بين الرمز والتاريخ والعهد الجديدتعودت الإنسانية أن تصنع أعيادا احتفالية لتذكارات تخص مناسبات لها آثارها المفرحة والتي حفر الزمان لها مكانا في قلوب البشر
بين الرمز والتاريخ والعهد الجديد
تعودت الإنسانية أن تصنع أعيادا احتفالية لتذكارات تخص مناسبات لها آثارها المفرحة والتي حفر الزمان لها مكانا في قلوب البشر وكثير من الاحتفالات هذه لها جذور كتابية أشار إليها الله في القديم ربما لتكون رمزا للعهد الجديد أو تذكارا لعمل إلهي يربط الإنسان ويقوي الصلة والمشاعر بالله ومن هذه الأعياد عيد الختان الذي تحتفل به المسيحية في اليوم الثامن لميلاد السيد المسيح أي السادس من شهر طوبة كل عام فهو أحد الأعياد السيدية الصغري التي تذكرنا بحدث يخص السيد المسيح نفسه فالختان رمز للمعمودية وعلامة للتطهير وختم عهد مع الله لذلك كان بالختان يصير اليهودي عضوا في شعب الله قديما فمعني الفعل يختن هو القطع أو التقليم أو الجز دائريا أي يرمز روحيا بأن يقطع الإنسان نفسه من عالم الاغتراب ليقترب من الله أما من جهة الشعوب فكان عادة كما جاء في تاريخ الشعوب قديما بأنه عادة استئصال لحم الغرلة عند الذكر ومازالت سائدة حتي الآن بين كثير من الشعوب جاء عنه في دائرة المعارف الكتابية الجزء الثالث(كانت عادة استئصال الغرلة ومازالت سائدة بين كثير من الأجناس في أجزاء مختلفة من العالم-في أمريكا وأفريقيا وأستراليا-كما كانت هذه العادة شائعة بين الساميين الغربيين من عبرانيين وعرب ومؤابيين وعمونيين وأدوميين ومصريين لكنها لم تكن معروفة عند الأشوريين والبابليين وكان الفلسطينيون في كنعان استثناء بالنسبة للمنطقة ككل لذلك كان يطلق عليهم دائما وصفالغلفأي غير المختونيين وكان الختان بصفة عامة شرطا أساسيا للتمتع بامتيازات سياسة ودينية معينة) فمن الآيات الكتابية التي نوردها من العهد القديم يتبين لنا أنه كان رمزا للعهد بين الله والإنسان ووصية طاعة يجب أن يتحلي بها الإنسان في القديم عوضا عن آدم الأول الذي لم يطع الله فيقول السيد الرب في سفر التكوين فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم(تك17:11).يختن ختانا وليد بيتك والمبتاع بفضتك فيكون عهدي في لحمكم عهدا أبديا(تك17:13) وهكذا توالت وصايا الرب لكل جيل مؤكدا أهمية الختان في العهد القديم فيما يلي:
وأما الذكر الأغلف الذي لايختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها أنه قد نكث عهدي(تك14:17).
وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن في لحم غرلته(تك17:24).
وختن إبراهيم إسحق ابنه وهو ابنه ثمانية أيام كما أمره الله(تك21:4).
فقالوا لهما لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر أن نعطي اختنا لرجل أغلف لأنه عار لنا(تك34:14).
غير أننا بهذا نواتيكم أن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر(تك34:15).
غير أنه بهذا فقط يواتينا القوم علي السكن معنا لنصير شعبا واحدا بختننا كل ذكر هم مختونون(تك34:22).
إن جميع الشعب الذين خرجوا كانوا مختونين وأما جميع الشعب الذين ولدوا في الفقر علي الطريق بخروجهم من مصر فلم يختنوا(يش5:5).
وأما بنوهم فأقامهم مكانهم فإياهم ختن يشوع لأنهم كانوا غلفا إذ لم يختنوهم في الطريق(يش5:7).
ولما رأي أحيور القوة التي أجراها إله إسرائيل ترك سنة الأمم وآمن بالله وختن لحم قلفته وضم إلي شعب إسرائيل هو وكل ذريته إلي اليوم(يهوديت14:6).
وختنوا كل من وجدوه في تخوم إسرائيل من الأولاد الغلف وتشددوا(1مكابين2:46).
ومما سبق من آيات يمكن أن نقول إن الختان في العهد القديم كان واحدا من أهم أركان التوبة والعهد والرجوع لله مع العلم أن بعض الشعوب غير المتدينة كانت تنظر إليه كعادة صحية للذكر فقط ومستمرة عند البعض وحتي الآن أما لماذا اختتن السيد المسيح ولماذا تحتفل الكنيسة بالختان وإلي أي شئ يرمز ومارأي الكنيسة في الختان فهذا موضوع الحلقة القادمة إنشاء الرب وعشنا.