دعم عالمي للفيدوسات الكبدية الإيدز المصري
**خط ساخن للاستفسار عن الفيروسات الكبدية
**خفض سعر الإنترفيرون من1400 جنيه إلي400جنيه
**نسبة الإصابة تساوي عشر المجتمع المصري
**مريض التأمين الصحي مظلوم.. من ينقذه؟
**علاج الأطفال مجانا من أول يونية
احتفل العالم يوم 19مايو الحالي باليوم العالمي لمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية وفي مصر قام معهد الكبد بالتنسيق مع وزارة الصحة بالاحتفال في نفس هذا اليوم بمرور ثلاث سنوات علي بدء الحملة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ويطلق د.حمدي السيد علي فيروس (س) (الإيدز المصري) نظرا لمعدل انتشاره الكبير في المجتمع المصري يبلغ عدد المصابين به في مصر حوالي 9 ملايين مواطن وفي الدلتا أكثر من الوجه القبلي والنسبة أقل في المحافظات الساحلية الإسكندرية مطروح بورسعيد وأيضا أقل في القاهرة.
وحتي الآن تم علاج 105 آلاف مريض بالإنترفيرون ولكن نجحت مصر في الحصول علي دعم عالمي من صندوق مكافحة الأمراض الوبائية,وحول كل ما يتعلق بـ الإيدز المصري في الانتشار يدور هذا التحقيق يعد الكبد من أهم أجهزة جسم الإنسان وله العديد من الوظائف من أهمها إعداد البروتينات بطريقة تستفيد منها خلايا الجسم وتخزين السكريات والفيتامينات وتنقية الجسم من السموم, وتصنيع عوامل تجلط الدم.
يوجد العديد من الفيروسات الكبدية أخطرها فيروس(س),(بي) ومضاعفات هذه الفيروسات في منتهي الخطورة حيث يؤدي عدم العلاج إلي تليف الكبد,دوالي المرئ ويؤدي عذا إلي قئ دموي, استسقاء بالبطن, فشل كبدي, غيبوبة الكبد, ولذلك الكشف المبكر للفيروسات الكبدية يؤدي في معظم الأحيان إلي الشفاء منها.
وخطورة الالتهاب الكبدي الفيروسي (سي أو بي) أنه قد لا تظهر أعراض ملحوظة في البداية ولكن بعض المصابين قد تظهر عليهم أعراض في البداية مثل فقدان الشهية, اضطراب في الجهاز الهضمي, غثيان وقئ, شعور بالإجهاد, اصفرار في الجلد والعينين والأغشية المخاطية, ارتفاع في درجة الحرارة.
دعم عالمي
وكان علي رأس المشاركين في الاحتفال بمرور ثلاث سنوات علي الحملة القومية لمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية د.حمدي السيد نقيب أطباء مصر ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب وعندما تحدثنا معه فاجأنا بهذا الخبر قائلا:
*الصندوق العالمي لمكافحة الأمراض الوبائية يدعم البلاد التي ينتشر فيها تحديدا ثلاثة أمراض هي السل, الملاريا, الإيدز ولكن هناك انتشار وبائي للفيروسات الكبدية في مصر خاصة فيروس(سي) وكافحنا طويلا, والحق يقال, وزير الصحة ود.وحيد دوسي مدير المعهد القومي للكبد لوضع فيروس(سي) ضمن قائمة الأمراض التي تحصل علي دعم مادي من الصندوق العالمي.
ولقد تم هذا بالفعل, فأنا أعتبر أن الفيروسات الكبدية وخاصة فيروس(سي) هوإيدز المجتمع المصري من حيث نسبة الانتشار وهو من الأمراض المعدية بطرق معينة ويوجد حوالي 9 ملايين شخص مصاب به في مصر, وطرق انتقاله بطرق متعددة أكثر من انتقال الإيدز بل ومشابه له في طرق الانتقال بينما الإيدز لايزال تحت السيطرة ولا يوجد سوي بضعة آلاف مريض به في مصر لأننا شعب متدين وملتزم لحد كبير, وأوجه الشكر لزميلتي العزيزة يسرية لوزا التي قامت بمجهود كبير والعديد من أطباء الكبد للحصول علي هذا الدعم العالمي فمصر توفر علاجا بحوالي 2مليون جنيه يوميا لعلاج مرض فيروس(سي) ويأخذ نصيب الأسد في العلاج علي نفقة الدولة لتوفير حقن الإنترفيرون ونحن نتوسل إلي وسائل الإعلام وخاصة التليفزيون بتوفير دقائق لعمل توعية لمواجهة الفيروسات الكبدية لأن الوقاية ستوفر ملايين الجنيهات علي الدولة للعلاج منها وخاصة إذا وصل الأمر في بعض المرضي إلي الفشل الكبدي والاحتياج إلي زراعة كبد, ولا نستطيع أن نذكر تكاليف هذه العملية والعلاج المطلوب بعدها خلاف المعاناة الشخصية للمريض وعائلته والمجتمع المحيط به, وأذكر أن مستشفي الساحل من أوائل المستشفيات المصرية التي تم فيها عمليات زراعة كبد.
أكبر مشكلة
أما دكتور عمرو قنديل وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي فقال:
يوجد العديد من الأمراض المعدية ولكن أكبر مشكلة صحية تواجهنا في مصر بالنسبة للأمراض المعدية هي فيروس(سي) ثم ( بي).
وعندما نتحدث عن أهم الأمراض التي تؤدي إلي الوفيات نجد أنها أمراض القلب والأورام وفي الآونة الأخيرة كان هناك تزايد في أعداد المصابين بأورام الكبد والمسبب لها أساسا إهمال علاج فيروس(سي),(بي).
ومن هنا كان وجود لجنة قومية لمكافحة الالتهابات الكبدية الفيروسية منذ عام 2007 هو من أهم الخطوات التي تم اتخاذها وكان من أهم أدوار هذه اللجنة التوعية من الفيروسات الكبدية لأن الوقاية منها سهل ولكن الابتلاء بها عواقبه وخيمة ويمكن أن يعاني المريض من الفيروس سنوات طويلة ويكتشف بالصدفة ونجحنا مؤخرا عن طريق الشركة المصرية لتجارة الأدوية في خفض سعر حقنة الإنترفيرون من1400 جنيه إلي 400جنيه.
وحتي الآن تم علاج 105 ألف مريض بمستشفيات وزارة الصحة وتم تماثل معظمهم للشفاء.
*وعن طريق برنامج مكافحة العدوي الذي وضعته وزارة الصحة ويتضمن سياسة الدم الآمن يتم التأكد من أن الدم الذي يتم التبرع به لأي مريض آمن من الفيروسات الكبدية وغيرها من الأمراض المعدية وكذلك منذ عام 1992 وضعت الوزارة التطعيم ضد فيروس(بي) ضمن التطعيمات الإجبارية المجانية للأطفال.
كما يوجد خط ساخن حاليا تابع للوزارة للاستفسار عن أي معلومة خاصة بالفيروسات الكبدية ومراكز العلاج الخط هو(08008009000).
كما يوجد حاليا 21مركزا متخصصا لعلاج أمراض الكبد منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية خلاف معهد الكبد القومي.
مسح قومي
وعندما تحدثنا مع د.وحيد دوس عميد معهد الكبد القومي ذكر لنا الخطوات التي قامت بها اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية طوال ثلاث سنوات وهو رئيس هذه اللجنة تحدث قائلا:
قمنا بعمل مسح قومي في27 محافظة مع مكتب د.فاطمة الزناتي وظهرت نتائجة في المسح السكاني الصحي لعام 2008 حيث تبين أن نسبة الإصابة بفيروس(سي) تصل إلي 9.8% في الفئة العمرية من15 إلي30سنة ولكن في بعض الأماكن وفي الفئة العمرية أعلي من50سنة بلغت النسبة حوالي 25%, وانتشار الفيروس في محافظات الوجه البحري كانت أعلي من محافظات الوجه القبلي, وكان انتشار الفيروس أقل في المحافظات الساحلية والحدودية مثل الإسكندرية ومطروح وبورسعيد.
نسبة الاستجابة للعلاج بالإنترفيرون والأدوية المكملة وصلت إلي55% وهي قريبة من النسبة العالمية والتي وصلت في بعض الدول إلي60%.
يتم حاليا إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية لمرضي الكبد وكل ما يتعلق بطرق العلاج والوقاية والبيانات الإحصائية.
وبالتعاون مع اللجنة ومؤسسةساويرس سيتم من أول يونية القادم علاج الأطفال المصابين بالفيروس مجانا.
علاج بالبروتوكول
وأثناء تجولنا بمعهد الكبد القومي وجدنا لوحة مصورة توضح مشروع علاج الأطفال بالمجان واسترعي انتباهنا أن العلاج سيتم لمن ينطبق عليهم بروتوكولات العلاج وحتي نعرف التفاصيل كان لنا حديث مع د.حنان مينا فؤاد دكتوراة أمراض الكبد والمساعد الفني للمدير لتنفيذي لمشروع أطفال بدون فيروس(سي) فأجابت علي تساؤلنا قائلة:
المشروع أساسا يتم بمنحة من مؤسسةساويرس للتنمية الاجتماعية والمنحة محددة المدة بعام ونصف يتم خلالها علاج 300طفل مجانا وسن الطفل الذي يتم علاجه يبدأ من3سنوات وحتي 18سنة وكلمة بروتوكول علاج المقصود منها أن الطفل المولود وانتقل له الفيروس من الأم المصابة وهي حامل لا يمكن علاجه بالإنترفيرون أو الريبافيرين ولكن يتم متابعة الطفل حتي يبلغ ثلاث سنوات ثم يعالج بالطرق المعروفة كذلك يصعب علاج الأطفال المصابين بأنيميا البحر المتوسط وقد يصابون أيضا بفيروس(سي) لأنهم يأخذون دما باستمرار وهذا يتنافي مع علاجهم بالإنترفيرون, كذلك مرضي الأورام الذين يتم علاجهم بالكيماوي يوجد خطورة عليهم في حالة إعطائهم حقن علاج فيروس(سي) ولكن يمكن في حالة إصابتهم بالفيروس أن يأخذوا حقن الإنترفيرون بعد توقفهم عن أخذ الكيماوي بعام علي الأقل.
والأهم في حالة الأطفال التوعية فأنا أعرف أسرة طفلة معرضه للإصابة بالفيروس الكبدي الوبائي لأن إبرة حقن في الشارع اخترقت الحذاء والشراب وأصابت إصبع الطفلة وجرحت لأن شخصا مهملا ألقي بإبرة حقن مستعملة في الشارع.
ويجب علي الأهل أن يحذروا من عيادات الأسنان غير المعقمة وأيضا أماكن حلاقة الشعر والتأكد من سلامة الدم المنقول إلي أولادهم عند الضرورة.
الأمل في الحياة
وحول أهمية ودور المجتمع المدني في حملات التوعية من الفيروسات الكبدية كان ضمن حضور الاحتفالية التي أقامها معهد الكبد القومي القمص شنودة وهو رئيس مؤسسة الأمل في الحياة للتنمية وحول دور المدرسة في التوعية تحدث إلينا قائلا:
تم تكريم الجمعية ومنحها درعا من نقابة الأطباء بسبب الحملة التي نفذتها الجمعية والتي أشرف برئاستها وكان الغرض منها عقد ندوات في الكنائس والأندية الرياضية وعدة مؤسسات اجتماعية للتوعية من الفيروسات الكبدية الوبائية وطرق انتشارها وكيفية الوقاية منها,وإرشاد المصابين إلي أماكن تلقيهم للعلاج وتقريبا تعتبر جمعية الأمل في الحياة الوحيدة التي تقوم بهذا الدور,ولنا الآن ثلاث سنوات منذ بدء الحملة القومية للوقاية من الفيروسات الكبدية.
تحذير
*حضر احتفال معهد الكبد العديد من المرضي الذين تماثلوا للشفاء ولكن قصص بعضهم كانت تعبر عن مأساة خاضها بعضهم حتي يحصل علي حقه في العلاج فالتأمين الصحي لا يوفر الإنترفيرون المستورد وليس من حق المنتفعين العلاج علي نفقة الدولة وكان الإنقاذ الوحيد هو خفض ثمن حقن الإنترفيرون وبعضهم تحمل ثمن الحقنة بعد التخفيض وهي 400جنيه وفي المجمل يتحمل المريض500 جنيه أسبوعيا لمدة48 أسبوعا ويحتاج إلي تحليل (P.C.R) تكلفته 400جنيه يحتاج المريض لعمله أربع مرات في السنة.
**وعندما تأتي سيرة الإنترفيرون المصري والمتاح حاليا لمرضي الكبد في التأمين الصحي, يجيب الأطباء باقتضاب قائلين:يتم حاليا إجراء اختبار لمعرفة مدي فاعليته, فأين المساواة بين المرضي في العلاج؟