مع انتشار الأمراض الحديثة التي يمكن لها أن تتحول إلي أوبئة, مثل إنفلونزا الخنازير والسارس وجنون البقر, يتراجع الاهتمام العلمي ببعض الأمراض النادرة, التي لا يتجاوز عدد المصابين بها بضعة آلاف, ومن بين أبرز هذه الأمراض التي تتميز بعوارضها الغريبة:
* مرض مورجيلونس, ويشكو من هذا المرض 14 ألف شخص حول العالم, وتظهر أعراضه من خلال بزوغ ألياف سوداء وحمراء وزرقاء من الجلد, مع شعور بالوخز, ويترافق هذا المرض مع إحساس بالتعب وفقدان للذاكرة وآلام في المفاصل, وينبع اسمه من المنطقة التي ظهر فيها للمرة الأولي في فرنسا, عندما قضي علي بعض الأطفال إثر بزوغ شعر أسود من جلدهم بالقرن الـ17
* مرض بروجيريا, ويعرف هذا المرض بـالشيخوخة المبكرة, حيث يبدو المصابون به وكأنهم من كبار السن رغم أنهم في الواقع أطفال, ويؤثر المرض علي أشكال المرضي, حيث تكون رؤوسهم صغيرة وعيونهم جاحظة, ويفقدون شعرهم بسرعة, وغالبا ما يؤدي المرض إلي وفاة المصابين في أعمار مبكرة.
* مرض التحسس من المياه, ويعتقد أن هناك 30 مصابة بهذا المرض حول العالم, وتظهر عوارضه عادة في فترة متقدمة, وتنتج عن خلل هرموني يصيب النساء عند الولادة, وهو يتسبب للمريضات بحكة يترافق مع آلام حادة في الجلد عند الاستحمام أو حتي شرب المياه.
* مرض التحدث بلغات غريبة, ويسجل الطب 60 حالة من هذا المرض حول العالم, حيث يجد المرضي أنفسهم يتحدثون بلغة يعجز الناس عن فهمها, وكان يعتقد أن المرض أساسه نفسي, غير أن دراسات حديثة ذهبت إلي أنه عبارة عن خلل في الدماغ يؤدي إلي تبديل لفظ الكلمات والحروف.
* مرض الضحك المميت, ويطلق عليه بعض العلماء اسم كورو, وكان يقتصر علي أفراد قبيلة فور في غينيا الجديدة, ويظهر من خلال انخراط المريض بنوبة مفاجأة من الضحك الهستيري, لتبدأ بعدها أشهر من المعاناة, تبدأ بآلام في المفاصل وفقدان القدرة علي النطق السليم, وتنتهي العوارض بوفاة المرضي الذين تظهر في أدمغتهم فجوات بعد تشريح جثثهم, وقد قام الطبيب الأمريكي, كارلتون جودسيك بدراسة المرض, وخلص إلي أنه بدأ ينتشر بعد قيام أفراد القبيلة بأكل جثث المصابين, وأدي هذا الاكتشاف إلي وقف عادة أكل الجثث, مما تسبب باختفاء المرض عام 1976, ونال جودسيك جائزة نوبل للعلوم.
* مرض تحول المفاصل لعظام, وقد ظهر لمرة واحدة عام 1938 عند الأمريكي هاري إيستلك, الذي بدأ يفقد القدرة علي الحركة تدريجيا حتي بات عاجزا عن تحريك أي عضو باستثناء فمه بعمر 39 عاما, وقد قام إيستلك بعد وفاته بالتبرع بهيكله العظمي للأبحاث العلمية الخاصة بدراسة المرض, وهو معروض حاليا بمتحف فيلادلفيا.
* متلازمة أليس في بلاد العجائب, وهو مرض يصيب الحواس, بحيث يجعل المرء يعتقد أن ما يراه أو يسمعه أو يلمسه أصغر بكثير مما هو عليه في الحقيقة, كما قد يشعر أن جسده صغير للغاية أيضا, ويتسبب المرض لصاحبه بصداع الشقيقة القوي.
واستوحي الأطباء اسم هذا المرض من قصة أليس في بلاد العجائب, التي تواجه فيها البطلة ظروفا مشابهة, ورغم أن الجدل الطبي حول ما إذا كان كاتب القصة, لويس كارول, يعاني من هذا المرض غير محسوم بعد, إلا أنه كان بالتأكيد يشكو من صداع الشقيقة الدائم.
* مرض بروفيريا, رغم ندرة هذا المرض, فإن شهرته تنبع من تعرض الملك الإنجليزي المجنون جورج الثالث له في القرن الثامن عشر, وتظهر عوارضه عبر تحول البول إلي اللون البنفسجي, بسبب تعقيدات تؤثر علي إنتاج الجسم لبروتين هيمي الضروري لكرات الدم الحمراء, ومن عوارضه أيضا التحسس من الشمس, وظهور آلام في الأجزاء السفلي من الجسم, ونمو الشعر علي الجبهة, ويعتقد أن ماري ملكة اسكتلندة, والرسام الهولندي فان جوخ, وملك بابل القديمة نبوخذ نصر, تعرضوا لهذا المرض.
* متلازمة بيكا, وهي كلمة لاتينية تعني الشراهة, حيث يقبل المصابون بهذا المرض علي أكل كل ما يعترض طريقهم, حتي الطلاء والأوساخ.
* متلازمة موبيوس, وهو مرض جيني نادر للغاية, ويظهر من خلال شلل يصيب كامل عضلات الوجه, بحيث يعجز المرضي حتي عن إغماض أعينهم أو تحويل أنظارهم, ويترافق المرض مع تشوهات في عظام الأرجل, أو نقص خلقي في عدد الأصابع.
عن:B.B.C