التحرش الجنسي بأبنائنا لم يعد مقتصرا علي الشارع,لكنه أصبح موجودا أيضا بالمدارس سواء في مرحلة التعليم الأساسي أو في المرحلة الثانوية,مدارس خاصة أو حكومية… ففي نهاية العام الدراسي الماضي كان قد صدر قرار من قبل وزارة التربية والتعليم أيده القضاء الإداري بمجلس الدولة بفصل طالب تحرش بزميلته بالمدرسة الألمانية الثانوية.مع محو صفة طالب عن مرتكبي تلك الأفعال,وكان هذا الطالب قد قام بتصوير التلميذات بهاتفه المحمول أثناء الحصص الخاصة بالسباحة.وقام بالتحرش بزميلة له بالمدرسة من فصل آخر…هذا الموقف يتكرر كثيرا داخل مدارسنا,ولكنه كثيرا ما يكون في طي الكتمان ولا يتحدث أحد عن ذلك,ولكن في هذه المدرسة لم تخش البنت من أن تفصح عن تحرش زميلها بها وكان لديها الوعي والجرأة في عدم إخفاء الأمر.
فكيف تتعرف الأم علي أن أبنائها أو بناتها تم التحرش بهم داخل المدرسة؟وما الذي يجب أن نفعله للحد من التحرش داخل المدارس,وكيف نتدخل قبل أن تتفاقم المشكلة؟
عن هذا الموضوع تحدثنا إلي الأستاذة أميرة أباظة مديرة إحدي المدارس الخاصة المشتركة بالمعادي,فقالت:حتي لا تظهر هذه المشكلة داخل مدرستنا فنحن نهتم منذ بداية المرحلة الابتدائية بغرس المبادئ العامة لكيفية تعامل البنات والأولاد معا كزملاء داخل المدرسة,وبعد ذلك في بداية مرحلة المراهقة أي في الصف الخامس والسادس الابتدائي نقوم بالتوعية من خلال محاضرات لهؤلاء الطلاب عن كيفية التعامل معا,وما هي حدودالهزار فيما بينهم فهم قد أصبحوا في مرحلة جديدة من حياتهم ويجب أن يتعاملوا علي هذا الأساس,كما أننا نضع بعض النقاط المهمة في اعتبارنا حتي لا يحدث أي تحرش بالبنات من قبل زملائهن فنحن مبدئيا نحرص علي أن تكون دورات المياه الخاصة بالبنات بعيدة تماما عن الأولاد,كذلك في الفصول دائما هناك مدرس متواجد معهم,وهناك إشراف طوال اليوم الدراسي علي الممرات والفناء المدرسي ,وكذلك أثناء الفسحة المدرسية أيضا.
وهناك نقطة جوهرية تشير إليها أميرة أباظة وهي أن المبدأ الأساسي لدي المدرسة هو الاستماع للطلاب,ومن جهة نظرها أنه يجنبهم حدوث مشاكل كثيرة وليس التحرش فقط,لأنه بالحديث معهم وأخذ آرائهم في الاعتبار,لن يكون للأفكار الهدامة مكان في فكر الطلاب.لذلك يجب أن نستمع لهم بدلا من أن نقول ياليت المدرسة لم تكن مشتركة للبنين والبنات,لأن عدم اختلاط الطلاب في المدرسة له سلبيات ومشاكل قد تفوق بكثير ما يحدث داخل المدارس المشتركة بالإضافة إلي أن اختلاط الطلاب إذا كان في مناخ ملائم شئ مهم في بناء شخصيات أبنائنا وإعدادهم لمستقبل أفضل.
عن الآثار السلبية للتحرش وما هي الأعراض التي يمكن أن تظهر علي أبنائنا وتشير إلي احتمال تعرضهم للتحرش,تحدثت إلينا هناء صموئيل مديرة مؤسسةعين علي الطفل وهي مؤسسة معنية بحماية الأطفال من التحرش والانتهاك فقالت:التحرشي الجنسي في المدارس موجود في جميع المستويات التعليمية والاجتماعية,والبنات صغيرات السن هم الأكثر عرضه له,وكذلك الأولاد أيضا أصبحوا معرضين للتحرش الجنسي وأن كان بنسبة أقل قليلا من البنات لكنهم ينتهكون.وهناك أعراض تظهر علي الولد أو البنت الذين تم التحرش بهم سواء بلمس الأعضاء التناسلية لديهم أو أي شئ آخر,ومنها: حدوث تغير في نظام النوم أو الأكل-قليل أو كثير,الخوف المبالغ فيه سواء من أشخاص معينين أو من بعض الأماكنالمدرسةالتأخر الدراسي المبالغة في الاستحمام اعتقادا منه من أنه بذلك يتخلص مما حدث له,الشكوي من ألم شديد أثناء التبول أوالتبرز مع وجود أثار لكدمات أو خدوش بجوار المنطقة التناسلية….إلخ.
للحد من تعرض أبنائنا للتحرش بشكل عام سواء داخل المدرسة أو في الشارع فعلينا أن نقوم بعمل توعية جنسية للأطفال في سن مبكرة,وأن يعرفوا أن هناك شيئا اسمه التحرش يحدث من بعض الناس غير الأسوياء,ونعرفهم ما الذي قد يفعلونه وكيف يتصرفون إذا شعروا أن أحد الأشخاص يريد أن يفعل ذلك معهم,كما أن المدرسة نفسها عليها دور أساسي في توعية الطلاب بها وكذلك أولياء الأمور حتي تكون توعية متكاملة بين البيت والمدرسة بالإضافة إلي تقديم العلاج النفسي لكل من يقوم بسلوك غير سوي.