تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 19يناير من كل عام بتذكار عماد السيد المسيح له المجد…والبشر يعيشون أحداثه عندما نتأمل في عيد الغطاس المجيد…نجد فيها الظهور الإلهي والإحساس بالروحانية، وعمل الروح القدس في المؤمنين يجددهم
ويتم ذلك في سر المعمودية…كما قال الرب يسوع له المجد إن كان أحد لايولد من الماء والروح القدس لايقدر أن يدخل ملكوت الله…المولود من الجسد جسد هو…والمولود من الروح هو روح…ليشرق نورك يارب في قلوب كل البشر.
اهتم بعض الفنانين في مصر والعالم برسم الموضوعات المستلهمة من الكتاب المقدس..برموز وأشكال بسيطة…وهي لحظة تمر علي نفسية الفنان الشفافة…فتخلص مشاعره وفكره فيسقطها بإسلوبه ألوانا ومعان…والفنان في جميع العصور هو حلقة اتصال مهمة بين مجتمعه وعقيدته.
ومن الفنانين المصريين الذين عبروا بصدق وإيمان عن مشاعرهم إزاء حياة وآلام الرب يسوع له المجد…والقديسة العذراء مريم ومعجزات الكتاب المقدس…نذكر الفنان راغب عياد…وإيزاك فانوس والفنانة مرجريت نخلة.. والفنان يوسف نصيف.. والفنانة بدور لطيف.. وهم من عمالقة ورواد الفن القبطي, كما نذكر من الجيل الثاني والثالث كل من الفنان يوسف جرجس عياد.. والفنان عادل نصيف.. والفنان حنا سعيد.. والفنان جرجس لطفي.. والفنان فيكتور فاخوري…والفنان مجدي وليم وغيرهم من الفنانين المصريين المعاصرين.
نلمس في أعمالهم الإحساس بالروحانية وإبراز الحدث الجليل…بناء علي التعاليم القبطية.
وأيقونة عماد السيد المسيح من يوحنا المعمدان نجد فيها أن كل فنان عبر بالضوء عن وجود الله النور الإلهي..والظهور الإلهي المستلم من رموز الكتاب المقدس البسيطة, ليربط بين سمات البناء القديم وملامح الأشكال الجديدة، من خلال الرجوع إلي التراث القبطي والقراءات في الكتاب المقدس…بشرط أن يحافظ علي أصالة الأيقونة القبطية وتاريخها.
كما عبر الفنان برمز الحمامة بالروح القدس تحل علي جسد الرب يسوع المسيح وهو في الماء…يعمده يوحنا المعمدان…فقد جمع الثالوث المقدس في وحدة كاملة الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين
علي شكل الصليب..وحولهم الملائكة تسبح وترنم…إذ نؤمن أن الله واحد في ثلاثة أقانيم آب وابن وروح قدس لجوهر إلهي واحد…وهو تعبير عن علاقة الحياة ورمز الخلاص، في إيقاع جمالي منسجم تحسه البصيرة وتراه العين.
كما نجد أيضا شمولية التكوين انسيابيتها وعمق مشاعرها…بأسلوب ذي أصالة بالغة القوة في التعبير عن مجئ السيد المسيح للعالم ومعموديته..التي تعمل علي تجديد نفوسنا من خلال روح الله القدوس، والذي تحتفل به الكنيسة والشعب القبطي اليوم ليعيش السلام في الوجدان ماعاش الإنسان.