اتفق نقاد وأدباء على أن رواية عمار علي حسن الأخيرة “جبل الطير”، التي صدرت عن “مكتبة الدار العربية للكتاب” مؤخرا، تمزج الصوفية بالتاريخ الاجتماعي والحضاري والمعرفة المتنوعة بالفنتازيا، وأكدوا أنها تمثل نقلة نوعية في الكتابة الروائية لمؤلفها.
وقال الشاعر والناقد د. محمد السيد إسماعيل في مداخلة مع برنامج “مباشر من مصر” على القناة الأولى بالتلفزيون المصري “تنزع هذه الرواية نحو تأصيل شكل روائي عربي يستلهم الموروثات الروحية الكامنة في أعماق الشخصية العربية على اختلاف أقطارها وبخاصة في مصر التي انصهرت في أعماقها موروثات حضارات متعاقبة، الفرعونية واليونانية والقبطية والإسلامية، في وحدة تقوم على التجانس لا التنافر، وهي تجربة فنية فنية لتمثيل التاريخ واستحضاره روائياً، يؤدي فيها المكان بحمولاته الرمزية والروحية دوراً كبيراً في بناء الدلالات الروائية، وترسم فيها الشخصيات مصالحة بين كرامات الروح وكرامات العقل”.
ووصف الناقد والأديب منير عتيبة رواية “جبل الطير” في مداخلة مع البرنامج نفسه بأنها تمثل “قفزة نوعية فى الكتابة الروائية لمؤلفها، إذ لم يعد الأمر يقتصر على التماس أو حتى الغوص فى عالم الصوفية الرحيب، بل أصبح حفرا عميقا فى طبقات الوعى الثقافى المصرى على مدار آلاف السنين”.
وقال عتيبة “استخدام الكاتب التقنيات الروائية للإمساك بالقارئ من أول جملة، ومنها تقنية الحلم بمستوياتها المتعددة، الحلم فى النوم، وحلم اليقظة، وأيضا الحياة فى عالم متوازى”.
من جانبه قال الشاعر والكاتب طارق سعيد اسم الرواية له خصوصية فلسفية ووجودية، وهي تنطوي على فنتازيا وواقعية سحرية في وقت واحد، وتبدو مفعمة بالدلالات والرموز، وتهتم باختراق عوالم مضت وكأنها آلة زمن فنية، ورغم أنها تدور غالبا في الزمن البعيد فيمكننا أن نستشف فيها بعض الإسقاطات على أحوالنا الراهنة.
يشار إلى أن “جبل الطير” هي الرواية السابعة لعمار علي حسن بعد رواياته: “شجرة العابد” و”سقوط الصمت” و”السلفي” و”زهر الخريف” و”جدران المدى” و”حكاية شمردل”، إلى جانب أربع مجموعات قصصية هي: “حكايات الحب الأول” و”أحلام منسية” و”عرب العطيات” و”التي هي أحزن”، وكتابان في النقد الأدبي: “النص والسلطة والمجتمع” و”بهجة الحكايا”، إلى جانب ثمانية عشر كتابا في التصوف والاجتماع السياسي، وله قيد النشر رواية بعنوان “باب رزق” ومجموعة قصصية عنوانها “أخت روحي”.