في الوقت الذي بدأ فيه الموقف في مصر مشتعلا علي جميع الأصعدة بين شباب غاضب يريد التغيير في سبيل الوطن وحكومة تحاول السيطرة علي زمام الأمور, في هذا الوقت خرج علينا العديد من الدول الأجنبية ببيانات مستفزة وإملاءات تروج مرة لرحيل الرئيس ومرة بالبقاء وذلك في تدخل أعتبر مرفوضا جملة وتفصيلا من الحكومة والشعب والمتظاهرين .
الارتباك والتشكيك
قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس الأعلي للعلاقات الخارجية: مصر دولة محورية ولها أهميتها الخاصة حيث قناة السويس والمنطقة التي تعج بالبترول والغاز.. أيضا مصر دولة قوية في منطقة الشرق الأوسط, والأحداث التي انطلقت فجأة أربكت العالم بصورة كبيرة لم نكن كمصريين نتوقعها.
ومن منطلق الخوف علي استقرار مصر والمنطقة انطلقت بيانات أمريكية متشددة تحاول فرض الوصاية والتدخل السافر في الشئون المصرية, وقد رفضت مصر هذه التدخلات نهائيا.هذا الموقف الأمريكي انسحب أيضا علي الموقف الأوربي فكانت بياناته فيها مسحة من التدخل.ثم تبدلت نبرة البيانات بعد الإعلان عن جملة إصلاحات سياسية.
وبرغم أن الشعب المصري يقدر الدور الذي تقوم به إيران وحقها في استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية إلا أن هذا التعاطف ضاع بسبب اللهجة غير المقبولة إلي تحدث بها المرشد الإيراني وترديدة لعبارات معادية لمصر حكومة وشعبا, وكذلك بيان حسن نصر الله أمين حزب الله في لبنان.
تدخل غير مبرر
أشار السفير محمدمنيسي المشرف علي الهيئة العامة لرعاية المصريين في الخارج :مصر دولة لاتتدخل في الشئون الداخلية للدولة الأخري ولذلك لاتقبل التدخل في شئونها وهذا التدخل غير مقبول وغير مبرر لأن الصورة لدي الأطراف الخارجية دائما غير مكتملة الملامح وبالتالي فالحكم يكون قاصرا .
وإسرائيل من جانبهاأظهرت قلقها من المستقبل السياسي في مصر وتأثيره علي عملية السلام, لكن مصر لم يعرف عنها أنها تنقض الاتفاقيات التي تقوم بتوقيعها.
لا وجود لنظرية الموامرة
الدكتورة نهال فهمي أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة قالت:أخذنا كل التصريحات بحساسية شديدة وأنا مومنة أنه لاوجود لنظرية المؤامرة في هذه الأحداث, فهذه الدول لا هي مع الحكومة ولا مع الشعب.هم يراقبون الوضع نظرا لأهمية مصر,وعندما خرجت المظاهرات السلمية للتعبير عن الرأي اعتبروا هذا مظهرا حضاريا, ولكن عندما تم ضرب المتظاهرين تغير الموقف واعتبروا ذلك إساءة لكل الأنظمة الديموقراطية ومصر موقعة علي اتفاقيات لحماية المتظاهرين سلميا وتمنع التعرض للمتظاهرين طالما لايوجد تخريب أو دمار.
مشروع فارس زاحف
وفي سياق الموقف الإيراني الدني بدأ مستفزا ومحرضا للشباب قال د. سمير غطاس الخبير في الشئون الإيرانية:إيران تسعي إلي تكريس دورها ونفوذها في العراق ومن ثم تعيد إنتاج هذا النموذج في إطار مشروع قومي فارسي زاحف يبدأ بالاختراق السياسي بالتواطؤ مع الطابور الخامس من ممثلي الإسلام السياسي والإخوان المسلمين والتيار القومي العربي ومن ثم يحمل معه اختراقه المذهبي وينفخ في نار الفتنة الطائفية لتحويل الخلاف المذهبي السني -الشيعي إلي صراع وطني داخل البلد الواحد لدفع الجماعات الشيعة الوطنية العربية إلي أحضان النظام الإيراني وطلب التدخل والحماية بما يسهل المشروع الإيراني في عمليات الاختراق والتوسع.