الصوم في المسيحية ليس إجبارا أو فرضا بل هو ذبيحة حب يقدمها الإنسان المسيحي لخالقه ليتقرب أكثر إلي هذا الإله المحب والفادي العظيم,فما دام الصوم ذبيحة طوعية اختيارية فما الذي يدفع الصائم إلي التساهل,ولماذا يبحث عن مهرب منه؟ وما الفائدة إن كنت أمتنع عن تذوق الطعام الحيواني اسما بينما أنا أتلذذ بما يوحي لي بنفس طعمه؟
أليست هي طريقة لجعل فترة الصوم مريحة وسهلة خاصة بالنسبة لبعض الأعمار والتي قد لا تتحمل فترة طويلة لأطعمة الصيام التقليدية وخصوصا الأطفال وكبار السن .
اختلفت الآراء حول القبول والرفض للمنتجات الصيامي…فيقول الأب أبانوب جاد الكريم راعي كنيسة مارمينا بإمبابة: الصوم هو عدم الاهتمام بالأكل كما جاء في الإنجيل المقدس (فلا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فإن هذه كلها تطلبها الأمم) (مت 6:31)
وكذلك الصوم هو الامتناع عن الأكل فترة ثم نأكل مأكولات نباتية بدون دسم وأيضا بدون تلذذ. والكثيرون يقولون إن هذه المنتجات صيامي وهم علي حق وأنا لا أعترض و لكن في كتاب ##روحانية الصوم## للبابا شنودة الثالث يتحدث في هذا الموضوع و يوضح أن هذه الأطعمة من ناحية المكونات هي صيامي فإذا أكلتها فأنا شكليا صائم ولكن روحيا لم أصم لأنني بهذه الطريقة أشبع نفسي من الشيء الذي أحبه.
و من ناحية أخري إذا تحول الإنسان في خلال فترة الصوم إلي آكل كل ما لا يحتوي علي بروتين حيواني فهو كذلك نباتي و ليس صائما ونحن لا نريد أن نأخذ من الصوم شكلياته و لكن روحانيته.
وأنا طبعا لا أتدخل في طريقة الصيام ولكل واحد مرشد روحي يستطيع أخذ رأيه في صيامه وعلينا الاحتراس أن لا يتحول فكرنا في الطعام وكيفية استبداله بآخر,فالصيام ليس صياما فقط عن الطعام ولكن عن كل ما هو خطأ في حياتنا .
عن هذه المنتجات يقول سمير فؤاد-مهندس: بالصوم أقمع جسدي وأروضه كي يستأنس لأنه يقاوم الروح فإذا كان الجسد قويا تضعف الروح وإذا كان الجسد ضعيفا تقوي الروح وتستطيع أن تسمو به إلي السماويات,والصوم هو الابتعاد عن كل ما أحبه وما اشتهيه وما تتلذذ به حواسي ولا أعتقد أن معني الصوم يتحقق في هذة المنتجات .
وللأمهات رأي خاص في هذة المنتجات فتقول مريم ناروز ربة منزل: لدي ثلاثة أطفال في مراحل دراسية مختلفة وتعودوا علي أخذ سندوتشات الجبن إلي المدرسة وفي الوقت الذي أحب أن أعودهم علي الصيام منذ الصغر ولكنهم يرفضون تكرار الفول والطعمية كما أن هذه السندوتشات لا تحتمل الوقت الذي يقضونه في المدرسة فتتفتت ولكني منذ أن بدأت أجد المنتجات الصيامي في الأسواق وأنا أستخدمها لهم وهم يعرفون أنها صيامي وبالتالي أنا أعودهم علي الصيام بدون تذمر منهم ولا أجد مشكلة في استخدام هذه المنتجات .
واتفقت معها في قبول المنتجات الصيامي ناريمان زكي-مدرسة: ابني عنده أنيميا الفول ويحب الصيام لذلك أعطيه المنتجات الصيامي الموجودة في الأسواق ولا أعتقد أنها بها أي مشكلة وأنا سعيدة لوجود الجبن الصيامي واللانشون الصيامي لأنه حل لي مشكلة كبيرة.
أما عن الشباب فكانت لهم آراء مختلفة ولكل منهم أسبابه فتقول رفقة بخيت كلية آداب: أعتقد أن هذه المنتجات تكون لضعاف النفوس أو غير القادرين علي الصيام مثل الأطفال والمرضي فهم لا يستطيعون تحمل مشقة الصوم وتكون قدرتهم علي ضبط النفس ضعيفة فيلجأون إلي هذه المنتجات ولا أعتقد أنه يوجد مشكلة في تسهيل هذه المشقة علي غير القادرين حتي لا يشعروا بضيق نتيجة عدم الصيام.
بينما يقول هاني خلف كلية تجارة: أنا لا أصوم لأني غير مقتنع بالصيام عن الأكل فقط لأن المفروض أنك تصوم عن كل خطية سواء كانت شهوة أكل أو أي خطية أخري لكننا نهتم فقط بالأكل وأعتقد أننا لو اشتهينا حتي الأكل الصيامي يبقي ده مش صيام ولو أنا اشتهيت أكل جبنة وكلت جبنة صيامي يبقي مش صايم.
ويقول بيتر مجدي كلية حقوق: أنا غير مقتنع تماما بهذة المنتجات لأنها بتعطيني نفس الطعم الطبيعي للحوم والحلويات وغيرها وأعتقد أني لو أكلت هذة المنتجات أكون فاطرا والصوم ليس إجباريا في المسيحية.
وتقول دميانة سمير كلية حقوق: للأسف نحن الآن بنضحك علي أنفسنا ونتحايل علي الصيام بأكل المنتجات الصيامي الجديدة في الأسواق جبن ولانشون وشيكولاتة وآيس كريم ومنتجات كتيرة وتكون بنفس الطعم العادي وأعتقد أن هذا خطأ.
مينا عادل محام: أنا ممكن أكل هذه المنتجات الصيامي عندما يكون الصيام إجبارا أو فريضة يلزم تأديتها لكن الصوم هو علاقة قوية بيننا وبين ربنا ونقوي فيها علي محاربة الشيطان والله لا يجبرنا علي عبادته يبقي هيجبرنا علي الصوم.
واختلفت معهم في الرأي ماريان جرجس-آداب فلسفة: المفروض أننا نأكل أطعمة تقريبا نباتية والمنتجات الصيامي الموجودة بيكون تقريبا معظمها من الفول الصويا ومكونات نباتية فلا أعتقد أنه توجد مشكلة في أكلها.
وكان لخدام الكنيسة رأي خاص عبروا عنه بطريقة عملية فتقول بسنت كشميري ثانوي: أنا خادمة في الكنيسة وتعودنا كل يوم جمعة بعد مدارس الأحد أن يجتمع كل الخدام ونفطرمعا ولكن الأسبوع الماضي فوجئت بما حدث فلقد قام بعض الخدام بعمل سندوتشات كفتة صيامي لجميع خدام الكنيسة وأعتقد أن هذا دليل كاف علي موافقة الكنيسة علي صلاحية هذه المنتجات لتناولها في الصيام.