الليلة ليلة طاهرة.. إذ جاء كلي الطهارة لكي يجعلنا طاهرين فلننزع إذا من سهرنا كل ما يفسد نقاءه لتحفظ الأذن نقية (متي 5: 13) والعين طاهرة وتأملات القلب مقدسة وكلام الفم مملحا!
اليوم خبأت مريم العذراء فينا الخميرة التي أخذتها عن إبراهيم.. فلنشفق نحن أيضا علي المتسولين مثل إبراهيم. (القمص تادرس يعقوب ملطي).
اليوم نزلت إلينا نغمات من بيت داوود الوديع – فلنصنع نحن أيضا رحمة. المضايقين لنا كما صنع ابن يسي مع شاول (1صم 26)!
اليوم طرح ملح النبي الجيد وسط الأمم (2مل 2: 20) فليتنا نقتني نحن خلاصا جديدا بهذا الذي فقد القدماء خلاصهم لننطق بكلام الحكمة ولا نتفوه بشيء غريب عنه لئلا نصير نحن غرباء عن الحكمة.
في ليلة المصالحة هذه, ليصرف كل إنسان عنه الغضب والحزن.
في هذه الليلة التي فيها هدأ روع الجميع, ليته لا يكون فيها من يهدد ويضايق!
في ليلة الإله الواحد الحلو ليته لا يكون فيها مرارة أو قسوة.
في ليلة إلا له الوديع لا يكون فيها متشامخ أو متعال.
في يوم الغفران لا نريد فيه الأخطاء!
في يوم الفرح, لا ننشر فيه أحزانا!
في يوم العذوبة لا نكون قساة!
في يوم الراحة والسلام لا نكون فيه غضوبين!
في اليوم الذي نزل فيه الله إلي الخطاة لا ينتفخ الأبرار علي الخطاة!
في اليوم الذي نزل فيه سيد كل أحد إلي العبيد لينزل السادة بلطف إلي عبيدهم!
في اليوم الذي صار فيه الإله الغني فقيرا من أجلنا فليشرك الأغنياء الفقراء في موائدهم!
في اليوم الذي وهبنا فيه عطايا لم نطلبها.. فلنقدم صدقة لمن يصرخون متوسلين إلينا!
في اليوم الذي فيه مهد لصلواتنا طريق في الأعالي, نفتح أبوابنا نحن أمام الذين أساءوا إلينا وطلبوا منا العفو!
اليوم أخذ إله الطبيعة غير التي له ليته لا يكون صعبا علينا أن نغير الشريرة.
اليوم ختم الطبع البشري باللاهوت, حتي يزين بنو البشر بطبع اللاهوت.