يعتبر البريد المصري إحدي البوابات الرئيسية للحكومة في وصول خدماتها للمواطنين بأنحاء الجمهورية من خلال التوسع في سلسلة الخدمات الحكومية والجماهيرية المقدمة للمواطنين, مثل خدمات الحكومة الإلكترونية, منها استخراج شهادة الميلاد, وبطاقات الرقم القومي, وخدمات المرور, وخدمات محكمة النقض, والاستئناف, والشهر العقاري, بالإضافة إلي دعم أعمال الجهات العاملة في السوق المحلية.
وشهد البريد المصري العديد من التطورات المتلاحقة لتصبح الهيئة بوابة خدمات متكاملة, وللتعرف علي مسيرة التطوير والتحديث في هيئة البريد المصري أجرت وطني هذا التحقيق.
منظومة الخدمات
قال الدكتور أشرف زكي رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد: في 2 يناير عام 1865 تأسس البريد المصري في صورته المؤسسية المتكاملة, واعتبر يوما تاريخيا للبريد المصري, وعيدا للبريد كل عام بعد ذلك, فالبريد المصري في قلب مصر يتوسع يوما بعد يوم, وتزداد خدماته وارتباط المواطن المصري به.
أشار الدكتور زكي إلي أن البريد المصري يشهد العديد من التطورات المتلاحقة لتصبح الهيئة بوابة خدمات متكاملة تقدم كافة الخدمات التي يحتاجها المواطن المصري من خدمات مالية وبريدية ومجتمعية وحكومية وجماهيرية واستثمارية!, لتقوم الهيئة كإحدي مؤسسات الدولة بدورها في التنمية الاقتصادية, حيث بلغ عدد مكاتب البريد علي مستوي الجمهورية 3700 مكتب بريد يقدم حزمة متنوعة من الخدمات المتميزة, وتشهد هذه المكاتب جرعة تطوير وتحديث دائمة, فقد تم تطوير وتحديث ما يزيد علي 1200 مكتب شكلا وموضوعا من الناحية المعمارية علي أحدث الطرز, والقوي البشرية المؤهلة, والبنية التكنولوجية الحديثة لتقديم الخدمات المتطورة.
أضاف الدكتور زكي بقوله: تم إدخال نظام الشباك الواحد لتقديم المنظومة الرباعية للخدمات, واستيعاب المشروعات القومية التي يحرص البريد المصري علي المشاركة في وصولها للمواطنين في سهولة ويسر لتغطية احتياجاتهم وتوصيل الخدمة الشاملة إليهم, ومنها الدور الفعال الذي قام به البريد المصري في تيسير حجز وحدات مشروع ابني بيتك من خلال مكاتب البريد ضمن المشروع القومي للإسكان.
أوضح أن البريد المصري قام بإعادة تطوير خدمة صرف المعاشات. حيث تم صرف المعاشات لأكثر من 3.3 ملايين شخص مستفيد, وصرف معاش الضمان الاجتماعي لحوالي 650 ألف مستفيد من خلال مكاتب البريد أيضا المنتشرة بأنحاء الجمهورية, كما يجري تنفيذ خطة شاملة لتطوير مقر البريد بالعتبة إنشائيا وهندسيا لإحياء التراث التاريخي للمبني, واستخدام الجزء الأكبر منه لتطويره كمتحف أثري للبريد يتهافت علي زيارته المصريون والسائحون من جميع أنحاء العالم, وذلك بعد أن يتم الانتهاء من أعمال التطوير الجارية بنهاية عام .2011
بنية تكنولوجية لتطوير الخدمات
وعن الاهتمام بالقوي البشرية للبريد وتطويرها كإحدي الركائز لتحقيق أهداف الهيئة قالت آمال إسماعيل موظفة بأحد مكاتب البريد التابع للهيئة: تم إعداد دورات تدريبية لأكثر من 28 ألف متدرب خلال 3 سنوات من بين أكثر من خمسين ألف من العاملين بالهيئة في مجالات عديدة, مثل اللغات والتكنولوجيا والإدارة والتسويق, وخدمة العملاء, ومكافحة غسيل الأموال, والخدمات, بالإضافة إلي إنشاء 11 مركز تدريب إقليمي للعاملين.
أضافت آمال: كما نجح البريد المصري في بناء بنية تكنولوجية قوية بهدف تطوير خدماته وتقديمها وفقا لنظم الجودة المعمول بها عالميا, وميكنة معظم الخدمات المقدمة باستخدام أجهزة الحاسب الآلي التي تم تعميم استخدامها بجميع مكاتب البريد علي مستوي الجمهورية, حيث تم إنشاء أكبر شبكة إلكترونية تربط مكاتب البريد لتقديم الخدمات الحديثة, مثل الحوالات المالية الفورية, ودفتر استثمار البريد, والحساب الجاري, وربط أكثر من 3 آلاف مكتب بريد علي الشبكة الموحدة للبريد, والتي تعد من أضخم الشبكات في مصر.
أشار محمد عويس عضو مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد وعضو لجنة الإعداد لعرض البريد المصري أن الإجراءات اللاصقة لقبول العرض الفني ستشمل فتح العرض المالي, ثم التفاوض بشأن الاتفاقيات الواجب توقيعها مع الجهة الفائزة بصفة الاستحواذ.
فتح أسواق جديدة
وأوضح محمود جمال الدين نائب رئيس مجلس الإدارة للشئون الاقتصادية وتطوير الأعمال بالهيئة: البريد المصري لديه خطة شاملة معدة مسبقا لآلية العمل في حالة الاستحواذ علي البريد الأردني, مؤكدا أن هذه المنفعة ستكون إضافة حقيقية للمحفظة الاستثمارية والتشغيلية والدولية للبريد, وتضيف إليه مزيدا من الخبرات, وتفتح أسواقا جديدة له, كما تتيح خدمات البريد المصري لأكثر من نصف مليون مصري يعملون بالمملكة الأردنية, وهو ما يسهم بفتح المجال, ومن المعروف أن البريد المصري كان قد سبق له التأهل ضمن أربعة عروض عالمية وإقليمية من أجل ثمانية عروض ضمن مشروع خصخصة شركة البريد الأردني وطرح حصته لشريك استراتيجي.
التطوير شكلي فقط!!
وعلي صعيد آخر قال المهندس شعراوي عبد الباقي رئيس مجلس إدارة جمعية أفق للاتصال إن التطوير في الهيئة القومية للبريد لم يتحقق إلا بنسبة 20%, وهو تطوير في الشكل والديكورات فقط, ولا يوجد هناك تطويرا في العنصر البشري, وهيئة بحجم هيئة البريد والتي تجاوز عدد مكاتبها في أنحاء الجمهورية 4600 مكتب لم ينتج عنها أي تطور ملحوظ فهناك طرود تتعطل في الطريق, بالإضافة لحدوث بعض الأعطال في نقلها, وكذلك نقل المستندات والحوالات المالية, فهو تطوير في الشكل وليس المضمون.
تطوير متحف البريد
وعن متحف البريد الذي يعد من أوائل المتاحف التي أنشئت في العالم قال أحمد الشاذلي مسئول المتحف: يعد هذا المتحف مرجعا تاريخيا للبريد المصري بداية من العصر الفرعوني حتي الآن والمتحف تم تنسيقه علي غرار المتاحف البريدية الحديثة من حيث الأثاث والتنظيم, وافتتح رسميا في عام 1940 بعد أن استكملت أدواته ومعروضاته, ولم تكتف الهيئة بذلك بل عملت علي تنميته وتطويره تباعا, ولا تزال توالي جهودها في ذلك المضمار, ليكون شاملا لجميع التطورات التي أثرت علي النشاط البريدي في مختلف العصور.
أضاف الشاذلي بقوله: يشتمل المتحف علي طوابع ولوحات نادرة الوجود فهناك لوحة فريدة من نوعها تظهر من بعيد وكأنها لوحة زيتية جميلة محتواها الأهرامات وأبو الهول أحد الآثار المصرية القديمة, وعندما تقترب تجدها عبارة عن مجموعة من الطوابع المصرية القديمة التي تم استعمالها, وتحتوي علي 10 آلاف طابع تقريبا, وقد صنعت في عام 1910.