صناعة الألومنيوم لها دور أصيل في التنمية وأثبت جدراتها وبقت صامدة أمام الأزمة المالية العالمية وتوجد العديد من خطط التوسع المقرر لها أن تبدأ بالفعل خلال العام الجاري وتشير دراسة حديثة صادرة عن غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية إلي أن 60% من استخدامات الألومنيوم تستوعبها صناعات وطنية متعددة مثل وسائل النقل ومنها الجوي والبري والمائي,وقطاع التشييد والبناء وكذلك التعبئة والتغليف.
وأضافت الدراسة أن مصر تتمتع بمكانة متميزة علي الصعيدين العربي أو الدولي. حيث يوجد في مدينة نجع حمادي واحد من أكبر المصانع في المنطقة العربية.
قال محمد حنفي مدير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية إن هذه الصناعة في مصر تواجه مشاكل عديدة وعلي رأسها أزمة الطاقة حيث إنها من الصناعات شديدة الاستهلاك للطاقة, مما يشكل عبئا كبيرا علي كاهل القائمين علي هذه الصناعة بسبب التكلفة الباهظة, هذا إلي جانب التلاعب فيما يتعلق بالحصول علي خامات الألومنيوم. إذ يتم استيراده من الخارج في شكل خردة ومخلفات بمواصفات لا تصلح لاستخدامه في الأدوات المنزلية, بالإضافة إلي التلاعب في مواصفات مقاطع الألومنيوم التي تستخدم في الباب والشباك والأثاث المعدني والتي يتم استيرادها بسمك ضعيف للغاية يجعل من استخدامها يمثل خطورة علي المستهلك, ولعل السبب الرئيسي وراء استيراد بتلك المواصفات الرديئة هو الأسعار المخفضة.
من جهة أخري حذر محمد حنفي من تداول ما يسمي بأقراص الألومنيوم المستوردة وغير المطابقة للمواصفات القياسية إذ تحتوي علي نسبة عالية من الشوائب لا تجعلها صالحة للاستخدام في تصنيع الأدوات المنزلية, وتقترب أسعار أقراص الألومنيوم من7 آلاف جنيه غير شاملة للضريبة البالغة10%, مع العلم أيضا أن الإنتاج المحلي من الألومنيوم يغطي احتياجات السوق بالإضافة إلي تصدير 25% من إجمالي الإنتاج.
وأضاف أنه تم مؤخرا إنشاء جمعية لتطوير صناعة أواني الألومنيوم بمنحة كندية ولكن فجأة توقفت الجمعية عن نشاطها وأصبح مقرها مهجورا بسبب ضعف التمويل من جانب, وتوقف المنحة الكندية من جانب آخر ومن جهته أكد م. فريد وجدي أحد الخبراء في مجال الألومنيوم أن المشكلة تكمن أساسا في المنافسة الشديدة من الشركات التي تستورد المادة الخام من الخارج الأرخص من المنتج المحلي بالإضافة إلي أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر علي هذه الصناعة خلال العام الماضي, إلا أن التأثير بات متواجدا خلال العام الحالي مما يدفعنا للبحث بجدية لتوسيع فرص التصدير والبحث عن أسواق جديدة.
وأشار م.محمد عويس المدير الفني بإحدي شركات الألومنيوم إلي أن مشكلة صناعة الألومنيوم تكمن في ارتفاع أسعار الخامات حيث تقترب الأسعار من ألف جنيه لكل طن شهريا مما ترتب عليه أن الشركات المتعاقدة اضطرت لتحديد إجراءات الدفعات قبل الزيادة والتوسع في الإنتاج مما خلق نوعا من المنافسة بل والمضاربة وهو الأمر الذي انعكس سلبا علي سعر بيع المنتج في شكله النهائي!!
وأضاف أن السوق المصرية بها حاليا أربع شركات كبيرة تعمل في صناعة الألومنيوم إضافة لعدد من الشركات المتوسطة أو الورش وهي تمثل 80% من السوق المصرية مؤكدا علي أن الإنتاج المحلي يكفي احتياجات السوق وطالب الدولة بمزيد من الاهتمام والرعاية لصناعة الألومنيوم وإزالة المعوقات أمامها نظرا لأنها من الصناعات كثيفة العمالة, هذا إلي جانب ضرورة تثبيت أسعار الخامات والتي باتت تشكل عبئا ماليا علي المصانع المتوسطة والصغيرة!!.