بنها العسل هي عاصمة محافظة القليوبية في مصر واسمها القديم بر – نها وفي فترة أخري باناهو قبل أن تصبح بنها ولما أنشئ مركز بنها العسل أصبحت عاصمة لمديرية القليوبية عام 1813 ميلاديا وتحولت المديرية إلي محافظة عام 1920 ميلاديا.
والقليوبية كانت أحد أقاليم مصر السفلي من عصر الفراعنة الأوائل, وكان لها إله هو كيم وير بمعني الثور العظيم وكان له زوجة اسمها حا تحور البقرة وابنة حورس الصقر وكانت مدينة أتريب عاصمة هذا الإقليم.
ضمت مدينة أتريب مجموعات كبيرة من الآثار وذكر كتاب وصف مصر أن هناك هرما مبنيا بالطوب اللبن وجد بجانب جبانة للمسيحيين بجوار سكة حديد مصر الزقازيق, كما ظهر في أتريب الملك رمسيس الثاني وبني معبدا ضخما طول العمود به حوالي 13 مترا من الجرانيت – القادم من أسوان عن طريق ميناء أتريب – ويوجد حتي الآن معبد أسفل كلية الحقوق ومستشفي جامعة بنها وذلك كما وضح بخريطة وصف مصر.
وتوجد في أتريب حمامات من العصر الروماني وذلك بشارع الثلاثين وهذه الحمامات بها ثلاثة أنواع من المياه الدافئة, الساخنة, الباردة وحول تل أتريب القبلي الموجود عليه الآن استاد بنها.
وفي بنها أيضا تم اكتشاف عمود ضخم من الجرانيت الوردي يزن أكثر من 100 طن وتم اكتشاف هذا العمود بجوار جامع البحر بجوار مجلس مدينة بنها, وتم نقل أجزاء منه إلي منطقة في شارع الثلاثين والباقي لم يتم نقله. وظهر مع العمود عتب علوي طوله 2.55 متر وتوجد عليه كتابات هيروغيلية لكلمة نفر كما وجدت في مدينة بنها عملات تظهر في الحفريات للعمارات المجاورة لأتريب.
الجدير بالذكر أن إحدي البعثات البولاندية الأثرية برئاسة كالور ميسلوفيتش جاءت بنها وعملت لمدة 3 شهور واكتشفت مدينة سكنية رومانية مبنية بالطوب الأحمر هناك, وكانت بها كنيسة رومانية – تقع شرق الشيخ نصر – ويوجد الآن آثار لحمامات رجل ثري بها 3 أحواض, حوض صغير لابنه, وحوض لزوجته وحوض للرجل, كما تم الكشف عن ورش لصناعة النبيذ وطاحونة للغلال وأخري للعجين والخبز في العصر الروماني.
وظهرت تماثيل من الفخار تمثل الإله حورس مع أمه إيزيس, وكذلك أوان من الفخار تم نقلها إلي مخزن في شبين القناطر, وهناك ما تم نقله إلي تل بسطا بالزقازيق وتل الربع بكفر الشيخ. وحديثا تم اكتشاف إناء فخار مرسوم عليه صليب وهو من العصر القبطي وآنية وتاج لعمود من الرخام.
وها هي آثار مصر يتم إهمالها كما حدث من قبل آثار الفيوم وتم الاتجار بها.. نتساءل: لماذا لا يهتم محافظ القليوبية المستشار عدلي حسين بهذه الآثار وبدلا من أن تدفن مرة أخري في المخازن يتم وضعها في متحف وتكون مزارا يقبل عليه السائحون ويدر دخلا للمحافظة, وبدلا من بناء شعار لمحافظة القليوبية بالطوب أمام استاد بنها لماذا لا يتم ترميم العمود الأثري ووضعه في هذا المكان؟.