التخلف العقلي عند الأطفال
* ما التخلف العقلي عند الأطفال وأنواعه وأسبابه وكيفية علاجه؟
ف.ك.م-الزقازيق
* * أجابت د.نادية نظير جريس استشارية أمراض المخ والأعصاب قائلة:
التخلف العقلي عند الأطفال هو حالة من توقف النمو العقلي أو عدم اكتماله, يتصف باختلال في المهارات, مما يؤثر علي المستوي العام للذكاء, أي القدرات المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية, ويتعرض المتخلفون عقليا بدرجة أكبر لمخاطر الاستغلال والاعتداء الجسماني والجنسي, وتكون درجة تكيفهم مع المجتمع مختلفة دائما.
أما أبرز أنواع التخلف العقلي فهو:
* التخلف العقلي الخفيف: وهو يشكل 85 في المائة من التخلف عموما, ويكتسب الأطفال المصابون اللغة في مرحلة متأخرة عن أقرانهم, ثم يستطيعون في وقت لاحق رعاية أنفسهم, ويعانون من صعوبة كبيرة في التحصيل الدراسي خاصة القراءة والكتابة, ولذلك صممت لهم أساليب تعليمية خاصة بهم, وهم قابلون للتعلم, وينجح أغلبهم في العمل اليدوي الذي لا يتطلب مهارة, لكنهم يعانون من عدم القدرة علي التعامل مع متطلبات الزواج أو تربية الأطفال أو التأقلم مع التقاليد والتوقعات الاجتماعية, ويتراوح معامل الذكاء لديهم ما بين 50 إلي 70 علما بأن المستوي المتوسط يتراوح ما بين 90 إلي 110, وقد يعاني بعضهم من اضطرابات مصاحبة مثل التوحد, الصرع, العجز الجسماني.
* التخلف العقلي المتوسط: وهو يشكل حوالي 10 في المائة من حالات التخلف العقلي, ويعاني المصابون من بطء أكبر تفهم واستخدام اللغة, أو رعاية الذات أو المهارات الحركية, وقد يحتاجون للإشراف عليهم مدي الحياة, ويتراوح معامل الذكاء لديهم ما بين 35 إلي …50 لكن بعضهم قد يمتلك من اللغة ما يسمح لهم بالتعبير عن احتياجاتهم الأساسية فقط, وقد يفهمون التعليمات البسيطة, وأحيانا يستخدمون الإشارات اليدوية لتعويض عجزهم اللغوي, وكثيرا ما يعانون من الصرع والعجز العصبي والجسمي وإن كانت الأغلبية تستطيع السير دون مساعدة.
* التخلف العقلي الشديد: وهو يمثل نسبة تتراوح ما بين 3 إلي 4 درجات من حالات التخلف العقلي, ويعانون من درجة بالغة من الاختلال الحركي, مما يشير إلي وجود تلف أو عيب عضوي في الجهاز العصبي المركزي ويظهر في الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي, ويتراوح معامل الذكاء لديهم ما بين 20 إلي 35.
* التخلف العقلي العميق: وهو يمثل نسبة تتراوح ما بين 1 إلي 2 درجة من حالات التخلف العقلي, ويقل معامل الذكاء لديهم عن 20, وأغلبهم لا يستطيعون الحركة, وغير قادرين علي التحكم في التبرز أو التبول, ولا يستطيعون إلا ممارسة أشكال بدائية جدا من التواصل غير اللفظي, وينتشر بينهم الصرع, حيث يظهر نشاط كهربي زائد في رسم المخ, كما يعانون من اختلالات في الإبصار والسمع والتوحد.
أما أبرز أسباب التخلف العقلي فهي:
* وراثي: وقد ترجع إلي اضطرابات أنزيمية وترسب بعض المواد الدهنية والكاربوهيدراتية في المخ, أو إلي عيوب في الكروموزومات مثل متلازمة داون ومن أعراضها قصر القامة وكبر حجم اللسان وخشونته حيث يتدلي كثيرا من الفم, بالإضافة إلي صغر حجم العينين ونعومة الشعر وصغر حجم الكفين واختفاء أحد خطوطها.
* بيئي: نفس اجتماعية, فنقص الإثارة العقلية للأطفال قد يؤدي إلي التخلف البسيط, وينتشر ذلك في الريف أو في الأسر الفقيرة التي تعاني من الجهل بأساليب التربية.
* أسباب أخري: مثل العدوي بفيروسات أو ميكروبات أو سموم أو إصابة بالمخ قبل أو أثناء أو بعد الولادة مثل حالات إصابة الأم بالحصبة الألماني أو بسبب إدمانها الحكوليات.
أما العلاج فهو تعليمي يتلخص في الاهتمام بمدارس التربية الفكرية وفصول خاصة بالمدارس العادية في محاولة لدمج هؤلاء الأطفال مع أقرانهم الأسوياء, وكذلك مراكز تنمية المهارات… وعلاج دوائي بإعطاء أدوية لعلاج الاضطرابات المصاحبة مثل فرط الحركة وقلة الانتباه والاكتئاب والعدوانية… وعلاج نفسي يستهدف العلاج السلوكي لإكساب الأطفال المصابين مهارات الاعتماد علي النفس, وإرشاد أسري لتقليل الإحساس بالذنب لدي الآباء والأمهات, وعلاج نفسي تدعيمي لترسيخ الثقة في النفس وعلاج نفسي للاضطرابات المصاحبة في حالات التخلف البسيط, وإشراك الأطفال المصابين في الأنشطة لتنمية المهارات وزيادة التكيف الاجتماعي.
————————–
————————–
الشفة الأرنبية
* ما الشفة الأرنبية وأسبابها وكيفية علاجها؟
ن.س.خ-أسيوط
* * أجاب د.مجدي محمد البربري أستاذ جراحة الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة قائلا:
يلاحظ أن الشفة العليا تكون كاملة في جميع أنواع البشر والحيوانات عدا الأرنب الجبلي, حيث تكون الشفة العليا مشقوقة ونادرا جدا ما تكون الشفة السفلي كذلك.
هذا المرض من الأمراض الوراثية التي يتعرض للإصابة بها بعض الأطفال وهو عدة أنواع:
* شفة أرنبية عليا مشقوقة من ناحية واحدة أو ناحيتين وتمثل 25 في المائة من حالات الإصابة.
* سقف الحلق يكون مشقوقا شقا كاملا أو جزئيا ويمثل 25 في المائة من حالات الإصابة.
* شفة أرنبية مع شق سقف الحلق وهي تمثل 50 في المائة من حالات التشوهات الخلقية للفم.
وفي كل هذه الحالات يكون مص ثدي الأم أو طريقة غذاء الأطفال بالرضاعة الطبيعية صعبة, ولكن قدرة الله تتجلي في لجوء الطفل الرضيع تلقائيا برفع لسانه لسد الفتحة غير الطبيعية بسقف الحلق أو الشفة وبذلك يتمكن من الرضاعة بصورة طبيعية كاملة.
وفي حالات الشفة المشقوقة بطريقة مزدوجة تجري لها العملية الجراحية عند بلوغ الطفل سن ثلاثة شهور بحيث تكون صحته سليمة… أما الشفة الأرنبية المشقوقة من ناحية واحدة فتجري لها العملية الجراحية لتصليح الشفة والأنف عند بلوغ الطفل خمسة شهور أو ستة شهور, بحيث تكون صحته سليمة ووزنه يتراوح ما بين ستة كيلوجرامات إلي سبعة كيلوجرامات.
أما حالات شق سقف الحلق فتجري لها العملية الجراحية في مصر عند بلوغ الطفل تسعة أشهر بحيث تكون صحته سليمة ووزنه لا يقل عن تسعة كيلوجرامات… بعكس ما يجري في أوربا حيث يتم تصليح سقف الحلق علي مرحلتين بإجراء العملية الجراحية الأولي لتصليح سقف الحلق الرخو الخلفي عند بلوغ الطفل ثلاثة شهور, ثم عملية جراحية ثانية لتصليح باقي سقف الحلق عندما يبلغ الطفل سن تسعة شهور.
———————
———————