المرارة عبارة عن كيس علي شكل الكمثري,وتوجد علي السطح السفلي لفص الكبد الأيمن,وتخرج من المرارة قناة كيس المرارة التي تتحد بقناة الكبد العامة مكونة القناة المرارية العامة التي تفرغ محتوياتها من السائل المراري في الاثني عشر عند وصول الغذاء إلي الاثني عشر خاصة الغذاء الدهني,لأن السائل المراري يقوم بهضم المواد الغذائية وخاصة المواد الدهنية.
فكيف تتكون الحصوات المرارية وما أسبابها وأعراضها ومضاعفاتها وكيفية تشخيصها وعلاجها؟
أجاب د.الأمير وديع فهمي استشاري الأمراض الباطنية قائلا:
ثبت أن الإصابة بالحصوات المرارية تزداد في النساء أكثر من الرجال وتزداد النسبة في النساء البدينات ذوات الحمل المتكرر,ويزيد من احتمال الإصابة بالحصوات المرارية استعمال الهرمونات الأنثوية لفترة طويلة,كما تلعب الوراثة واستعداد بعض الناس دورا مهما في تكوين الحصوات المرارية.
هناك نوعان من الحصوات المرارية:
* حصوات الكوليسترول: وقد تتكون من الكوليسترول أو تكون مختلطة بمكونات أخري مثل الكالسيوم,وتحدث نتيجة زيادة ترسيب الكوليسترول في السائل المراري علي شكل بللورات.
* حصوات صبغة الصفراء: وقد تكون مختلطة بمكونات أخري وتكون بنية أو سوداء اللون,وتحدث نتيجة تركيز الصفراء في السائل المراري.
قد تظل حصوات المرارة صامتة فلا يشكو المصاب بها من أي أعراض,ولا تكتشف وجود الحصوات المرارية إلا بالصدفة عند إجراء الموجات فوق الصوتية علي البطن لأي سبب,وقد يفاجأ المصاب بالمغص المراري,وقد يحدث الألم من الجهة اليمني أعلي البطن,وقد يمتد إلي الكتف الأيمن,ويزداد الألم مع تناول الوجبات الدسمة,وقد يكون الألم في منتصف البطن عند فم المعدة…وقد يكون من الجهة اليسري ناحية القلب,فتساور المريض المخاوف والأوهام بأنه مريض بالقلب.
وقد يشكو المريض من حرقان بفم المعدة وزيادة الحموضة الذي يتشابه مع أعراض قرحة المعدة…وقد يعاني المريض من انتفاخ البطن والغازات والإمساك.
تتلخص المضاعفات التي تسببها الحصوات المرارية في الالتهاب الحاد والمزمن بكيس المرارة وانحشار الحصوات المرارية في عنق المرارة أو تحركها إلي القنوات المرارية.
أما مضاعفات حصوات القنوات المرارية فإنها قد تسبب التهاب القنوات المرارية أو التهاب البنكرياس,وقد تسبب الصفراء نتيجة الحصوات التي تسد القناة المرارية العامة,وتسد مرور الصفراء إلي الاثني عشر,مما يؤدي إلي احتجاز السائل المراري خلف هذا الانسداد في الكبد,ويبدأ في التجمع بالدم وكلما زاد تركيز الصفراء في الدم ظهرت الصفراء في العينين والجلد.
يتم التشخيص بالفحص بالموجات فوق الصوتية,ويعتبر أفضل وأسهل وسيلة للكشف عن الحصوات المرارية.
الفحص بالأشعة العادية لا يكتشف كل أنواع الحصوات المرارية,فبعض الحصوات المرارية لا تظهر بالأشعة العادية.
أما الأشعة الملونة بالصبغة فتستخدم في بعض الحالات…ويستخدم منظار الاثني عشر في تشخيص القنوات المرارية باستخدام مادة ملونة في قسطرة خاصة تمر عن طريق المنظار إلي القنوات المرارية.
علاج المرارة
يعتمد العلاج علي عدة وسائل أبرزها:
* إذابة الحصوات: هناك أدوية مخصصة لإذابة الحصوات وهي تصلح في بعض الحالات الخفيفة,وللمرضي الذين لا تناسبهم الجراحة.
* تفتيت الحصوات: هناك طريقة خارج الجسم لتحديد مكان الحصوات بالأشعة أو الموجات فوق الصوتية,ثم توجه إليها موجات الصدمة التي يولدها إلكترود خاص,ومتي تم تفتيت الحصوات فإنها يمكن أن تتسرب من خلال قناة المرارة أو تعجل بإذابتها بالأحماض الصفراوية.
* وهناك طريقة أخري مباشرة لتفتيت الحصوات عن طريق قسطرة تدفع إلي جوف المرارة,إما بتوجيه الأشعة,أو من خلال المنظار البريتوني.
* استئصال المرارة: هذه الجراحة مازالت الوسيلة المثلي للتخلص من الحصوات ومن الكيس الذي يولدها ويخزنها,وهناك طريقتان:
- الطريقة التقليدية بفتح البطن.
- الطريقة الحديثة بالمنظار البريتوني,وهي الآن في طريقها للانتشار وإن كانت الخبرة والكفاءة تلعبان دورا مهما,وتتميز بقلة الألم بعد الجراحة,وسرعة الإفاقة,وقصر مدة الإقامة بالمستشفي,والعودة سريعا إلي الحياة الطبيعية.
* إجراء فتحة في كيس المرارة لتصريف ما بها من حصوات أو صديد بإدخال أنبوبة فيها,وهي عملية اضطرارية تجري أحيانا لكبار السن الذين لا يتحملون جراحة استئصال المرارة.
علاج حصوات القناة المرارية
* حصوات القناة المرارية إما أن تكون ثانوية أي نشأت في كيس المرارة ثم اتجهت إلي القنوات,وإما أن تكون أولية نشأت في قناة غير طبيعية.
* الحصوات الثانوية كانت تعالج عادة جراحيا باستكشاف القناة الصفراوية المشتركة,وإدخال أنبوبة علي شكل حرف T في جوفها لتصريفها وتلوينها بالأشعة…ثم استحدث المنظار لشق فتحة حلمة الاثني عشر حتي تتساقط منها الحصوات.
* أما الحصوات الأولية فالعلاج الأمثل لها استعمال المنظار لشق العضلة العاصرة في الحلمة وفتح الطريق لها فتحا دائما.
* علاج ضيق القنوات المرارية: والعلاج التقليدي هو قطع القناة ثم إعادة توصيلها…أما الطريقة الحديثة فتعتمد علي توسيع الضيق ببالون يوجه إلي مكان الضيق ثم ينفخ فيه عن طريق المنظار…,يمكن بعد توسيع الضيق تثبت أنبوبة صغيرة في جوف القناة للمحافظة عليها.