تدعم جماعات داخلية وعلي زيناوي أن يبحث عن شماعة أخري يعلق عليها مشاكل أثيوبيا الداخلية وهذه التصريحات هدفها التعبئة في دولة تعاني من الانقسامات فهي تتكون من تسعة أقاليم يمثل كل منها قومية قائمة بذاتها لها دين وثقافة وعرق مختلف عن الإقليم الآخر, وإن التوقيت الذي خرجت فيه التصريحات ليس له علاقة بأزمة حوض النيل.
ميرفت…