البترول أو الجازولين أو البنزين طاقة ناضبة غير متجددة وكذلك ملوثة للبيئة ومن هنا كان علي العالم أن يبحث عن طاقة بديلة جديدة ومتجددة وصديقة للبيئة.
من هذا المنطلق توصل د. بهاء شوقي الأستاذ الباحث بقسم كيمياء الكائنات الدقيقة بالمركز القومي للبحوث إلي ابتكار طريقة جديدة لتحويل جميع المخلفات الزراعية إلي وقود حيوي يسمي بيوإيثانول أو الإيثانول السليلوزي أو الذهب الأخضر أو الإيثانول النباتي وهو أهم وقود حيوي يسعي العالم كله لإنتاجه الآن بشكل أساسي من البقايا الزراعية وبشكل جزئي من محاصيل الطاقة.
ذكر د.بهاء شوقي أن المخلفات الزراعية ثروة قومية مهدرة وأن التخلص منها بالحرق خطأ كبير وإهدار لطاقة متجددة يمكن الاستفادة بها, لو تم استخدام التكنولوجيا الحيوية لتحويلها إلي طاقة نظيفة البيو إيثانول, تلك المخلفات في مصر تقدر بنحو 35 مليون طن سنويا منها, 4ملايين طن قش أرز والباقي (عيدان الذرة, حطب القطن, قشور الفاكهة والخضار) ولأنها مواد لجنو سليلوزية صعبة التحلل جدا حيث يمثل السليلوز أسياخ حديد واللجنتين مادة أسمنتية ولذلك يصعب تحليلها الإنزيمي ومن هنا كانت فكرة براءة الاختراع أن تبتكر معاملة أولية لهذه المخلفات بحيث نجعلها أكثر قابلية للتحلل الإنزيمي.
مضيفا أن المخلفات الزراعية تعتبر أكبر مخزون للمواد السكرية في العالم حيث أنها تكفي لإمداد احتياج العالم من الطاقة عشر مرات تقريبا, وهي صورة من صور الطاقة الشمسية حيث يقوم النبات بامتصاص ضوء الشمس عن طريق الكلورفيل النباتي ويأخذ الماء والأملاح من التربة ويحول كل ذلك إلي مواد لجنو سليلوزية عن طريق تحللها إلي إنزيمات تتحول إلي سكريات قابلة للتخمر وبعد الحصول علي هذه السكريات يمكن تخمرها بواسطة ميكروبات خاصة حيث ننتج البيو إيثانول الوقود الحيوي الذي يمكن خلطه بنسبة 20% مع الجازولين بنسبة 80% وهذا يعمل علي زيادة كفاءة الوقود نظافته باعتبار عوادم السيارات تساعد علي ظهور السحابة السوداء وليس حرق قش الأرز فقط.
أشار د.بهاء شوقي إلي أن الجديد والمهم اقتصاديا وبيئيا استخدام المخلفات الزراعية مثل قش الأرز لإنتاج السكر الذي يتم تحويله إلي البيو إيثانول لذلك نطال باستراتيجية جديدة لإدارة المخلفات الزراعية في مصر بحيث تكون نعمة وليست نقمة ومشاركة رجال الأعمال مع الحكومة في تنفيذ هذا المشروع باعتباره مشروعا قوميا يشترك فيه المركز القومي للبحوث.