الأصوام في العهد الجديد
مع أن السيد المسيح نفسه قد مارس فضيلة الصوم ليصحح ما سقط فيه آدم الأول في كسره وصية الطاعة والصوم وأعطي فرصة للشيطان أن ينتصر عليه في قضية الأكل إلا أن السيد حقق انتصارا كبيرا في صومه وانتصاره علي الشيطان, وبذلك أضحت وصية الصوم مستمرة وفضيلة محببة يجب أن يتحلي بها كل مؤمن بالإله الواحد وكان واجبا علي الآباء الرسل في العصر الأول للكنيسة أن يضعوا لنا أصواما محددة تتفق عليها كل الكنائس وتتحد في تنفيذها ليشعر الجميع أنهم أعضاء في جسد المسيح الواحد, وإذا انقطع عضو عن الصوم يعتبر كعضو ميت في جسد حي يجب أن يقطع, لذلك أوصي الآباء في الدسقولية(أي تعاليم الآباء الرسل) بالأصوام وعلي المؤمنين ممارستها تشبها وحبا بالسيد المسيح وقديسيه فالكنيسة لا تصوم لبشر إنما تصوم لله متشفعة بالقديسين ومتمثلة بهم كقول الكتاباذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم(عب13:7) فكنيسة العهد الجديد منظمة ومرتبة بحسب تعليم الآباء الأولين, لذلك نظمت أصوامها وجعلتها فضيلة يجب أن يتحلي بها الجميع تحت تعليم الاتحاد الجسدي والروحي في العبادة للكنيسة الجامعة الرسولية.
وعرفت الكنيسة الأصوام السبعة التي هي1-الصوم الكبير 2-صوم الميلاد 3-صوم الآباء الرسل 4- صوم السيدة العذراء مريم 5-صوم يومي الأربعاء والجمعة 6-صوم يونان 7-صوم البرامون.
هذه الأصوام كلها أقرها وأشار إليها الآباء الرسل في تعاليمهم وقوانيهم وصدقت عليها المجامع المسكونية والمكانية فهي كانت تمارس في الكنيسة منذ العصور المسيحية الأولي إلا صوم يونان وصوم الثلاثة أيام المضافة إلي صوم الميلاد والتي تذكرنا بالصوم الذي نقل الجبل الشرقي لمدينة القاهرة والمعروف بالمقطم وهما أضيفا إلي أصوام الكنيسة في القرن العاشر الميلادي في عهد البابا الأنبا إبرام بن زرعة البابا62 في تعداد بطاركة الكنيسة القبطية وهو سرياني الجنس وكان محبوبا وناسكا, وأوصي بصوم كل من صوم نقل الجبل وصوم يونان ويذكر كتاب ريحانة النفوس شاهدا أن المسيحيين الأوائل كانوا يصومون قبل عيد الميلاد أربعين يوما, ويقول آباء الكنيسة إن صوم الميلاد الذي يسبق عيد الميلاد هو استعداد لاستقبال شريعة العهد الجديد أقنوم الكلمة المتجسد كما فعل موسي عند استلامه لوحي العهد القديم وصام أربعين يوما هكذا نحن نصوم هذه المدة لنستقبل شريعة العهد الجديد في شخص مولود بيت لحم السيد المسيح فهو صوم يهيئ النفس لاستقبال ميلاد المخلص والفادي. ويذكر القديس أكليمنضس السكندري في بعض كتاباته في القرن الثاني الميلادي أن هذا العيد كان يعيد به في عيد الظهور الإلهي في السادس من شهر كانون الثاني واستمر إلي القرن الرابع والقرن الخامس في كنيسة الإسكندرية وهذا لاعتبار أن السيد ولد في نفس اليوم وبعد تمام 30سنة اعتمد من يوحنا المعمدان في نفس اليوم, ويذكر لنا ابن العسال في المجموع الصفوي ص172ومن الأصوام ما جري مجري الأربعاء والجمعة وهو الصوم المتقدم للميلاد وأوله أول نصف هاتور وفصحة يوم الميلاد كما يذكر لنا أحد مواقع الإنترنت بعض الكتابات التاريخية لآباء الكنيسة فجاءنجد في القرن الرابع القديس وفي القرنين الخامس والسادس, وأصبحت العظات في الآحاد التي تسبق عيد الميلاد, تكرس لموضوع العيد. بربيتيوس أسقف مدينة تور في فرنسا(481-490) يذكر صوما يسبق عيد الميلاد ويبدأ في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني. وانتقلت هذه الممارسة إلي بعض الكنائس الفرنجية.
عزيزي إنها رحلة قصيرة جدا في سطور التاريخ عن صوم من أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية شهد له التاريخ والكتاب ولم نتعرض فيها إلي وعظ أو روحانية بل ذكرنا ما قاله الآباء والكتاب المقدس والتاريخ عن الصوم وتاريخه في حياة البشرية وإلي اللقاء في صوم آخر
المصادر:الكتاب المقدس- الدسقولية- اللآلئ النفيسة-أصوامنا العامة السبعة- مواقع مختلفة من الإنترنت.
[email protected]