بكلماته الهادئة وتعبيراته البسيطة أضاف نيافة الأنبا هدرا:
** وسط هذا المناخ.. ما بين النكسة التي كسرت نفس المصريين من جهة, وموجة الإلحاد من جهة أخري, ظهرت الست العذراء في 2 أبريل سنة 1968 فأحيت الإيمان والرجاء والروح سواء في المسيحيين أو في البلد كلها وشعرنا أن السماء تؤازنا وتؤيدنا بعد أن كان صعبا علينا أن نقنع الكثير من شباب هذا الجيل بوجود الله, ظهور العذراء في هذا الوقت زلزل الشيطان, وأحييت الروح الإيمانية بعد الانكسار في النظام المصري ككل.. هذا الظهور الإلهي كان من أجل أن يظهر لأولاد الكنيسة قيمة السماء, وقوة السماء التي ترعي أبنائها, فقد ظل الظهور شهور وشهور, حتي أن الناس كانت متعجبة, لأن أكثر ظهور للسيدة العذراء في العالم كان لا يزيد عن ساعات, وبالرغم من هذا كانت المسكونة تهلل له, ونحن هنا في مصر, البلد الذي زاره المسيح له المجد, وقيل عنه من مصر دعوت ابني ومبارك شعبي مصر نلنا كرامة عظيمة جدا, وزادت بركات الكنيسة, والمعجزات التي كنا نراها.
* وعن مشاهداته للتجليات قال نيافته:
** في أول زيارة لي لكنيسة الزيتون شاهدت الحمام وهو طائر في تشكيل كرقم 7 وحمامة كبيرة في المقدمة.. رأيته وكأنه يمشي في السماء بهدوء, ولأنه من المعروف أن الحمام لا يطير بالليل فقد تأكدت أنه ليس حمام عادي, بل هو نور وله أجنحة وبيرفرف رفرفة هادئة جدا.. هذا النور كان يتحرك بصورة جميلة ومفرحة يجعلك في حالة من الإنبهار الشديد.. وتكرر هذا المنظر أمام عيني عدة مرات.
** كنا مجموعة كبيرة من الخدام والشباب جئنا في رحلة من الإسكندرية ووقفنا إلي جوار كنيسة الظهور.. بعد منتصف الليل رأينا بخور كثيف حول الكنيسة.. كمية بخور كبيرة جدا طالعة من الكنيسة وكأن داخل الكنيسة أكثر من 50 شورية وبدأ نور مضئ يسطع في القبة من الداخل رغم أن الكنيسة كانت غير منورة.. وكان إلي جواري شاب قادم معنا وأعرف فكره نحو الإلحاد.. وجدته فجأة يصفق ويهتف من كل قلبه.. اظهري يا عدرا ووجدتني أقول له مبروك كنت أقصد أن أقول له مبروك علي المعجزة إللي عملتها العذراء.. وكان لسان حالي يقول له ادخل إلي خدرك لتعرف قيمة إلهك الذي تركته.. هذا الشاب أصبح فيما بعد راهب وأخذ رتبة الكهنوت.
** وعندما جاء موعد الدورة لصورة القديسة العذراء ومشينا خارج الكنيسة إذا بثلاثة ظهورات شاهدتها, وأحسست بأم النور تغمرني بتعزياتها بهذا الظهور.. رأيت العذراء في القبة الوسطي للكنيسة وكانت في صورة العذراء الحزينة كما نسميها.. المشهد الثاني من قبة الكنيسة المطلة علي الشارع وكان مشهدا غريبا وكأن بالقبة كمية من الفحم المتأجج وألقي فيه بحوالي شوالين بخور بالحس رأينا بخور له رائحة ذكية جدا وصعد إلي السماء بطريقة علوية ثم شكل علامة الصليب في الجو.. والمشهد الثالث كان لثلاث حمامات فسفورية اللون وجميلة المنظر جدا, عملوا مظاهرة طيارانية في تشكيل بديع, رأيناهم الثلاثة فوق بعض, ثم عادوا متصلين ببعض في خط مستقيم, ثم في شكل مثلث, وكانوا في نور بهي لدرجة أنهم أناروا منطقة الزيتون.
** قضينا الليلة كلها في فرح عجيب جدا إلي أن بدأ القداس وكان مرتب له أن ينتهي في الصباح الباكر لينصرف كل الشعب.. وبعد القداس وأنا في طريقي إلي الأتوبيس رأيت سيدة كانت عاجزة تجلس علي كرسي, رأيتهاتضرب الكرسي برجليها, وتجري إلي سيارتها وتفتحها بيدها, وهي تصرخ بصوت عالي أنظروا ماذا فعلت بي أم النور..
كان هذا يوم الخميس, ويوم الأحد رأيت صورة هذه السيدة في جريدة وطني وعرفت قصتها ومعجزة العذراء معها.