يحتفل العالم في 12 نوفمبر كل عام، بيوم المرحاض العالمي، وقد يضحك البعض أو يسخر من هذا الاحتفال وتخصيص يوم عالمي للمرحاض، لكن هذا الاحتفال ظاهرة حضارية متقدمة جدا، وليتنا نشارك في هذا الاحتفال بالاهتمام بالمرحاض والحمام وكل الأماكن المهمة والضرورية للإنسان، والتي يشغلها أكثر من مرة في اليوم لقضاء حاجته، فمعنى الاحتفال هو مزيد من الإهتمام بالمرحاض حتى نرتقي بإنسانيتنا ونظافتنا، وهذا يعود علينا بالصحة الجسدية والنفسية.
هذه أمور مهمة في حياتنا وضرورية وتفرض نفسها علينا، فالإنسان يحتاج إلى المرحاض والحمام في كل وقت، ومن هنا كان الإهتمام..
ونظافة المرحاض إنما يدل على نظافة البيت والقرية والدولة. الغريب إننا نقول فى المثل: نعيم الدنيا في الحمام.. ومع ذلك لا نهتم بالمرحاض، بل نهتم بوجودة في شوارعنا ومدننا مع ضرورة وإلحاح وجوده، ونحن نعلم أن بعض الأمراض مثل مرض السكر يضطر صاحبه إلى دخول الحمام مراراً وتكراراً وأحيانا في الشارع فماذا يفعل إن لم يجد المرحاض؟!
الاحتفال باليوم العالمي للمرحاض كل عام فرصة تدفعنا وتذكرنا بضرورة الإهتمام بالمرحاض في البيت والشارع وأماكن العمل والمواصلات وغيرها، وضرورة أن تكون هذه المراحيض نظيفة وصحية.. ويمكن تخصيص تعريفة لدخول هذه الحمامات، كما هو حاصل فعلاً في بعض الأماكن.
أقول هذا ولي تجارب سيئة مع بعض هذه المراحيض، فبعضها يجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه من روائحها وقاذورتها وزحامها.
وهكذا يصبح بيت الراحة كما نسمى المراحيض عكس ذلك تماما- بيت قلة الراحة والضيق والضجر.!
العالم كله يحترم المرحاض ويخصص له أماكن كثيرة في الشوارع والميادين، وفي البيوت طبعا.. ففى ماليزيا عرفت أن هناك جامعات أقامت أقسام بها لعمل درجات الماجستير والدكتوراه في المرحاض، وهذا بالطبع ليس تهريجاً أو رفاهية بل هو إهتمام بإنسانية الإنسان وصحته واستجابة لحاجته المطالبة بالاهتمام بالمراحيض والحمامات كان دائما شاغل الصحافة والكتاب منذ القدم، فمنذ حوالي مائة عام، أي مع بداية القرن العشرين طالب الكاتب الكبير سلامة موسى فى مقالاته في الصحف وفِي كتبه بالإهتمام بالريف والقرية وضرورة بناء بيوت صحية مناسبة للفلاحين، واهتم بقوله بالإهتمام بالمرحاض أو الحمام أو دورة المياه.
أشعر بسعادة عندما أعرف أن العالم يخصص يوما كل عام من أجل المرحاض فهو من الأماكن المهمة للإنسان وصحته وسعادته أيضا، وأتمنى أن نهتم في بلادنا العزيزة مصر المحروسة بإقامة مرحاض في كل شارع وميدان ومؤسسة وبيت ومدرسة وكنيسة ومسجد، على أن تتوافر فيه عوامل النظافة والراحة ويجذب الناس إليه ولا ينفرهم منه، هذا للشعب كله.
من ناحية أخرى فإن الإهتمام بالمرحاض ضرورة سياحية أيضا تعبر عن حضارة الدولة، ونحن في مصر عرفنا المرحاض والحمام منذ آلاف السنوات وشعبنا اشتهر بالنظافة لذلك نقول: النظافة من الإيمان.