ساعة الجامعة جزء أصيل لا يتجزأ من تاريخها,شاهد عيان علي أحداثها وذكرياتها وشخصياتها,وتنفرد ساعة جامعة القاهرة بأنها أقدم وأشهر ساعة في الشرق الأوسط حيث تمثل معلما بارزا داخل حرمها وكان الغرض من إنشائها أن تكون بديلا للجرس اليدوي الذي كان يدق ليعلن عن بدء أو انتهاء المحاضرات,ومن الطريف أن الذي أشار ببناء هذه الساعة علي يمين مقر إدارة الجامعة عام 1936 هو مديرها الشهير أحمد لطفي السيد الذي عبر عن ندمه بعد ذلك لأن صدي صوتها الجهوري كان يزعجه أشد الإزعاج وهو جالس في مكتبه.
برج الساعة بارتفاع 42مترا ووضعت الساعة في أعلي قمته وبلغت جملة تكاليف البرج والساعة ذات الأربع واجهات آنذاك نحو 38ألف جنيه مصري,وقام بتصميمها المهندس الفرنسي إدموند بكيت وهو أيضا الذي صمم ساعة بيج بن المعروفة في العاصمة البريطانية لندن,ولذا يمكننا أن نلاحظ مدي التشابه الواضح بين البرجين,وبداخل برج ساعة الجامعة سلم يتكون من 168درجة يتدلي في نهايتها خمسة أجراس كبيرة,ويتم ربط مبني الإذاعة المصرية بساعة الجامعة عبر خط تليفوني لتعلن تلك العبارة الشهيرة الآن دقت ساعة جامعة القاهرة.
وتعرضت الساعة لكثير من الحوادث ففي عام 1947م آنذاك تسلق الطلاب برج الساعة وكانت المظاهرات تهتف بسقوط الإنجليز علي رأس هؤلاء الطلاب فؤاد محيي الدين وحسن شعراوي أشهر الطلاب في ذلك الوقت مما ترتب عليه تعطيل دقات الساعة مما دفع الإذاعة المصرية لتسجيل دقات ساعة الجامعة علي إسطوانة ثم تعطلت بعد ذلك ثلاث مرات في أعوام 1967, 1993, 1994, مما أدي لإجراء عملية إحلال كامل لها من قبل كلية الهندسة بالجامعة بإشراف الدكتور فاروق إسماعيل رئيس الجامعة في ذلك الحين.وأجرت الجامعة مناقصة لإصلاح الساعة ولم يتقدم إليها أحد حتي قام بإصلاحها أساتذة الهندسة لتعود وتدق حتي الآن.