تستضيف الأمم المتحدة بمقرها في نيويورك زعماء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والبنك الدولي حيث يعقدون اجتماعا مهما لمناقشة مستقبل السودان بعد الاستفتاء علي مصير جنوب السودان والأوضاع في دارفورعلي هامش اجتماعات الجمعية العامة يوم24 من الشهر الجاري, وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مشاركته في هذا الاجتماع بعد تلقيه دعوة من السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون.
من جانبها أوضحت سوزان رايس المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة أن الاجتماع سيرسل إشارات مهمة إلي الشعب السوداني مفادها أن المجموعة الدولية تتوقع من القادة السياسيين أن يكونوا عند مستوي التحدي ويعالجوا القضايا الصعبة التي تحتاج إلي التفاوض عليها إذا أريد للسلام أن يكون دائما.
وقالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة طلبت مشاركة الاتحاد الإفريقي وجنوب إفريقيا وبريطانيا والنرويج في الجهود لضمان تنظيم الاستفتاء دون مشاكل, وأن الوضع بين شمال وجنوب السودان قنبلة موقوتة تنطوي عليها عواقب هائلة, موضحة أن الوقت المتبقي قصير جدا وتنظيم الاستفتاء دون مشاكل سيكون صعبا, والمشكلة الحقيقية هي ماذا سيحدث عندما ينظم الاستفتاء والجنوب يعلن استقلاله.
حذرت هيلاري بقولها : إذا كنت في الشمال وفجأة بدأت تعتقد أن خطا سيرسم وستفقد 80% من عائدات النفط, فلن تكون مشاركا متحمسا, إلا أن الولايات المتحدة تعمل مع شركاء إقليميين ودوليين لإيجاد سبل تجعل الشمال راضيا حتي يتقبل سلميا استقلال الجنوب, بالإضافة إلي أن الجنوب ملزم أن يقر بأن عليه القيام ببعض التسويات مع الشمال إلا إذا كان يريد سنوات حرب أخري.
وفي هذا الإطار قالت أوبياجلي أزيكويلي نائبة رئيس البنك الدولي للشئون الأفريقية:إن البنك الدولي يلتزم بأن يظل شريكا يمكن الاعتماد عليه في جنوب السودان, والاستمرار في تنمية الجنوب خاصة في ظل وجود أراض خصبة كثيرة يمكن استغلالها.
من ناحية أخري أشارت صحيفة ##واشنطن بوست## إلي أن واشنطن تفكر في إغراءات جديدة لحكومة السودان لتتعاون في تنظيم الاستفتاء ليكون سلميا, بينها تطبيع العلاقات كاملة, وإعفاؤه من ديون السودان الخارجية واستصدار قرار من مجلس الأمن يؤجل تنفيذ مذكرة محكمة الجنايات الدولية ضد الرئيس عمر البشير, إضافة إلي احتمال إزالة اسم البلد من قائمة الإرهاب.
وصرح شان ريج مادوت نائب رئيس لجنة إجراء الاستفتاء علي تقرير مصير جنوب السودان – والمقرر إجراؤه في يناير المقبل – أن الراغبين في المشاركة بعملية التصويت يمكنهم البدء بالتسجيل في أكتوبر المقبل, وأنه ستتم طباعة أوراق الاقتراع خارج السودان, كما أن حملات التعبئة من أجل الوحدة والانفصال التي تنظم الساحة حاليا لا تعتبر رسمية, وأن الوقت الفعلي لتوعية المواطنين سيتم إعلانه رسميا بواسطة المفوضية في وقت لاحق.
وتشير تقديرات غير رسمية إلي أن عدد الجنوبيين الذين يحق لهم التصويت يصل لنحو 9 ملايين شخص منهم ستة ملايين بالجنوب ومليونان بالشمال ومليون في عدد من دول العالم, ويحق لكل ناخب التصويت في المكان أو الدولة التي يوجد بها, يذكر أن تقرير مصير جنوب السودان تم الاتفاق عليه بموجب اتفاق السلام المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب الأهلية الطاحنة,بينما أشار ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان إلي أن القضايا الخلافية كأبيي وقضية الحدود ما زالت قائمة, وتوقعت الحركة الشعبية أن يصوت الجنوبيون لصالح الانفصال.
وكان من المفترض أن يتم ترسيم الحدود بعد ستة أشهر علي توقيع اتفاق السلام في عام 2005, إلا أن اللجنة المكلفة بذلك أمام حائط مسدود, خاصة وأن بعض المناطق الحدودية لا تزال مسلحة بشكل خطير بسبب مسألة توزيع النفط.