عقدت كلية رياض الأطفال بجامعة القاهرة مؤتمرا عن التعليم وثقافة الجودة.حضره لفيف من الأساتذة والأكاديميين ونشطاء المجتمع المدني المعنيين بالطفولة في محاولة منهم لتطبيق معيار الجودة علي كافة المجالات التي تتعلق بالطفل وفي مقدمتها التعليم..تضمن المؤتمر عدة محاور هي: علم النفس وثقافة الطفل وصحة وتغذية الطفل, والتربية الموسيقية والفنية والحركية ومناهج الطفل وأصول تربيته, والإعلام وبرامج ومؤسسات الطفولة وذوو الاحتياجات الخاص.
تحدثنا إلي الدكتور خالد النجار وكيل كلية رياض الأطفال لشئون الطلاب للتعرف علي قصد المؤتمر من مفهوم الجودة فأوضح لنا أن المؤتمر يهتم بنشر ثقافة الجودة ليس فقط في مؤسسات التعليم وإنما في كل مفردات الحياة المرتبطة بالطفل كاللعب والإعلام.
أما عن مدي وجود مفهوم الجودة في المدارس فقال إن الدولة تنفق مليارات الجنيهات لتطبيق مفهوم الجودة وقد نجحت في تحقيق ذلك علي المستوي النظري فقط فأصبحت المدارس تسعي للحصول علي شهادة الجودة من خلال تقديم الأوراق الرسمية اللازمة لذلك, فاللجنة المسئولة عن فتح شهادة الاعتماد للمدارس لن تنظر إلا للأوراق الرسمية المقدمة.لذا لم يشعر أولياء الأمور بهذه الجودة في مستوي تعليم أبنائهم ولن يشعرون بها. أما حول تطبيق الجودة في تربية وتعليم الأبناء بالمنزل فهي مرحلة متقدمة جدا, لأن مصدر توعية أولياء الأمور هو المدرسين ولكن نظرا لأنهم غير مؤهلين لتطبيق الجودة التعليمية والتربوية فسيكون الحل الوحيد هو أساتذة كليات رياض الأطفال, ولكن لا توجد وسيلة للاتصال بينهم وبين أولياء الأمور لتوعيتهم, لذا فسيظل المجتمع يدور في حلقة مفرغة…
بعد ذلك استكمل المؤتمر أعماله وفي محور التربية الحركية تحدثت الدكتور محمد الحماحمي عن التربية الحركية في ضؤ ثقافة الجودة وأشار إلي أنها تستهدف اتنمية الشاملة للطفل ومساعدته علي تحقيق وإثبات ذاته وتعديل سلوكه.فالطفل يمكن أن يتعلم كل شئ من خلال الحركة التي من الضروري أن تتوافق مع عمره وميوله.ومن المهم ترك الطفل يتحرك ويلعب ليتعلم مع أقل قدر من الإرشاد والتوجيه الذي يؤمن سلامته فقط. والمشكلة التي نواجهها في تطبيق ذلك هي أن المناهج لا تمت للحياة بصلة. فمن المفترض أن تدور المناهج حول الطفل لكن ما يحدث أن الطفل, هو الذي يدور حول المناهج.وهذا ضد مفهوم الجودة.
في محور ثقافة الطفل تحدثت الدكتورة عفاف عويس عن ثقافة الطفل في ضوء المتغيرات التربوية الحديثة, وأوضحت أن الطفل يحتاج أن يحتك بالثقافة التي لا تنفصل عن هوية المجتمع, وهي تعبر عن القيم والمثل ذات المرجع الديني وفي الوقت ذاته تنفتح علي الحضارات الأخري, وتثقيف الطفل يتم من خلال الكتاب والقصة والسينما والمسرح والرسم والموسيقي.حيث يختار الطفل الوسيلة المفضلة إليه.فهكذا تتحقق الجودة.وللأسف طالب الكثيرون بإدخال هذه الوسائط في التعليم ولم يتحقق ذلك حتي الآن, ففي سنة 1935 طالب الفنان ذكي طليمات بإدخال المسرح في التعليم ولكن لم يلتفت إليه أحد حتي الآن..
في المحور ذاته تحدثت الدكتورة كاترين كين أستاذة علم نفس النمو بالولايات المتحدة الأمريكية عن فهم وتقدير الذات لدي الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة, وقالت إنها لاحظت أن الأطفال المصريين لا يتحدثون عن ذواتهم بعبارات مادية, فمثلا نجد الطفل يقول إنه يرسم صور كثيرة ولا يقول إنه فنان. والروضة هي التي يمكن أن تساعد الأطفال علي أن يكون لديهم تقدير لذاتهم من خلال عمل بعض الأنشطة بأنفسهم دون مساعدة الآخرين.فذلك سيزيد معلوماته ومهاراته ويقدر بها ذاته.وكلما ينجز كثيرا كلما يزداد تقديره لذاته.كذلك يأتي تقدير الذات من خلال بناء العلاقات الاجتماعية الجيدة مع الأصدقاء والأقارب والمعارف.وكما نمي تقدير الطفل لذاته كلما استطاع التعامل مع الأخرين وتمكن من حل المشكلات وتقبل الأخر وفهم أن تقليد الآخر ليس شيئا ضروريا.
وأكدت د.كاترين أننا لا يجب أن نهتم في برامج تعليم الأطفال بالنتيجة النهائية ولكن الأهم تقييم الإنجاز الذي حققه الطفل, فالمجدي للطفل التركيز علي العمليات وليس الأشخاص.
عن تأثير مسرح العرائس علي ثقافة الطفل تحدثت الباحثة منال علي السيد, وقالت إن المسرح ينقل للطفل أفكارا عن مجتمعه وينمي مهاراته الإبداعية ويغرس فيه المبادئ وينمي خياله ومواهبه ويشبع حاجاته للمغامرة, ولكن بشرط بانتقاء النص وتقديمه بصورة مبسطة.