تدخل صناعة الورق حسب التصفيات العالمية ضمن القائمة السوداء للصناعات الملوثة للبيئة لأنها تقوم أساسا علي استخدام مصاصة القصب التي يتواجد بها مادة سكرية تتخمر لتعطي رائحة كريهة فضلا عن المياه المحملة بالمواد الكيميائية لمعالجة مصاصة القصب.
ويحكي حساني عثمان مدير مطاحن قوص بقنا أنه بدأ تشغيل المصنع في عام 2000 ويبعد 500 متر عن المناطق السكنية بتكلفة بلغت 3.3 مليار جنيه ويعمل به 1200 عامل علي مساحة 110 أفدنة ويستهلك يوميا 30 ألف متر مكعب من مياه نهر النيل يتم إرجاعها مرة أخري إلي النيل بعد عمل المعالجات الكيمائية.
ويضيف عبدالصمد عبدالباسط عضو المجلس المحلي للمحافظة أن مخلفات المصانع تلقي في النيل وهي مياه ملوثة وغير مطابقة للمواصفات لعدم المعالجة الكيمائية الفعالة طبقا لتحاليل معامل وزارة الصحة بالأقصر.
وأشار إلي أن الرائحة الكريهة تحدث ضررا بالغا علي الإنسان والنبات وقد تزايدت أعداد المترددين علي وحدة الغسيل الكلوي بنسبة 10% سنويا حيث كان عدد المصابين بالفشل الكلوي 14 حالة في عام 1996 ارتفع إلي 105 حالات في عام 2009, هذا بالإضافة إلي انتشار بعض الأمراض الأخري مثل الالتهاب الكبدي الوبائي وسرطان الثدي والدم إضافة إلي حدوث ضمور وموت لبعض النباتات مثل النخيل والقصب للأراضي المجاورة للمصنع.
ويؤكد محمد شحات أنه توجد عدة مخالفات محررة ضد المصنع بنيابة قوص وهندسة الري لصرفهم المخلفات علي ترعة الجمالية رغم أرباح المصنع التي تتجاوز 60 مليون جنيه سنويا, فمشكلة الصرف الصناعي لمصنع الورق تحتاج لحل وفقا للقوانين والتشريعات البيئية.
ويناشد المواطنون المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمصنع قوص للورق ليتوافق مع المعايير البيئية.