لاتزال ردود الفعل مستمرة علي الطلب الذي تقدم به محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية إلي الأمم المتحدة لانضمام فلسطين رسميا إلي المنظمة الدولية لتصبح الدولة رقم .194
واعتبر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خطوة عباس تمثل تحركا أحادي الجانب, لن تعمل إلا علي تقويض آفاق التوصل لسلام حقيقي في المنطقة, وتعمد كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ومعه وزير خارجيته الغياب عن حضور خطاب محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وعادا للقاعة فور انتهاء الخطاب.
وتبدأ الإجراءات الدبلوماسية بتقديم عباس طلب الاعتراف بالدولة خطيا للأمين العام للأمم المتحدة, وبعد أن يتسلم بان كي مون الطلب سيدرسه مجلس الأمن ويصوت عليه.
وتتطلب إجازته الحصول علي موافقة تسعة من أعضاء مجلس الأمن, البالغ عددهم 15 عضوا, بشرط عدم اعتراض أي دولة من الدول دائمة العضوية,وقد يستغرق تصويت مجلس الأمن عدة أسابيع, وربما لا تحتاج الولايات المتحدة إلي استخدام الفيتو, إذ تنشط واشنطن وإسرائيل داخل أروقة المنظمة الدولية لإقناع أعضاء المجلس بالتصويت ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية, أو الامتناع عن التصويت علي الأقل.
من جانبه أعلن نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي أن أي فيتو أمريكي علي الطلب الفلسطيني للحصول علي عضوية كاملة لدولة فلسطين في مجلس الأمن قد يفضي إلي دوامة من العنف في الشرق الأوسط, ودعا إلي قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة, عارضا جدولا زمنيا مدته عام للتوصل إلي اتفاق نهائي لإرساء السلام مع إسرائيل, ويتضمن المقترح الفرنسي مدة شهر لبدء المفاوضات, وستة أشهر لحل ملفين رئيسيين, هما الحدود والأمن, ومدة عام لوضع اللمسات النهائية علي اتفاقية شاملة كاملة, إلا أن إسرائيل أعلنت رفضها رسميا لهذا المقترح.
وحذر ألان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي من أن محاولة الفلسطينيين الحصول علي اعتراف الأمم المتحدة بدولتهم المستقلة ستؤول إلي طريق مسدود موضحا أن مجلس الأمن لن يصادق علي الطلب الفلسطيني.
ودعا ريتشارد فولك المقرر الخاص المعني بوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلي الاعتراف بحقيقة وجود الدولة الفلسطينية وحث إسرائيل علي الاستماع لإرادة الشعب الفلسطيني, مشيرا إلي إن المناقشة بشأن مبادرة فلسطين في الأمم المتحدة توفر مناسبة بالغة الأهمية بالنسبة للمجتمع الدولي للرد علي إرث من الظلم, وشدد علي ضرورة تذكر أن الفلسطينيين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة عانوا في ظل الاحتلال الإسرائيلي الغاشم لأكثر من 44 عاما.