أدي انقطاع مجموعة من الكابلات البحرية التي تصل بعض الدول العربية ودول جنوب آسيا بالاتحاد الأوربي, إلي العديد من الخسائر علي المستويين المحلي والدولي, فخسرت مصر وباكستان 70% من قدرتها علي الاتصال بالإنترنت. وتأثرت الكويت, السعودية, الإمارات العربية المتحدة, عمان, الجزائر, السودان, سورية, البحرين, قطر, الهند, المالديف, بنجلاديش, هونج كونج, إندونيسيا, تايلاند, سريلانكا, نيبال وبوتان بشكل كبير بهذا الانقطاع.
ولا يعد انقطاع الكابلات البحرية أمرا نادرا الحدوث, إذ قطع 50من الكابلات في المحيط الأطلنطي في العام الماضي وحده. ولا يمكن أن تتأثر الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في حال قطع بضعة كابلات بينها, ذلك أن المحيط الذي يفصل بينها ملئ بكابلات الألياف الضوئية عالية السرعة, والتي تستطيع تمرير المعلومات في كابلات احتياطية بشكل شبه فوري في حال قطع أحدها أو بعضها, علي خلاف الكابلات الموجودة في البحر المتوسط, التي تربط الكثير من البلدان بالاتحاد الأوربي, والتي لا يتجاوز عددها 3كابلات رئيسية فقط (يوجد كابل إضافي لم يقطع, يربط الاتحاد الأوربي بإسرائيل). هذا وتقوم شركة فلاج بتمديد كابل جديد أكثر مقاومة يربط بين فرنسا ومصر, ويبتعد عن الطريق الذي قطعت فيه الكابلات الأخري, ويحتاج إعداده إلي عدة شهور.
وتعتبر الكابلات البحرية الوسيلة الأقل تكلفة لوصل العالم الإلكتروني ببعضه بعضا, ذلك أن التمديد البري مكلف جدا وبطئ وهو صعب الصيانة ويحتاج إلي الحصول علي موافقات من الحكومات وأصحاب الأراضي التي يمر عبرها, بالإضافة إلي اختلاف الطبيعة الجغرافية للأرض (الجبال والصحراء والغابات) والاعتماد علي الاستقرار السياسي للبلدان المجاورة.
تحمل الكابلات البحرية 95% من المعلومات والاتصالات الهاتفية بين جميع أرجاء العالم, وهي مستخدمة منذ عشرات السنين, ويستطيع كل كابل به ألياف ضوئية نقل ما يعادل 150مليون مكالمة هاتفية في ذات الوقت, وهي مدفونة تحت قعر البحر.
وأشار الخبراء بأن الوضع المثالي لأي شركة هي وجود حل بديل مؤقت في حالات الطوارئ, مثل استخدام الأقمار الصناعية أو كابلات بديلة, ولكن الكثير من الشركات لم تتبن هذه السياسات, الأمر الذي أثر سلبا عليها, خصوصا الشركات التي تؤجر الموظفين عبر الإنترنت (أو ما يسمي بالتعهيد) لأداء أعمال شركات أخري موجودة في بلدان أو قارات مختلفة واستطاعت الشركات التي تملك الكابلات تحويل مسارات الاتصالات عبر كابلات بديلة, ولكن هذه العملية أخذت وقتا أكثر من المتوقع.