عندما تكون الأرض خصبة بالتنمية الصالحة، ينبت منها خيرات كثيرة متنوعة.. ففي قرية جبل الطير بالصعيد، نشأ شباب لديهم روح خدمة المكان.. بدأ شنودة عادل، 29 عاماً ، إبن القرية، بمجموعة من أطفال وشباب القرية بمواجهة أخطار التلوث حيث مقالب القمامة التي ملأت أنحاء القرية.. عزموا على تحقيق إنجاز.. وراهنوا على النجاح، فهزموا قبح العشوائيات وخطرها وحولوا تلال القمامة إلى حدائق ومسارح ومكتبات للمعرفة والثقافة.. تواصلت وطني مع “فريق الصخرة” لمعرفة تجربته في العمل التنموي للمجتمع، فكان هذا الحوار..
شنودة عادل مؤسس فريق الصخرة
عند سؤاله عن فكرة “فريق الصخرة” أجاب شنوده رئيس ومؤسس الفريق
الفكرة بدأت منذ أكثر من ثلاث أعوام حيث إنه يحب التعامل مع الأطفال بجانب دراسته لدبلوم التربوي، فقام بتجميع الأطفال بالشارع الحديث معهم في أشياء تخصهم مثل كيفية التعامل مع الغير وطريقة اللائقة بالملابس المتعلقة بالسلوكيات العامة، وقراءة القصص والحكايات.. وبعد فترة بدأ التجمع في منزله لقراءة القصص والحكايات وتم عمل جلسات تأهيل بسيطة للأطفال ثم جاءت فكرة الفريق ليكون ذلك النشاط بشكل دوري، وتبلورت فكرة “فريق الصخرة” إلى حملات متنوعة كثيرة.
بدأنا بسبع أطفال من القرية في حملة لجمع القمامة التي يسهل تجميعها بالإيدي من الشوارع بحيث لا تُشكل خطورة على الطفل ويتم إلقائها خارج القرية. وخلال هذا العمل يتحدث فريق الصخرة مع الأطفال عن سبب سلوك إلقاء القمامة ولماذا قاموا بهذا الفعل وأثره عليهم وعلى القرية وهل هو فعل جيد أم لا؟
وشرح مؤسس الفريق قائلاً: “إن الإنسان الذي يعتاد على النظافة من المستحيل أن يلوث المكان مرة أخرى، ومن ثم يتعود الأطفال عدم إلقاء القمامة في الشارع وبدء الأطفال من تلقاء أنفسهم في تنظيف الشوارع وتشجيع بعضهم البعض على ثقافة النظافة وتحول هذا العمل بالفعل لشيء يستمتع به الطفل .
وبعد نجاح الفكرة قرر الفريق التوسع فيها مع الشباب الأكبر سناً، فبدأوا بحملات لتجميع القمامة في شوارع القرية ككل، وبدأنا بعدد متطوعين صغير.. وقبل جائحة كورونا وصل العدد لنحو 65 متطوع من الأطفال لينظفون مع الفريق الشوارع، ومن حملات تجميع القمامة انطلق الفريق لعدة أنشطة أخرى لخدمة أهل القرية و12 قرية مجاورة لها. .
وأصبحت الحديقة مقر لفريق الصخرة في قرية جبل الطير، يضم مكتبة بها أكثر من 5000 كتاب في مختلف المجالات من الكتب الخاصة وكتب الأصدقاء وكتب تم التبرع بها للفريق من المحافظات الأخرى، وبدأ الأطفال التوافد على المكتبة لإستعارة الكتب أو القراءة أو الاستماع إلى القصص.
ثم توسع “الفريق الصخرة” أيضًا ليبدأ بنشاط نادي السينما للأفلام الطويلة والأفلام القصيرة لكي يشاهد الأطفال الأفلام ويتعلمون كيفية التعبير عن رأيهم وأفكارهم حول المعروض.
بجانب كل ذلك بدأ الفريق في برامج خاصة بالتنمية والفنون ووإقامة معارض الفن التشكيلي وحفلات عزف بالآلات الموسيقية وعروض مسرحية. وقام الفريق بعمل “مسرح مقالب الزبالة ” من خلال تنظيف أماكن ثم تقديم بها عروضًا مسرحية أو عمل أنشطة فنية مثل تعليم الرسم والتلوين، وتلك الفكرة مستوحاه من البيئة التي يحيا فيها أهل القرية، لعمل ربط بين المسرح والبيئة المحيطة، وترويج رسالة النظافة.
وتنوعت حملات الفريق أيضا لعمل معارض الكتب المجانية لأهالي القرى بحيث يتم تجميع الكتب لعمل معرض ويتم تحديد لكل شخص عدد معين من الكتب بحيث يتم توفير الكتب لأكبر عدد من أهل القرى، أول معرض احتوى على 1000 كتاب بالجهود الذاتية.
ومن ضمن حملات الفريق المميزة حملة تشجير، فكانت الحديقة في الأساس مكان لإلقاء القمامة فقام الفريق بتنظيفها وتحويلها لحديقة، وتم زراعة الأشجار واستخدام الأطفال لزراعة نبات الريحان والورد والخضروات. وكان هناك معاونين للفريق في حملة التشجير منهم المدرسة الألمانية في مدينة نصر حيث زارت المدرسة القرية بتشجير مئة شجرة بها، و تم التعاون أيضا مع مؤسسة قامت بإرسال الشجر للفريق من أجل الزراعة.
بسؤال قائد الفريق عن العقبات التي يواجهونها كفريق، أجاب شنوده .. هناك بعض العقبات التي تواجهنا حيث نأمل في توفير أماكن ثقافية في المنطقة بأكملها كقصر ثقافة أو دعم من المؤسسات الثقافية لنا. أيضا نحتاج تعاون مؤسسات العلاج النفسي معنا لتعديل السلوك، فيعتبر الفريق هو المركز الثقافي القروي البسيط المتواجد في المنطقة والقرى ال 12 المجاورة لمنطقة جبل الطير.
كما يأمل الفريق بالحصول على الدعم المادي والمعنوي من أجل الاستمرار في أنشطته المختلفة لدعم الأطفال والشباب بالمكان، ويأمل الفريق بالتواصل بشكل كبير مع مؤسسات تساهم بشكل أكبر وأوسع مع الفريق لاستمرار خدمة أهالي القرية والقرى المجاورة.
كما يناشد شنودة المسؤلين بتخصيص الحديقة التي حولوها من مقلب للقمامة إلى حديقة حتى تكون مكان تجمعهم للاستمرار في رسالتهم.