انقسمت النخب القبطية حول زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة,البعض رفض مقابلتها والبعض الآخر تقابل معها,وبعيدا عن الجدل الدائر حول أسباب رفض مقابلتها,فإن الملاحظة الأساسية حول الأمر
انقسمت النخب القبطية حول زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية للقاهرة,البعض رفض مقابلتها والبعض الآخر تقابل معها,وبعيدا عن الجدل الدائر حول أسباب رفض مقابلتها,فإن الملاحظة الأساسية حول الأمر تطرح علي أي محلل سياسي السؤال عن مستقبل العلاقة بين الأقباط المصريين والولايات المتحدة الأمريكية, خاصة وأن أغلب من رفضوا المقابلة مع كامل احترامي لهم-ذوو اتجاهات فكرية قريبة الصلة من الفكر السياسي الأمريكي ولهم مواقف مميزة للسياسات الأمريكية طوال الثلاثة عقود الماضية, والبعض منهم يحمل الجنسية الأمريكية,ويمتد التساؤل حول انقسام ما اصطلح علي تسميتهم أقباط المهجر وعلاقتهم بالزيارة.
الأسباب المعلنة للرفض تعمق التساؤلات حول الحوار الأمريكي مع تيارات الإسلام السياسي خاصة الإخوان المسلمين فهذا موجود ويعود إلي تسعينيات القرن الماضي؟!
تري ما الجديد؟هل المسيحية السياسية الجديدة والتي ظهرت بعد ثورة25يناير قد فرضت علي النخب القبطية بعدا شعبويا يقربها أكثر فأكثر من الشارع والجماهير؟أم أن بعض النخب القبطية يحركها شعور عاطفي أبوي تجاه الولايات المتحدة الأمريكية…بمعني أنهم الأحق من جماعة الإخوان المسلمين بالرعاية خاصة وأن الحلم الأمريكي أكثر تحذرا في المواطنين المصريين الأقباط عن غيرهم,أو ربما تكون ثورة 25يناير قد جعلت نزعة الاستقلال لدي قطاعات من النخب القبطية عرفت بالتبعية للفكر السياسي الأمريكي؟
في كل الأحوال فإن ماحدث ينبئ بتبلور تعددية جديدة في الوسط القبطي لا تستدعي التعامل مع المواطنين المصريين الأقباط كقطيع أو ككتلة متجانسة ينبغي توجيهها.والأخطر أن الكنيسة-أو قادة منها علي الأقل- انضموا لجماعات الرفض,وهكذا يبدو أن التعددية السياسية والفكرية بدأت تتجلي فيما أسميته من قبلالمسيحية السياسية وأن النخب القبطية في سبيلها للتحرر من تابوهات قديمة كانت راسخة مثل سلطة الفكر الأمريكي وفكر الإكليروس…وتخطي جوانب الفكر الأبوي المختلفة.