* أنا سيدة عمري 28 عاما, متزوجة منذ خمس سنوات ولم يحدث حمل, وزني 92 كيلوجرام وطولي 160سم, هل زيادة الوزن لها علاقة بتأخر الإنجاب؟ وهل هناك أطعمة تؤدي إلي تأخر الإنجاب؟.
ك.ح.م-قنا
* * أجاب د.ملاك محارب عبد الملك استشاري أمراض النساء والولادة قائلا:
ليس كل سمنة أو زيادة في الوزن تؤدي إلي تأخر الحمل والإنجاب… ولكن هناك أنواع من البدانة نطلق عليها البدانة الضارة وهي التي تكون سببا في تأخر الحمل والإنجاب.
بالنسبة لعلاقة الوزن وطول الجسم وهو ما نسميه معدل كتلة الجسم نلاحظ هنا زيادة عن المعدل الطبيعي, ولا شك أن هذه الزيادة أو البدانة لها آثار جانبية كثيرة علي صحة الإنسان بصفة عامة, فهي تؤدي إلي آلام في المفاصل وارتفاع معدل الإصابة بمرض السكري والضغط وارتفاع نسبة الدهون في الدم وغيرها من الأمراض العامة التي تصيب الجسم.
نلاحظ أن البدانة التي تتجمع فيها الدهون في منطقة البطن أي ما يطلق عليه الكرش تعرف باسم البدانة الذكوي, لأن تجمع الدهون في منطقة البطن يكون عند الرجال, أما السيدات فعادة تتجمع الدهون في الجزء السفلي من الجسم, لذلك هناك قياس آخر يتم الاعتماد عليه في تحديد نسبة الدهون في منطقة البطن, وهذا القياس هو علاقة محيط البطن إلي محيط الحوض… وفي الأحوال العادية يجب أن يكون محيط البطن أقل من محيط الحوض حوالي ثلاثة أرباع محيط الحوض… فإذا أصبح محيط البطن مساويا لمحيط الحوض أو أكثر فإن هذا النوع من البدانة يكون له علاقة وثيقة بتأخر الحمل والإنجاب رغم أننا أحيانا نلاحظ أن زيادة الوزن غير واضحة.
يرجع تأخر الإنجاب في هذا النوع من البدانة الناتجة عن تجمع نسبة من الدهون في منطقة البطن, إلي أن هذا النوع من الدهون له قدرة علي التحول إلي هرمون الذكورة بسهولة, بينما الدهون الموجودة بالنصف السفلي من جسم حواء تكون دهون غير نشطة لا تتحول إلي هرمون الذكورة, أما زيادة هرمون الذمورة فيؤدي إلي ما يعرف بالتكيس علي المبيض, وهذا المرض يؤدي إلي عدم إنتاج بويضات سليمة قادرة علي الإخصاب, فتؤدي إلي تأخر الحمل والإنجاب وأحيانا تؤدي إلي إجهاض في الأسابيع الأولي من الحمل قبل أن يحدث النبض بقلب الجنين, أي قبل الأسبوع الثامن من الحمل.
لاشك أن تكيسات المبيض تعتبر من أخطر أسباب تأخر الحمل, وبالذات في مصر ومنطقة الشرق الأوسط, وذلك بسبب كثير من العادات السيئة أو نمط الحياة الخاطئ الذي تسلكه كثير من السيدات من خلال نوع الغذاء والنظام الغذائي ونمط الحياة الذي يساعد علي هذا النوع من البدانة الذي يحدث بسبب الأغذية الجاهزة الوجبات السريعة التي تتصف بنسبة عالية من الدهون الضارة… وعدم التزام كثير من السيدات بالوجبات الصحية التي تحتوي علي الخضروات والسلطة الخضراء بالإضافة إلي نمط الحياة الذي يتمثل في الكسل, فأغلب السيدات والآنسات لا يمارسن الرياضة أو حتي المشي, مع عدم انتظام مواعيد الوجبات الغذائية.
قام مجموعة من الباحثين في كندا بتغيير نمط الحياة لمجموعة من السيدات يعانيين من تكيسات علي المبيض وتأخر الحمل إلي نمط حياة مثالي يتضمن رياضة المشي ونظام غذائي ونوعية غذاء سليمة ومثالية, فحدث الحمل لحوالي خمسين في المائة منهن في خلال عام من بداية تطبيق النظام دون استخدام أية أدوية لتحفيز المبيض.
أخيرا نطمئن ونؤكد أن تكيسات المبيض رغم أنها الأعلي في نسبة تأخر الحمل والإنجاب… إلا أن نسبة نجاح العلاج وحدوث الحمل تصل إلي مائة في المائة.