مع قدوم الأعياد نجد أن الامتحانات تأتي معها إما قبلها أو بعدها,كما نجد في بعض الأوقات أن يوم الامتحان هو ليلة العيد,هذا هو حال الأسرة وأبنائها فلا يشعرون ببهجة العيد بل عادة يعيشون في حالة التوتر والقلق,مع رفع شعار حظر مباهج الأعياد ومظاهره لأن الامتحانات علي الأبواب.
حول هذا الموضوع تحدث إلينا الدكتور سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس وقال إنه مع رهبة الامتحانات لا يشعر الأطفال والشباب ببهجة العيد وسعادته مما يترك آثارا نفسية سيئة,ويجعل الأسرة تشعر بضغوط .فعندما يوجد امتحان لفرد بها تشاركه الأسرة التوتر والقلق,فنجدهم لا يتنزهون ,ولا يشاهدون التليفزيون مع منع الزيارات العائلية مما يؤثر علي العلاقات والروابط الأسرية وإن كنا لا نشعر بها إلا بعد فترات طويلة ,وبالتالي فالفرص الحقيقية لدخول البهجة واللقاء والاجتماعات الأسرية نجدها في هذه الأعياد الدينية عادة ضعيفة.
ويؤكد الدكتور أن الأطفال هم أكثر من يشعرون بالضيق والتوتر في المرحلة الابتدائية حيث يمنع الأطفال من التنزه واللعب ومقابلة الأقرباء وقد يمتد الأمر للحيلولة دون ممارسة الشعائر الدينية التي تمثل شكلا إيجابيا مما يترك آثارا سلبية علي الحالة النفسية للأطفال.
ويطالب المسئولين باحترام أوقات الأعياد والمناسبات الدينية ,حيث يمكنهم تأجيل بداية الفصل الدراسي مما يؤجل الامتحانات ,وهذا لن يؤثر علي الدراسة بل أن هذا التأجيل يحد من الآثار النفسية والاجتماعية والسلبية علي الأسرة لذلك يجب مراعاة ذلك والتفكير بشكل مختلف ,وهناك بالفعل بعض الجامعات التي قامت بتأجيل الامتحانات بسبب الأعياد,وهؤلاء يعتبرون قدوة ونشكرهم علي ذلك ,وعلينا أن نحتذي بهم.
وتتفق معه في الرأي الدكتورة سامية سامي عزيز أستاذة علم النفس وتضيف :أن الأعياد هي فترة جيدة ليس فقط للتنزه بل أيضا لتذكر المناسبة وراء الاحتفال بهذا العيد أنها فرصة للاسترخاء النفسي وتفريغ العقل من همومه أو معني أدق التفرغ للسعادة,وهذه هي فلسفة الأعياد ,وقد تكون هذه الحكمة الإلهية في تخصيص أيام بعينها للأعياد الدينية منذ القدم,وهذه الطقوس تعطي للعيد بهجة وسعادة كبيرة للأسرة والأطفال ولكن مع وجود الامتحانات يجب أن نحاول أن ننهي التزاماتنا الدراسية قبل العيد علي قدر المستطاع حتي نستطيع أن نفرح بالعيد ,ونأخذ يوما واحدا لنمارس فيه طقوسه والزيارات العائلية ثم المذاكرة في الأيام التالية وقطعا تنظيم الوقت ليساعد في ذلك كثيرا.
وإن كنا لا نستطيع أن ننكر أن الامتحانات تقلل من بهجة الأعياد بالنسبة إلي كل الأعمار فحتي كبير السن إذا ارتبط بعمل ما في وقت العيد نجده قليل البهجة والسعادة.
ويشير د. كمال مغيث الخبير التربوي أن النظام التعليمي في مجتمعنا يتعامل مع الطلاب كأنهم رهائن لديه فتفرض عليهم المواعيد,والأوقات,والمقررات,أما في بعض النظم التعليمية الأخري فيؤخذ برأي الطالب في أنسب توقيت للامتحانات وبالتالي فليس أمام الطالب سوي أن يسعي للتوفيق بين رغباته الذاتية ومتطلبات الامتحان فهو مجبر علي الاستعداد للامتحان بغض النظر عن المناسبات والأعياد ومشاعره ورغباته.
في النهاية يقترح أن يتم تجزئة الامتحانات علي مدار السنة الدراسية وأن تشمل كل المنهج حتي يتاح للطالب فرصة تحسين درجاته باستمرار,كما يمكن أن يأخذ الطالب درجات ميسرة علي الأنشطة الأخري والمجهود المميز من الأبحاث والإجابات الشفهية وبالتالي يضع للامتحانات نسبة أقل من الدرجات مما يقلل من الإحساس بقلق الامتحان ,والتوتر النفسي الذي ينعكس علي الأسرة.