تأهيل الطفل الكفيف للاندماج في المجتمع سواء في التعليم بالمدارس العادية أو في المجتمع بشكل عام هو الهدف الأساسي للمشروع الجديد الذي تقدمه المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة. احتفلت المؤسسة مؤخرا في ساقية الصاوي بإطلاق مشروع لتأهيل الأطفال المكفوفين وأسرهم, والذي يبدأ فعليا في شهر أغسطس المقبل, ويأتي المشروع بالتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيلية ونادي روتاري حورس هليوبوليس.
حول آليات العمل في المشروع والهدف منه تحدثت للي عطا الله المديرة التنفيذية للمؤسسة التنموية قائلة: يهدف المشروع إلي تأهيل الطفل الكفيف نفسيا واجتماعيا وأكاديميا, وذلك من خلال تطبيق أحدث الأساليب والمناهج العلمية والتعليمية, سواء عن طريق اللعب أو العمل بمنعه منتسوري, الذي يعتمد علي أن تكون الأشياء مجسمة فهو ملائم جدا للأطفال المكفوفين, وذلك بهدف تحقيق الدمج المدرسي للأطفال المكفوفين في مدارس المبصرين, تطبيقا للقرار الوزاري الصادر في هذا الشأن في أبريل 2009, وبما يتواكب مع التوجهات العالمية الحديثة في تنشئة الأطفال ذوي الإعاقة تنشئة اجتماعية ونفسية سليمة وبث القيم الإيجابية في النشء من التعاون وتقبل الآخر من أجل تحقيق تكافؤ الفرص بين الأطفال.
وأضافت للي عطا الله أن المؤسسة تقدم أيضا التوعية والدعم النفسي لأسر الأطفال المكفوفين لمساعدتهم علي تخطي الصعوبات النفسية التي تواجههم وتقبل الطفل الكفيف داخل الأسرة. كما تقدم الإرشادات وبرامج التدريب للأم والأسرة علي أساليب التعامل مع الطفل الكفيف داخل وخارج المنزل والمهارات اللازمة لذلك, لتنمية حواسه واكتشاف القدرات الكامنة لدي هؤلاء الأطفال والعمل علي تطويرها.
وأشارت فاتن الباروكي رئيسة نادي روتاري حورس هليوبوليس إلي أن النادي اهتم بالتعاون مع المؤسسة التنموية لإقامة هذا المشروع من خلال المساهمة في إعداد مكان مجهز لهؤلاء الأطفال لإقامة المشروع من خلال توفير الأدوات والأجهزة التي يحتاجها هؤلاء الأطفال في تدريباتهم لتنمية الواس الأخري لديهم لمساعدتهم علي الاندماج في المجتمع بشكل أكبر سواء في المدارس أو في المستقبل في سوق العمل. اتفق معها في الرأي محمود السرنجاوي الرئيس السابق لنادي روتاري, وأضاف أن روتاري كمؤسسة مجتمعية تعمل علي المساهمة في المشروعات التنموية ذات العائد الاجتماعي بدون مقابل.
عن هدف الهيئة القبطية الإنجيلية من المساهمة في هذا المشروع تحدثت مارجو إسحق قائلة: إن الهدف الأساسي الذي نسعي إليه من خلال عملنا في هذا المشروع هو التحول بالأشخاص المعاقين منذ طفولتهم من مجرد أشخاص يتلقوا الخدمات إلي منح السلطة والتمكين لهم ومن ثم قبولهم كصانعي قرار في المجتمع.
كما أوضحت د. شريفة مسعود مسئولة الموارد البشرية بالمؤسسة التنموية أن هناك سلسلة من المشكلات تتعرض لها أسرة الطفل الكفيف بداية من الصدمة في وجود طفل كفيف بالأسرة, بالإضافة إلي عدم الوعي بكيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال, لذلك يهتم هذا المشروع بتقديم التوجيه والإرشاد لأولياء أمور الأطفال, حيث إنهم يحتاجون للتوعية في عدة مجالات حول كيفية التعامل مع الطفل الكفيف سواء داخل المنزل أو خارجه, وكذلك فيما يتعلق بتنمية علاقاته الاجتماعية بالآخرين. وأضافت أن الوالدين يستكملان البرنامج التدريبي مع الطفل في المندل ويقوموا بمتابعته. وسيتم عمل لقاءات دورية للمتابعة والتوجيه إلي تغيير اتجاهاتهما في التعامل مع طفلهما ليكون أكثر إيجابية.
تتلقي المؤسسة التنموية لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة طلبات الالتحاق بهذا التدريب من قبل أولياء الأمور. ويمكن استقبال طلباتكم واستفساراتكم علي تليفونات: 26372299- 0121175913- 0116439047, وسيقوم المشروع بتدريب 10 أطفال مكفوفين, و15 من أسرهم بداية من أول أغسطس المقبل. وسوف يستقبل الأطفال المكفوفين من عمر 4 إلي 6 سنوات للعمل علي تأهيلهم للالتحاق بالمدرسة.