أكد العديد من الخبراء السياحيين أن الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة ماسبيرو ستؤثر بشكل سلبي كبير علي حركة السياحة الوافدة إلي مصر.
فقد أكد ثروت العجمي رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة أن أحداث ماسبيرو تعتبر بمثابة نكسة للسياحة المصرية التي لم تلبث أن تتعافي وتتسارع الحركة السياحية إلي حد ما خاصة ونحن في بداية الموسم السياحي الشتوي الذي بدأ بحلول شهر أكتوبر.
أوضح العجمي أن هناك إلغاءات كبيرة لأفواج سياحية بالكامل كانت بصدد قضاء عطلاتها الشتوية بمصر خاصة من السوق الإنجليزي والألماني.
وأشار إلي أن هذه الأحداث تسببت أيضا في إلغاء رحلات اليوم الواحد من الغردقة إلي الأقصر أو من الغردقة إلي القاهرة حيث اجتاحت المظاهرات عدة محافظات مثل قنا والأقصر وأسوان حيث كان من المقرر أن يسافر من الغردقة إلي أسوان 23 حافلة وأتوبيسا سياحيا تقل 299 سائحا وتم إلغاء رحلات 4 حافلات سياحية خوفا من الأحداث.
أما الزيارات من الغردقة إلي الأقصر فكان مقررا أن تتحرك 130 حافلة سياحية تقل 254, وقال رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر إن هذه الإلغاءات تسبب في خسائر كبيرة للشركات السياحية والفنادق حيث لايتعدي متوسط نسب الإشغالات في فنادق الأقصر5%.
أما هشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة فأكد أن ما حدث بالأمس من عنف شيء غير مقبول ومن المؤكد أنه سيكون له تأثير سلبي علي حركة السياحة الوافدة إلي مصر ولكننا لانستطيع أن نقيس هذا التأثير اليوم خاصة وأن الأمس الأحد كان عطلة في الأسوق الأوربية ومازلنا نتلقي التقارير من مكاتبنا في الخارج وسنقوم خلال الثماني وأربعين ساعة القادمة بتحليل النتائج لمعرفة إذا ما كان هذا التأثير قصير الأجل أو طويل الأجل ونعرف أيضا كيف سيتم التصرف مع تداعيات هذه الأحداث.
ويشاركه الرأي سامي محمود نائب رئيس هيئة تنشيط السياحة الذي يؤكد أن الوقت مبكر لمعرفة حجم تأثير هذه الأحداث علي الحركة السياحية. ولكن التقارير المبدئية التي تلقتها الهيئة من مكاتب تنشيط السياحة المنتشرة في مختلف دول العالم تشير إلي التكثيف الإعلامي الشديد لهذه الأحداث المؤسفة والتي تناولتها جميع وسائل الإعلام علي مستوي العالم وما يصاحب هذا من إثارة قلق ومخاوف السائحين ويؤثر علي قرار السائح في السفر إلي مصر لقضاء عطلته في حين أنه يمكن أن يذهب إلي دولة أخري أكثر استقرارا وأمنا حيث إن الأمان والاستقرار من أكثر العوامل المؤثرة في جذب السائحين.
ولفت محمود إلي أن هذه الأحداث الدموية تجهض جهود الدولة متمثلة في وزارة السياحة وهيئة التنشيط بالإضافة إلي الجهود التي يبذلها منظمو الرحلات والغرف السياحية المختلفة في تنشيط السياحة في مصر والترويج لها في كل المحافل من أجل استعادة الحركة السياحية إلي مصر مرة أخري مبينا أن هذا يعني خسارة مبالغ هائلة تنفق علي برامج الترويج والدعاية. من جانبه ألقي محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين,بمسئولية هذه الأحداث علي المجتمع المصري بأثره وليس علي جهة معينة موضحا إن عودة الاستقرار والأمن إلي الشارع المصري هما مسئولية المجتمع كله وليس الشرطة أو الجيش أو الحكومة فقط,فلو أن هؤلاء المتظاهرين عرفوا ما تسببوا فيه من خسارة فادحة للاقتصاد المصري نتيجة تراجع السياحة المؤكد في الفترة القادمة والذي يضاف إلي التراجعات التي حدثت في فترات سابقة من العام بفعل الاعتصامات والمليونيات والمظاهرات التي شهدتها مصر منذ بداية الثورة ما قاموا بهذه الأفعال التي تصيب السياحة في مقتل.
وطالب غريب جموع المواطنين بالهدوء والتماس الطرق الشرعية من أجل مطالبهم بدلا من اللجوء للعنف الذي يزيد الموقف تعقيدا.