وسط ارتفاع الأسعار والغلاء المتزايد الذي اجتاح كل شئ نجد فرصة قدوم العيد تجعلك تتغاضي عن أية معوقات أو ضيقات مالية ,حيث إننا نري الكثير من الآباء والأمهات يصطحبون أبناءهم لشراء ملابس العيد,وبداخلهم شعور بالسعادة والبهجة .ولكن هل يترك الوالدان إطفالهم الصغار يختارون ملابسهم بأنفسهم دون تدخل منهم أم يكون لهم تدخل في حدود معينة؟
عن هذا الموضوع يقول الدكتور مغيث الباحث التربوي بمعهد البحوث التربوية إن الأعياد هي مناسبات نشعر فيها بالبهجة والصفاء النفسي لأفراد الأسرة جميعا,وهناك استعدادات يقومون بها داخل المنزل كصنع الحلويات ,ووضع الزينة ,بالإضافة إلي شراء ملابس العيد للأبناء وخاصة الأطفال الصغار باعتبارهم جزءا وأن أكثر ما يدخل السعادة إلي قلب الآباء والأمهات هو رؤيتهم لأطفالهم ونظرات الفرحة في أعينهم وهم يتباهون بملابسهم الجديدة التي قاموا باختيارها بأنفسهم.
وعن كيفية اختيار الأبناء لملابسهم يذكر دكتور غريب عبد السميع أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان,أن تلك المهمة كاملة تقع علي عاتق الأسرة والأبناء معا فالآباء والأمهات عليهم أن يصطحبوا أطفالهم إلي الأسواق وإتاحة الفرصة لهم بأن يعبروا عن ذواتهم وآرائهم في ملبسهم .وعلي الأسرة ألا تستهين بذلك الأمر لأن مشاركة الأبناء في اختيار ملابسهم يساهم بشكل كبير في تكوين شخصية مستقلة لهم.
وبالنسبة لمشكلة اختيار الطفل نوع ملبس معين يفوق الإمكانيات المادية المتاحة لدي الأسرة وسط الغلاء الفاحش ,يشيراللدكتور عبد السميع إلي أنه:بالطبع المهمة صعبة علي الأسرة في ظل ارتفاع الأسعار الذي اجتاح كل شئ ,ولكن مهما كانت معوقات الأسر المادية ينبغي عليها ألا ترفض طلب الطفل مباشرة,فإذا سألنا الطفل ما الذي يفضله؟ سنكتشف أنه لا يهتم ولا يبالي بالسعر بقدر ما يهتم بأن تكون ملابسه جديدة بألوان زاهية تضاعف من فرحته بالعيد وتجعله يشعر بأن هذه المناسبة له دون سواه.
ويؤكد الدكتور سمير عبد الفتاح أستاذ علم النفس جامعة عين شمس ما سبق أنه:لنوعية الملبس أهمية خاصة للطفل حيث تعتبر أحد العوامل المؤثرة في سلوكه ,لهذا ينصح الإخصائيون النفسيون بضرورة تنفيذ رغبات الطفل في اختيار ملبسه وعدم إجباره علي زي معين,حتي لا يتأثر البناء النفسي لديه.
فلا داعي لأساليب الضغط علي الطفل بل ترك المساحة له بالتعبير عن رأيه من خلال مشاركته في اختيار نوع الملبس الخاص بالعيد,وعلي الأهل إدراك المقولة الشهيرة بأن التعليم من الصغر كالنقش علي الحجر لذا يجب علي الأسرة تعليم أبنائها كيفية اختيار ملابسهم منذ طفولتهم من خلال تنسيق الألوان واختيار المقاس المناسب والمظهر اللائق,وغيرها من الأمور التي تترك لهم بصمة ومخزونا من الذكريات الدافئة عن فترة الطفولة وما يرافقهم من مشاعر جميلة حينما يصبحون في يوم من الأيام آباء وأمهات وأجدادا ليتبعوا ذلك الأسلوب فيما بعد مع أبنائهم لتكتمل فرحة العيد.
ومن المفيد أن تحدد الأسرة لطفلها ميزانية شراء احتياجاته في العيد,ومن الممكن أن تترك له المفاضلة بين شراء قطعة ملابس أغلي مما هو محدد لها في مقابل التنازل عن مطلب آخر من متطلباته في العيد,.أو أن يشارك ببعض من مدخراته الصغيرة لتدعيم طلبه,وهذا من شأنه أن يدربه علي تحمل المسئولية ووضع أولويات الحياة.