عاشق أنا لكتابات طيب الذكر جلال عامر, وأول ما أقرأه في الجريدة هو عمود تخاريف جلال عامر, حتي قبل قراء المانشيت والأخبار الرئيسية في الصفحة الأولي, حتي أصبحت هذه العادة تمثل الإدمان.. إنها ترسم علي وجهي ابتسامة عريضة, وتطبع في قلبي حزنا عميقا.. فأغرب ما في كتاباته أنها تضحكك وتبكيك. كتاباته متفردة في الأسلوب والتركيبات, في كلمات كل منها يحمل أكثر من معني, تركنا الرجل ولم يتركنا, سيظل بيننا لكي نضحك ونبكي علي أنفسنا وعلي مصر.
وتذكرت كاتبا ساخرا يشتهر بيننا هو أحمد رجب عندما طلب منه مصطفي أمين أن يكتب عمودا ساخرا لجريدة الأخبار, فقدم ما كتبه لرئيس التحرير, قال مصطفي أمين: لا.. هذا كلام كثير, عليك باختصاره, عاد أحمد رجب إليه بعد الاختصار, فقال له مصطفي: لا.. لا.. اختصره, ثم عاد أحمد بعد اختصاره. وتكرر الموقف عدة مرات, فقال أحمد رجب: إنها ليست كلمة بل (نصف كلمة), فقال مصطفي أمين: هكذا يكون العمود اسمه نصف كلمة.
وهكذا كان جلال عامر, يتطرق إلي أخطر المشاكل, ويدمج في مقاله المختصر العديد من السخريات, ويترك القارئ نهما للمزيد.
وفجأة سخر منا وتركنا نضحك مع كلماته, نبكي علي فراقه.