تطرح أحداث عزبة الأسقف التابعة لقرية الحرادنة علي بعد 5كم من مركز القوصية سؤالا محيرا حول: المصالح الأجدر بالحماية الأمنية ما بين قوة تسند حكما قضائيا ملزما يرتضي أطرافه مسبقا المثول أمامه, أم قوة استخدمت بإفراط فزعزعت استقرار القرية الآمنة وخلفت وراءها بؤرة للتوتر الطائفي وصنعت شقاقات في الجدار الوطني للأهالي البسطاء الذين يبلغ عددهم 1300 فرد أكثر من 90% منهم ينتمون إلي أسر مسيحية.. لتنطلق شائعة تصبح وقودا تلتهم بنيرانها الجيرة والعشرة والعيش والملح.
تدور الأحداث حول قطعة أرض مملوكة لعائلة داود والمكونة من أسرة نادي عطاالله جلاب, وحشمت مرزق جلاب, ومرزق ثابت بطرس, جزء من حدها البحري بالقرب من كنيسة العذراء مريم التي تخدم المسيحيين بالقرية, أما حدها القبلي فهو مصرف, ثم الطريق العام والغربي أرض زراعية ملك أحمد عبدالله علي, أما الشرقي فهو منزل قديم, كما أكده لنا ملاك قطعة الأرض.
* أضافوا بأن الأرض كانت مقلب قمامة وتم شراؤها بعقود صحيحة في أكتوبر 2007, وكالمعتاد في القري والعزب قمنا بتسوير الأرض في ديسمبر 2008 حفاظا عليها وعلي ممتلكاتنا بداخلها لأن الأرض, مربوط بها المواشي والبهائم التي نقوم برعايتها, وأشاروا في ثقة بأنه لم يكن لهم ثمة خلافات مع أي أحد لأن هذه التقاليد تحترمها كل الأسر بالقرية.
* فوجئنا في 9 ديسمبر الماضي كما يقول مرزق ثابت بطرس حضور قوات الأمن لإزالة السور لأنه مخالف, وفي حينه تم إلقاء القبض علي ثلاثة من أفراد أسرتنا وتحررت ثلاثة محاضر جنح بأرقام 10273 لسنة 2008 باسم حشمت مرزق, ثم 10274 لسنة 2008 باسم مرزق ثابت, ورقم 10275 لسنة 2008 باسم نادي عطاالله جلاب, وتحددت لنظرها جلسات متتالية خلال شهر فبراير الجاري.
* ظهر الخميس 1/22 دخلت العزبة ثلاث سيارات ضخمة لقوات الأمن والمسئولين من ضباط المباحث وأمني الدولة والشرطة, إضافة إلي 2 بلدوزر, إلي جانب تواجد أمن كثيف أحاط بالعزبة, من جهتنا حاولنا إقناعهم بالوضع بأننا ننتظر ميعاد الجلسة التي وصل بها إلينا إعلانات بتواريخ محددة وسنقوم بتنفيذ حكم القضاء فرفضوا وأصروا علي تنفيذ قرار الهدم وردد بعضهم هننفذ القرار حتي لو اتحرقت البلد وفي أقل من ساعتين تم إزالة السور والذي زادت تكلفته علي 180 ألف جنيه واتساوت جدرانه بالأرض وكسروا الأبواب واقتحموا المنازل وأتلفوا محتوياتها والكثير من النساء والأطفال تعرضوا للاختناق من جراء القنابل المسيلة للدموع وتم نقل رجلين وثلاث سيدات وطفل لمستشفي القوصية العام وألقي القبض علي 9 أشخاص والعاشر وهو صاحب توك توك تصادف مروره بالعزبة.
* تساءلت عن أسباب كل هذا.. فقال لي شهود عيان: انطلقت شائعة في العزبة تفيد بأن هذه الأرض ستأخذها الكنيسة ونظن أنه من حظنا بأن جزء من الحد البحري للقطعة ملاصق لكنيسة العذراء رغم أن الكنيسة لها مبناها المستقل وبه كافة الخدمات, والمتعارف عليه عند القرويين أن منازلهم تحوطها أحواش للمواشي الخاصة بالأسر والمنزل ده يخص ثلاث عائلات كبيرة خاصة أن معظم شبابنا في مركز القوصية يعملون بدول الخليج ومرتبطين وجدانيا بأهلهم وأرضهم وكل قرش يحصلون عليه يحولونه إلي أسرهم لنستثمره في شراء الأطيان والمواشي لتأمين مستقبل أولادنا.
* وعن سؤالنا ما هو الوضع حاليا؟!.. قالوا: الأكثر صعوبة من التلفيات هو ما أصاب علاقتنا مع أهلنا وجيراننا من إخوتنا المسلمين ففي سنة 2002 عندما شرعنا في بناء سور كنيسة العذراء تعاونوا معنا وتبرعوا بعمل المشروبات الساخنة لعمال البناء وكانوا بيقولوا أي طلب إحنا مستعدين وكانت أبواب منازلنا مفتوحة علي بعض ولا نعرف من زرع هذه الضغينة في قريتنا الآمنة؟, والوضع الحالي لا يسر عدوا ولا حبيبا فمصارف المياه التي تروي الزراعات مسدودة بركام الأحجار والمخلفات الناتجة عن هدم السور وإتلاف الممتلكات وسقوط أعمدة الإنارة والأسلاك وبعض المصارف دمرت بالبلدوزرات وخاضت فيها قوات الأمن بأقدامها فلم تعد تصلح, من جهتنا حاولنا رفع كل ذلك وتطهير المجاري المائية لسقي الزراعات لكن الخفراء منعونا.
* التقينا بعايدة فهمي حبشي 48 سنة أحد المصابين قالت: لما سمعت الصراخ يوم الخميس جريت علي بيت أختي لقيت الشرطة بيبهدلوا فيهم وأتلفوا الحاجات ورموها بره والمواشي, قعدت ألطم وأصرخ وأردد بيتك اتخرب يا ختي, وتعرض لي أحدهم وشتمني وضربني علي رجلي, وأخذتني سيارة الإسعاف وألقوا بي علي باب المستشفي.
* شربات شهدي سيدراك 31 سنة تعالج من مرض السرطان قالت: تعرضت للضرب وأنا تعبانة, وكثير من العيال تعرضوا للاختناق من الغاز.
* سامية صالح عبده 28 سنة قالت: أنا كنت واقفة عند السور والعساكر كان عددهم كبير قوي وضربوني في جنبي بالعصي ولما سألت إيه الحكاية قالوا لي بيتخانقوا علي الحتة وبيقولوا إنها بتاعت الكنيسة.
* والتقينا بفتاح سمعان فتح الباب أحد شباب القرية 28 سنة قال: أنا هتكلم لأني شاهد عيان للأحداث اللي حصلت في العزبة لما نزلت قوات الشرطة ضربت في الناس وكسرت السور بتاع عيلة داود, أضاف إحنا شباب متعلمين ولنا حقوق وعلينا واجبات وشعبنا مسالم ليه بيضربونا بالقنابل والعصي, الناس شقيانة وتعبانة والمشوار كله معروض أمام القضاء والجلسة في شهر فبراير ولو اتحكم بالإزالة كلنا هننفذ القانون, ليه بنحطم قريتنا؟