عشنا علي مدي أربعين يوما كانت ربيع الحياة الروحية. واحتفلنا بأحد السعف أو ما يطلق عليه أحد الشعانين. الأحد الذي دخل فيه رب المجد إلي أورشليم. كان ملكا وإلها وعظما وممجدا. ولكنه كان متواضعا ولما اقترب من أورشليم, أرسل يسوع اثنين من تلاميذه إلي القرية المقبلة وقال لهما ستجدان أتانا مربوطة ومعهما جحش حلا رباطهما وأحضراهما إلي. وإن اعترضكما أحد قولا الرب بحاجة إليها. وهكذا الملك يركب علي جحش ابن أتان.
وقبل ذلك ارتضي المسيح أن يولد في مذود للبقر ليعلمنا تقبله التواضع. ركب المسيح علي الجحش وفرشوا الطريق بثيابهم ويقطعون أغصان الشجر ويفرشون بها الطريق. دخل السيد المسيح أورشليم ملكا منتصرا ظافرا وهتاف الجموعأوصنا لابن داود. مبارك الآتي باسم الرب. أوصنا في الأعالي وتساءل أهل المدينة من هو هذا؟ فأجابت الجموع, هذا هو يسوع النبي الذي من الناصرة بالجليل.
وكانت أمام يسوع مهمة عظيمة فقد دخل إلي الهيكل وطرد من ساحته جميع الذين يبيعون ويشترون وقلب موائد الصيارفة ومقاعد باعة الحمام. وقال لهم بيتي بيت الصلاة يدعي أما أنتم فجعلتموه مغارة لصوص.
عشنا أحد السعف. الأسرة كلها تلتف حول قلوب السعف الكبار والصغار يضفرون ويصنعون الصلبان والأشكال المختلفة ومنها الجحش تذكار لدخول السيد المسيح راكبا عليه. الأطفال يرفضون الذهاب إلي فراشهم سعداء بمشاركة الكبار. تملأ الفرحة قلوبهم والوالدين يراقبون فرحهم وبهجتهم وسعادتهم فأحد السعف يوم فرحة وسعادة وإحساس بالانتصار. وتقليد يجئ كل عام قبل العيد. وكانت السعادة تملأ القلوب التي عاشت أيام وليالي طالت شهورا في ضيق وكرب وخوف ورهبة محبوسين مع أولادهم داخل البيوت. مؤثرين ألا يتعرضوا للخطر والنزول إلي الشارع.وكان قدوم يوم أحد السعف فرصة سانحة لتجديد العهود والانطلاق إلي إحساس جديد يمحوا كل ما عاشته الأسرة من عناء وضيق.
وكما عشنا الفرحة والبهجة والإحساس بالانتصار. عشنا الألم والحزن في أسبوع الآلام. عشنا نري كم تألم السيد المسيح وكم عاني من العذابات والألم والمهانة عشنا نري حبه العجيب لنا وصلبه علي عود الصليب من أجل خلاصنا. عشنا هذه الأيام الحزينة والمباركة والتي تعدنا لاستقبال عيد القيامة المجيد. عيد قيامة رب المجيد من الأموات وانتصاره علي الموت وكسره شوكته ومنحنا أن نقوم معه. ويكون لنا رجاء في الحياة الأبدية.
اليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد. فلنفرح ونبتهج ونشكر ونشارك الجميع فرحتهم. وكل عام والجميع طيبون وبخير.