هناك العديد من الأسباب وراء ظاهرةالتحرش الجنسيإلا أن السبب الأساسي هو صمت البنات والسيدات عن البوح بالمشكلة خوفا من لوم الأهل أو المجتمع أو لعدم الثقة في عدالة النظام القانوني ومدي إنصافه,ولذلك فإن كسر حاجز الصمت هو أولي خطوات الحل….هكذا بدأت الأستاذة نهاد أبو القمصان مديرة المركز المصري لحقوق المرأة الكتيب الذي أعدته بعنوانالتحرش الجنسي وكيفية مواجهتهضمن جهود المركز في حملته للقضاء علي التحرش الجنسي برفع وعي النساء بحقوقهن,ورفع وعي الرجال بعواقب التحرش الجنسي علي النساء,وتشجيع المجتمع بالتدخل عند تعرض النساء للتحرش مع تحسين الآليات التنفيذية والقانونية من أجل حماية المرأة, وإن تعدت الحملة هذه الحدود بنشر الوعي لدي أطفال المدارس بالقضية وتشجيع وتفعيل دور التطوع بالحملة.
ربما استدعي اقتراب عيد الفطر والذكريات الأليمة للتحرش الجماعي عامين علي التوالي رغبتي في التعرض لهذه القضية هذا التوقيت تحديدا.
وتشرح نهاد أبو القمصان في البداية مجموعة من الآثار النفسية المترتبة علي تعرض المرأة إلي التحرش الجنسي ومنها الشعور بالانتهاك البدني والاضطراب النفس وعدم الثقة في الآخرين وأحيانا فقدانها لثقتها في نفسها وإحساسها بالاتكالية والاعتمادية علي رجل يحميها وإحساسها بالمهانة والعجز…إلخ
تعود لتؤكد أن مواجهة التحرش له عدة مستويات أولها الفردي من جانب المرأة,ثم الأسري,ثم دور المجتمع والدولة.
ومن جهة المواجهة الفردية من جانب المرأة عليها أن تدرك أولا أنها الضحية وليست الجانية أو المسئولة وتتوقف طريقة المواجهة علي الصادر منه التحرش فإذا كان في مكان الدراسة أو العمل فلابد من مواجهة المتحرش والإعلان صراحة دون أدني موارية أنك لست سعيدة بهذه التلميحات لأنه غالبا ما يكون هناكجس نبضللمرأة ومدي قبولها,وحاولي بحكمة أن تجدي أخريات في المكان تعرضن للتحرش من نفس الشخص لبناء تحالف صغير يوفر الدعم لمواجهة المتحرش مستقبلا.
أما إذا كان التحرش في الشارع فتذكري أولا أن تتجنبي الازدحام قدر المستطاع,والتزمي بالضوابط الأخلاقية في مظهرك وتعاملك مع الآخرين حتي لا تعطي عن نفسك انطباعا سلبيا,أما إذا واجهت موقف التحرش بالفعل فأمامك عدة طرق تتوقف علي تقديرك للموقف ودرجته فإما أن تتجاهلي الموقف إذا كان عابرا كالمعاكسات اللفظية البسيطة,وإما المواجهة الخفيفة لردع الجاني كالنظرة الحادة دون أن ترفعي صوتك أو تدخلي معه في نقاش أو البحث عن الحماية في حالة عجزك عن الدفاع عن نفسك,أو المواجهة العنيفة في حالة استنفاد كل الوسائل السابقة مع إصرار الجاني علي تحرشه وذلك عندما تكون المواجهة بكل أخطارها أقل خطرا من الصمت أو الاستسلام ويمكنك استخدام بعض مهارات الدفاع عن النفس أواستخدام الأدوات الحادة…وأهم شئ ألا تشعرين الجاني بأنك ضعيفة أو خائفة.
كما تلفت النظر إلي بعض الاحتياطات عند الخروج من المنزل كإخبار الأسرة بمكان خروجك وموعد عودتك المتوقع وعدم قبول أي مشروب من الغرباء مهما كان عديم اللون أو الطعم مع الحذر من استبدال مشروبك مع الآخرين في الأماكن العامة,ولا تقبلي أبدا أي مساعدة من سيارة أو تاكسي غير مرخص وسجلي دائما رقم التاكسي بمجرد ركوبك ولا تسمحي أبدا بتغير المسار في الوصول للمكان تحت أي عذر,أما إذا شعرت بالقلق أو عدم الارتياح للسائق فأوقفيه وانزلي فورا وتذكي دائما أن المعتدي هو شخص جبان يستهدف شخصا أضعف فإذا شعر أنك قوية فلن يسعي للتورط معك.
أما علي مستوي الأسرة,فعليها أن تحيط الفتاة أو المرأة بالحنان والحب وزرع الثقة بينهم وأن تكون الأم قريبة لابنتها لتستطيع أن تصارحها,مع تجنب الاستهزاء بمن وقع عليها التحرش أو لومها وحمايتها من الكآبة أو الخوف وعرضها علي طبيب نفسي إذا استدعي الأمر ومعاقبة المعتدي بشكل قانوني كي لا يتكرر هذا السلوك المشين, ومن المهم أن تزرع الأسرة في البنت أنها تستطيع أن تقوللالأي أحد مهما كانت درجة القرابة أو القرب وأن تستطيع التمييز بين الكلمات البريئة والجارحة.
أما المواجهة علي مستوي المجتمع والدولة فتم عرض مواد قانون العقوبات الخاصة بهتك العرض أو الفعل الفاضح في الطريق العام أو التعرض لأنثي والخطوات التي يمكن أن تتبعها الفتاة لتحرير محضر بالشرطة والأسئلة التي تتعرض لها الفتاة في حالة الإمساك بالمتحرش أو عدم الإمساك به.
تلفت نهاد أبو القمصان إلي ملاحظة مهمة عن أهمية الإبلاغ حتي لو حفظ المحضر لعدم كفاية الأدلة بأنه يتم رصد هذه المحاضر في تقرير سنوي تحت تقرير الأمن العام والذي يعطي مؤشرات مهمة لوزارة الداخلية تساعدهم علي إيجاد سبيل للحد منها.
الحقيقية أن هذه الكتيبات تستحق أن تكون في مكتبات المدارس الإعدادية والثانوية وأن تكون مدخلا لمناقشات بين المشرفين أو المدرسين والطالبات لرفع وعيهن بطرق المواجهة.
[email protected]