ماذا تريد أن تنجب؟ ذكر… أم أنثي!! هذه آخر صيحات العالم فالآن يمكنك إنجاب النوع الذي تريده من خلال اختيار جنس الجنين قبل الحمل عبر عدة خطوات… ما هي هذه الخطوات؟ وما نسبة نجاحها؟ وهل يحق للفرد أن يختار جنس المولود الذي سينجبه؟ وماذا سيختار الناس؟ هل يمكن أن يؤثر اختيارهم علي التوازن البيولوجي؟ وهل قام أي شخص بتجربة ذلك فعلا؟ وهل نتائج الخطوات مؤكدة؟ علامات استفهام كثيرة سنزيلها في السطور التالية:
بداية سنتعرف علي وسائل اختيار جنس المولود مثلما وضحها الدكتور نجيب ليوس مستشار جراحة وأمراض النساء والولادة بموقعه الإلكتروني. الوسيلة الأولي هي الغذاء فله تأثير علي عملية اختيار جنس المولود لأنه يؤثر علي المستقبلات التي ترتبط بها الحيوانات المنوية في جدار البويضة فزيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والماغنسيوم يحدث تغييرات علي جدار البويضة لجذب الحيوان المنوي الذكري واستبعاد الأنثوي وبالتالي تكون نتيجة التلقيح ذكرا والعكس صحيح.
الوسيلة الثانية هي توقيت العلاقة الحميمة. وتعتمد علي الخصائص الفيزيائية للحيوانات المنوية الذكرية عن الأنثوية. فالذكرية خفيفة الوزن سريعة الحركة لكنها تعيش لفترة قصيرة من الزمن أما الحيوانات الأنثوية فهي ثقيلة الوزن بطيئة الحركة وتعيش لفترة زمنية أطول. وبالتالي فيمكن بتحديد موعد التبويض لدي السيدة للتدخل نسبيا في الوصول للجنس المرغوب فيه. فإذا حدثت العلاقة الحميمة بعد حدوث التبويض مباشرة فإن الكفة ترجح للذكورة والعكس صحيح.
أما الوسيلة الثالثة فهي الوسط الحامضي والقاعدي. فالحامضي أكثر ملاءمة للحيوان المنوي الأنثوي والوسط القاعدي يناسب الذكري. ويمكن الوصول لنوع الوسط المطلوب من خلال الغذاء أو عمل دش مهبلي حامضي أو قاعدي من خلال محاليل موجودة بالصيدليات.
غربلة الحيوانات المنوية وفصلها وعمل الحقن الاصطناعي هي الوسيلة الرابعة. وتتم بعد تنشيط المبايض لدي المرأه لزيادة عدد البويضات ورفع فرص الحمل ثم حقن الرحم بالحيوانات المنوية المغربلة. لكن نظرا لعدم تحقيق هذه الوسيلة لنتائج مرضية توصل العلماء إلي الوسيلة الخامسة وهي فصل الحيوانات المنوية بالاعتماد علي محتويات المادة الوراثية DNA. حيث إن الحيوان المنوي الأنثوي يحتوي علي المادة الوراثية DNA. بما يقارب 2.8% أكثر من الذكري.
أما الطريقة السادسة فهي فصل الأجنة بعد تلقيح البويضة مجهريا خارج الرحم ووضع هذه البويضات في حضانات ثم اختيار منها نوع الجنين المطلوب ونسبة نجاح هذه الوسيلة تصل إلي 100%.
يوضح دكتور ليوس بعض النقاط وهي أن اختيار جنس المولود بأي من الطرق السابقة لا يؤثر علي صحة الجنين ولا يرفع نسبة الإجهاض أو التشوهات الخلقية. لكن ليس هناك ضمان أكيد لنجاح كل طريقة علي حدة. ويمكن معرفة جنس الجنين بعد فحص الأم الحامل في الأسبوع الثاني عشر أو الثالث عشر.
يضيف دكتور ليوس أن المنظمات العالمية في الدول التي تجري بها هذه العمليات علي نطاق واسع تقيدها بشروط عدة أهمها ارتباط جنس المولود بمرض وراثي أو تشوه خلقي يتناقل مع الأجيال. أما إذا تركت هذه العملية دون قيود فإن ذلك سيؤثر علي التوازن البشري خصوصا في الدول التي للجنس الذكري بها قدسية عالية. لذلك كان لابد للقائمين علي هذه الخطوات من دراسة كل حالة طبيا واجتماعيا قبل البدء ببرنامج اختيار جنس المولود.
ماذا عن مجتمعنا المصري وباقي المجتمعات العربية إذا أتيحت فيها هذه التقنية بشكل واسع؟ إلي أي جنس ستلهث المجتمعات؟ وهل يمكن أن يؤثر ذلك علي التوازن البيولوجي؟ أجاب علي تساؤلاتنا الدكتور مفيد جميل أستاذ المشورة الأسرية. وقال: حتما سيؤثر ذلك علي التوازن البيولوجي لأننا علي يقين تام من أن المجتمعات العربية والذكورية ستلهث خلف الجنس الذكري. وذلك بسبب النظرة الدونية للمرأة بداية من طفولتها إلي خروجها للتعليم والعمل.
كما أن اختيار نوع الجنين ليس من صلاحيات الإنسان بل هو تدخل في مشيئة الله وعدم ثقة في أنه سيختار الصالح للإنسان لذا يريد الإنسان أن يقرر بنفسه كل شئ في حياته. في حين أنه غير قارئ لمستقبله ولا يعلم ماذا سيحدث في الغد وقد يختار لنفسه شيئا يجلب به المتاعب لنفسه. وعلينا جميعا أن نعلم بوجود أشياء قدرية ليس من حقنا التدخل فيها.
أما حول مبرر أن اختيار جنس الجنين وسيلة لتفادي الأمراض الوراثية التي ترتبط بجنس معين في العائلة. فيمكن أن يكون مجدياإذا تم تقنينه. مع العلم بأن المرض يمكن أن يقتحم الأسرة ويصيب أيا من أفردها بطرق أخري كثيرة.
تحدثنا إلي إحدي السيدات التي خاضت تجربة اختيار جنس الجنين وهي ن.م مدرسة بإحدي المدارس الخاصة. فقصت لنا: علمت من بعض صديقاتي العائدات من أمريكا بأنهن خضن تجربة اختيار جنس الجنين وبالفعل حصلت إحداهما علي ولد وحصلت الأخري علي بنت وولد في مرتين مختلفتين. فقررت خوض التجربة وأنا لدي بنت وأردت إنجاب ولد. اتبعت بعض الوسائل المننورة علي الإنترنت وبالفعل حصلت علي ابني عمر. ولا أعلم أن إنجابي لذكر كان بسبب اتباعي لوسائل تحديد نوع الجنين أم أنها من قبيل الصدفة. ولكن أثناء حملي كنت علي يقين من أن الله سيرزقني بعمر سواء اتبعت هذه الوسائل أم لا فالمسألة إيمان وثقة في الله.!
قديري البعض أنه من حقه الاستفادة من التقنيات العلمية الحديثة التي قد تحقق له مطلبا عزيز المنال!. لكن هل من حق الإنسان أن يختار ويقرر كل شئ في حياته حتي تلك التي يختارها الله لنا؟