نقترب من نهاية هذا العام2011 ومازلنا مستغرقين في تفاعلات وتداعيات ثورة 25يناير من تطاحن شباب الثورة وصراعهم مع السلطة إلي المعارك الدامية التي تنفجر بين الحين والآخر-وآخرها معركة رئاسة مجلس الوزراء-والتي تتباين الآراء حول القوي التي فجرتها وهل هي من الثوار أم من عناصر دخيلة تعمل علي تعطيل الثورة وتخريب ما تم إنجازه في المرحلة الانتقالية…ذلك كله وسط سريان العملية الانتخابية التي كانت تستحق أن تستحوذ علي الاهتمام الكامل للمصريين فإذا بها تتعرض للتشويش وللعرقلة.
نقترب من نهاية هذا العام2011 ومازلنا مستغرقين في تفاعلات وتداعيات ثورة 25يناير من تطاحن شباب الثورة وصراعهم مع السلطة إلي المعارك الدامية التي تنفجر بين الحين والآخر-وآخرها معركة رئاسة مجلس الوزراء-والتي تتباين الآراء حول القوي التي فجرتها وهل هي من الثوار أم من عناصر دخيلة تعمل علي تعطيل الثورة وتخريب ما تم إنجازه في المرحلة الانتقالية…ذلك كله وسط سريان العملية الانتخابية التي كانت تستحق أن تستحوذ علي الاهتمام الكامل للمصريين فإذا بها تتعرض للتشويش وللعرقلة.
نحن نلهث منذ بداية هذا العام جريا وراء معايشة ومتابعة الأحداث,فقبل أن ندخل العام وفي ليلة رأس السنة روعتنا جميعا جريمة تفجير قنبلة الشر والإرهاب أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية,وقبل أن يتم تحديد الجاني وتقديمه للعدالة انفجر بركان غضب المصريين في ميدان التحرير في 25يناير لتبدأ ملحمة الثورة التي نجحت في11فبراير في إسقاط نظام مبارك وجهازه الأمني الرهيب,ثم تلاحقت الأحداث متسارعة دون أن يستطيع أحد التقاط أنفاسه ما بين بزوغ سائر القوي السياسية ودخولها الساحة إلي سلسلة الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها كنائس الأقباط إلي الجدل المحتدم حول أولويات المرحلة الانتقالية نحو تأسيس دولة مدنية ديموقراطية حديثة وتشكيل برلمان وكتابة دستور وانتخاب رئيس مدني لها…وها نحن نوشك أن نودع العام والصورة لاتزال غير واضحة بخصوص مستقبل مصر والمصريين,فالتحديات كثيرة وخطيرة وعلامات الاستفهام والتعجب تفرز قدرا لايستهان به من التوجس والقلق عما يمكن أن يكون عليه العام المقبل, ومتي تصل سفينة المصريين إلي بر الأمان.
لذلك كله ألتمس المعذرة من الزملاء أعضاء أسرة تحريروطني إنترناشيونال -ملحق وطني باللغة الإنجليزية-لأن هذا العام يكاد ينصرم دون تسجيل مرور عشرة أعوام علي صدور الملحق والاحتفال بالإنجاز المحقق والثمرة الناضجة التي أضافها هذا الملحق إلي رسالةوطني…ولمن لايعرفون أقول إنوطني إنترناشيونال أكمل عامه العاشر في 18فبراير الماضي,فقد صدر العدد الأول منه في18فبراير2001,ولعل الزملاء والقراء معا يتفهمون السبب وراء إرجاء الاحتفال في ذلك التاريخ واستمرار الإرجاء شهر تلو شهرا حيث كانت الأحداث تلاحقنا والتداعيات تطغي علي ماكنا مزمعين تسجيله وتوثيقه حتي باتت هذه المناسبة العزيزة هي أيضا من الأمور المسكوت عنها!!
لايستقيم الاحتفال بمرور عشرة أعوام علي صدور وطني إنترناشيونال دون استدعاء ذكريات ذلك المشروع الطموح الذي استهدف رسالة وطنية وعمل جاهدا علي تحقيقها,وهذا يعود بنا إلي عام1999حين شغلتنا فيوطني فكرة إقامة جسور من التواصل بين الوطن الأم مصر وبين أبنائها وبناتها المهاجرين في الخارج والذين تتزايد أعدادهم عاما بعد عام خاصة في الدول الرئيسية للهجرة التي يقصدها المصريون وهي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا…شغلتنا هذه الفكرة لإدراكنا أن المصريين في الخارج يمثلون ثروة قومية عزيزة علي مصر, كما يمثلون قيمة مضافة إلي رصيد مصر في الخارج من الكفاءات والخبرات والإمكانيات التي إذا أحسن التواصل معها يمكن أن تكون ركيزة مهمة من ركائز التنمية والتحديث والتقدم…هذا بالإضافة إلي إدراكنا أنه بعد نحو أربعة عقود علي بدء موجات هجرة المصريين إلي الخارج أصبح هناك جيل ثالث من أبناء أولئك المصريين ولد في المهجر وكبر وترعرع تربطه مشاعر وجدانية وروابط أسرية ببلده الأم مصر,لكنه لايعرف لغتها ولايدرس تاريخها ولايعايش واقعها وأحداثها…ذلك المشهد وضعنا أمام مسئولية إقامة جسور تواصل مع شبابنا في المهجر باللغة التي يتواصل بها,هكذا ولدت فكرةوطني إنترناشيونال.
حرصت علي تسجيل هذا الهدف لأن الكثير من الصحف العالمية وبعض الصحف المحلية تصدر ملاحق لها بلغات عدة,لكن ملحق وطني باللغة الإنجليزية استهدف رسالة وطنية قبل أن يستهدف الوصول بالصحيفة إلي الدول الناطقة بالإنجليزية…وأذكر في هذا السبيل أن السياسة التحريرية للملحق تم تصميمها بحيث تقدم -بجانب المادة التحريرية الجارية في الصحيفة العربية محررة باللغة الإنجليزية-مواد خاصة بالتاريخ والتراث والمجتمع المصري قديما ومعاصرة لربط أجيال شباب المهجر ببلدهم مصر وتعريفهم بهويتها.
كما كانت الجسور التي أقامها ملحقوطني إنترناشيونال ثنائية الاتجاه,فلم تقتصر علي المواد المرسلة من مصر إلي المهجر إنما حرصت علي تلقي المواد القادمة في الاتجاه المعاكس من المهجر إلي مصر والتي ساهمت بشكل كبير وفاعل في إعلام وتثقيف القراء في مصر بواقع وفعاليات الحياة في المهجر بالنسبة للمصريين بشكل خاص وبالنسبة للمجالات السياسية والاقتصادية ومقالات الرأي والتحليل بشكل عام.
بعد انقضاء عشرة أعوام من عمروطني إنترناشيونال لايسعني إلا أن أنظر بارتياح وفخر إلي الإنجاز الذي تحقق والذي بدأ بحلم مثله مثل كل الطموحات, وها هو الملحق وقد شب عن الطود وتطور ونضج واستقل بمادته التحريرية المعدة خصيصا لقرائه,فلم يعد بالضرورة انعكاسا لصحيفةوطني العربية…وقبل أن أنهي استعراض إنجازات الملحق عبر مشوار سنوات عمره العشر أتوجه بخالص التقدير لفريق العمل الذي بفضله تحقق هذا الإنجاز ومازال يتطور…فريق يمتلك الرؤية والإخلاص والحرفية بقيادة سامية سيدهم مديرة التحرير والربان الماهر التي تقود هذا الفريق,كما لا يفوتني أن أذكر أسماء الرواد الذين أحبوا هذا الملحق وتحمسوا لرسالته من المصريين في الخارج والذين أسهموا في تحرير صفحاته سواء في بداياته أو عبر سنواته العشر ومنهم فرانسوا وسعاد باسيلي من نيوجيرسي بأمريكا,وسعد ميخائيل سعد,ومحفوظ دوس من لوس أنجلوس بأمريكا,وليلي فريد من برمنجهام بإنجلترا,وعادل جندي من باريس بفرنسا….هؤلاء وغيرهم من الكوادر المساعدة التي ساهمت في تحرير وإعداد مواد الملحق في الخارج لهم مني ومن أسرةوطني خالص التقدير والشكر والعرفان.