الأشخاص ذوو الإعاقة لهم الحق الكامل في المشاركة السياسية, وفي وجود الآليات المناسبة لدمجهم في المجتمع, خاصة أن مبدأ المواطنة يكفل لذوي الإعاقة الحقوق والواجبات المنصوص عنها في الدستور لأي مواطن, والمشكلة الحقيقية ليست في التشريعات الموجودة وإنما في تحويل النصوص القانونية إلي واقع معاش يشعر به ذوو الإعاقة في حياتهم اليومية. فالأشخاص المعاقون بكافة أنواع الإعاقات هم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع, خصوصا أنهم استطاعوا أن يثبتوا تواجدهم ومشاركتهم الفاعلة في بناء المجتمع وخدمته. ومن هنا تبرز أهمية توعية هذه الفئة بحقوقها لاسيما أن هذا العام يشهد انتخابات مجلس الشعب كما تجري في العام القادم الانتخابات الرئاسية.
قدمت مؤسسةناس للأفراد المعاقين مؤخرا كتابا حول المشاركة السياسية الفاعلة للأشخاص المعاقين بعنوان:إتاحة المشاركة الانتخابية للأشخاص ذوي الإعاقة, ويقدم الكتاب بعض المقتطفات من اللوائح التي جاءت لتضمن للمعاقين حقوقهم في ممارسة حياتهم الطبيعية ضمن المجتمع, سواء كان ذلك بنصوص قانونية تساعدهم علي ممارسة حقوقهم الانتخابية, أو بتجهيز المباني والفراغات العامة بوسائل مساعدة لتسهيل تنقلهم واستخدامهم لهذه المرافق ويشير الكتاب إلي أن هناك نصوصا قانونية خاصة بالحقوق الانتخابية للأشخاص ذوي الإعاقة, منها الحق في التصويت, والمساعدة في التصويت بمعني أنه تسهيلا علي المكفوفين وأصحاب الإعاقات الجسدية فإن لرئيس لجنة الانتخابات أن يقدم المساعدة بإحدي طريقتين الأولي:أن يقوم الناخب بإبلاغ أعضاء اللجنة باختياره شفاهة دون أن يسمعه أحد غيرهما,فيقوم رئيس اللجنة بوضع علامة علي البطاقة الانتخابية, ويسجل في السجل بجانب اسم الناخب أنه أدلي بصوته بهذه الطريقة, أو الطريقة الثانية أن يقوم الناخب بإبلاغ رئيس اللجنة بالشخص الذي سيساعده في وضع علامة علي البطاقة الانتخابية.
كما أن حقوق الناخب في القانون تتضمن الحق في طلب مساعدة من شخص آخر إذا كان الناخب كفيفا أو معوقا جسديا, كما يجوز لهؤلاء الناخبين أن يعهدوا إلي من يحضر معهم أمام اللجنة لتدوين الرأي الذي يبدونه علي بطاقة انتخاب أو استفتاء يتناولها من الرئيس وتثبت هذه الإنابة في المحضر.
ويفرد الكتاب فصلا كاملا لسرد مقتطفات من الكود المصري لتصميم الفراغات الخارجية والمباني لاستخدام المعاقين حيث يعد الجانب المعماري من أهم جوانب الرعاية والاهتمام, والذي من خلال مراعاته يتحقق للمعاق إمكانية ممارسة أنشطته المختلفة, وإذا أدرجنا أهمية دمج المعاقين في المسكن والعمل والمدرسة والنادي حفاظا علي صحة المجتمع وترابطه لظهرت بوضوح أهمية الحاجة لإرساء القواعد ووضع الأسس والمعدلات الخاصة اللازمة لتنظيم المباني العامة من خلال إعداد كود مصري لتصميم الفراغات العامة والمباني, وذلك ليسهل استخدامها من قبل الأفراد ذوي الإعاقة بما يسمح بالمشاركة الكاملة لفئة المعاقين في كافة مناحي الحياة ومنها بالتاكيد المشاركة السياسية للمعاقين بمشاركتهم في الانتخابات.